استعرضت شركة سيلزفورس اليوم، وعلى لسان مهى العلوي، رئيس هندسة الحلول لدى سيلزفورس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أهمية الذكاء الاصطناعي والمهارات التكنولوجية لنجاح استراتيجيات الأعمال في العالم الرقمي.
ويعدّ تسارع وتيرة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات وابتكارات إدارة علاقات العملاء من أبرز التحولات التكنولوجية التي شهدها التاريخ الحديث. وتماماً مثلما غيرت رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة من طريقة تواصل وتفاعل الناس، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمتاز بقدرة كبيرة على إحداث ثورة في جميع جوانب حياتنا المهنية والشخصية.
ووجد المنتدى الاقتصادي العالمي أن وظائف متخصصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تتصدر القائمة باعتبارها الوظائف الأسرع نمواً في عام 2023، الأمر الذي يوفر للشركات فرصاً كبيرة لمساعدتها على خدمة عملائها بشكل أفضل، وتعزيز مستويات الإنتاجية ودفع مسيرة النمو. ومع ذلك، فإن العديد من الشركات لا تزال غير مستعدة لنشر هذه التقنيات والاستفادة منها بشكل فعّال. وتعتبر مشكلة نقص المهارات الرقمية والمخاوف الأخلاقية والأمنية من أبرز العوائق التي تقف أمام مستخدمي هذه التقنيات حالياً أو أولئك الذين يخططون لاستخدامها في المستقبل القريب.
وفقا لدراسة بحثية أجرتها شركة سيلزفورس، يُصنّف ما يقرب من ربع العمال على مستوى العالم مهارات الذكاء الاصطناعي على أنها من بين أهم ثلاث مهارات رقمية في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن 1 فقط من كل 10 عمال يؤكد أنه يتمتع بمهارات الذكاء الاصطناعي التي يحتاجها للنجاح في عالمنا الحالي الذي يركز على التقنيات الرقمية.
ومن أجل الاستفادة الكاملة من قدرات التقنيات الجديدة والناشئة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، فمن الهام جداً أن يتخذ قادة الأعمال خطوات ضرورية لتزويد قوى العمل لديهم بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من التكيف هذه التقنيات ودمجها في عملياتهم اليومية، الأمر الذي سيمكنهم من توسيع قدرات هذه التقنيات وإعداد موظفيهم لوظائف المستقبل.
وفي ظل ارتفاع تكاليف مزاولة الأعمال التجارية والتعقيدات الكبيرة التي تشهدها، يَسعى قادة الأعمال اليوم للاستفادة من القدرات الكبيرة التي تمتاز بها البيانات، وتوظيفها لتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحقيق فهم أعمق لجوانب العمل المختلفة في مؤسساتهم.
ولم يعد امتلاك نهج خاص بالذكاء الاصطناعي مطلباً حصرياً لأقسام تكنولوجيا المعلومات فقط؛ بل بات مطلباً لجميع فرق العمل في الشركة. ومن خلال فهم آلية عمل الذكاء الاصطناعي ومعرفة كيف يمكنه المساعدة في معالجة الأولويات ونقاط الضعف، والعمليات؛ فإنه يُمكن لقادة الأعمال تزويد العمال بالأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.
إنّ استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية، ونماذج اللغات المختلفة، وامتلاك القدرة على الاستفادة من رؤى بيانات العملاء الآمنة، يتيح للشركات تحقيق الاستفادة الكاملة من إدارة علاقات العملاء وبيانات المحادثات لتعزيز كفاءة وإنتاجية فرق العمل. كما إنّ مساعدة الموظفين على أداء المهام اليدوية، وتبادل الأفكار، وصياغة مختلف أنواع المحتوى بشكل أسرع، مع امتلاك المهارات المناسبة، سيُمكّن الشركات من إطلاق إمكانات وقدرات هائلة لإعادة تعريف أساليب إنجاز العمل.
في عالم يتم فيه تقييم الشركات من خلال جودة التجارب التي توفرها لعملائها، فإن القدرة على تقديم تجارب سلسة وشخصية هو أمر بالغ أهمية للحفاظ على قدرتها التنافسية.
ومع التبني والانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تغير هذه التقنية من المهام الخاصة بما لا يقل عن 80% من جميع الوظائف. ففي مجال الرعاية الصحية، على سبيل المثال، ستساعد الأتمتة المتخصصين في فرز الصور الطبية لتقديم مستويات أفضل من المشورة للمرضى وتشخيص الحالات بشكل أسرع. أما في قطاع التصنيع، فستؤدي مهام مراقبة الجودة والتفتيش إلى توفير وقت العمال بما يمكنهم من التركيز على وظائف أكثر استراتيجية.
وفي الوقت الذي تتسابق فقيه الشركات لتوفير هذه التكنولوجيا في السوق، فمن الهام أيضاً أن يتم توفير هذه التكنولوجيا بشكل شامل ومتعمد، حيث إن إعداد البنية التحتية المناسبة، والحصول على استراتيجية البيانات الخاصة بهذه الشركات، والالتزام بالأمن والمبادئ التوجيهية الأخلاقية الصحيحة، ومطابقة استراتيجية تطوير القوى العاملة، تعتبر من العناصر الأساسية للاستفادة من الفرص الهائلة التي توفرها هذه التكنولوجيا. كما إن فهم كيفية آلية عمل الذكاء الاصطناعي والأتمتة يعتبر أمراً ضرورياً لضمان دمجه واستخدامه بشكل فعّال في المهام اليومية. وستشكل المهارات التعاونية أيضا أداة رئيسية لضمان الاستخدام الوظيفي والأخلاقي لهذه التكنولوجيا.