أحدث تقارير “بلو شفت” يسلط الضوء على إمكانات وقدرات الميتافيرس الصناعي لمحاكاة الاستراتيجيات الهادفة
- من الممكن أن يساهم التقارب بين الذكاء الاصطناعي ومحاكاة الأنظمة المعقدة وتصور البيانات وإنترنت الأشياء إلى توسيع استخدام تكنولوجيا التوأم الرقمي لمحاكاة الإستراتيجيات العالمية
- من المتوقع أن تصل قيمة سوق الميتافيرس الصناعي إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2030، مع إمكانية تجاوز حاجز 1 تريليون دولار، ما يساهم في تسريع النمو
- يمكن للتوائم الرقمية المتصلة بالأنظمة الصناعية تسهيل عمليات المحاكاة السريعة لاتخاذ القرارات استنادا على تحاليل “ماذا لو”، لتحسين العمليات ذات الصلة بسلاسل التوريد، واستخدام التكنولوجيا على النحو الأمثل وخفض النفقات التشغيلية
- يتمتع فضاء الميتافيرس الصناعي بالقدرة على تحسين معدلات النمو والاستدامة وإدارة النفقات
- يعد الميتافيرس الصناعي أقل اعتماداً على الانغماس وقابلية التشغيل البيني مقارنة بالميتافيرس الاستهلاكي
أطلقت “آرثر دي ليتل”، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، تقريرها المرتقب حول “فضاء الميتافيرس الصناعي” ضمن سلسلة تقارير “بلو شفت”، والتي تستكشف تأثير التقنيات الجديدة على الأعمال والمجتمع والبشر بشكل عام. ويوفر التقرير، الذي يحمل عنوان “الميتافيرس الصناعي: كشف الستار عن الفرص والإمكانات لدفع عجلة النمو المستدام”، رؤى قيّمة حول المفهوم المتطور للميتافيرس الصناعي، وتأثيره المحتمل على مختلف القطاعات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات والفرص التي يقدمها.
تتوقع “آرثر دي ليتل” أن يؤدي اعتماد “فضاء الميتافيرس الصناعي” إلى تعزيز النمو في المجالات المتنامية أصلاً، مثل سلاسل التوريد والاستخدام والتكاليف التشغيلية بالإضافة إلى الارتقاء بمستويات النمو وإدارة نتائج الاستدامة. كما تتوقع الشركة تسارعاً في هذا السوق البالغ حجمها 100-150 مليار دولار، ليرتفع إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2030، مع احتمالية تجاوز سقف 1 تريليون دولار مستقبلاً.
وقال توماس كوروفيلا، الشريك الإداري في شركة “آرثر دي ليتل” الشرق الأوسط: “على الرغم من المشهد الحالي للأسواق، إلا أن “فضاء الميتافيرس الصناعي” يوفر القدرات والإمكانات اللازمة لتغيير رؤى القادة التنفيذيين لناحية استثمار التقنيات الرقمية، والارتقاء بها من المستوى التشغيلي إلى المستوى الاستراتيجي. استطاعت شركات متعددة في دول مجلس التعاون الخليجي تحقيق إنجازات استثنائية في مسيرتها الرقمية، مستفيدة من الميزات التي توفرها التكنولوجيات الناشئة مثل التوائم الرقمية والذكاء الاصطناعي وخدمات الاتصال والتكنولوجيات التعاونية. ومن الأهمية بمكان أن تحرص الشركات على الاستثمار في الإمكانات الإضافية التي يوفرها الميتافيرس الصناعي، ودوره الحيوي في تعزيز قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة لتحسين مستويات النمو والربحية، وضمان السلامة والاستدامة.”
إطلاق إمكانات الميتافيرس الصناعي
على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يشهدها فضاء الميتافيرس، إلا أن الشركات تحتاج للاستمرار في الاهتمام بهذا الجانب من التكنولوجيات بحسب أحدث أبحاث “آرثر دي ليتل”. وتشير هذه الدراسة إلى دور التقارب المستمر لجهود تطوير التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ومحاكاة الأنظمة المعقدة وتصور البيانات وإنترنت الأشياء (IoT)، في تمكين المديرين التنفيذيين من التوسع في استخدام التوائم الرقمية نحو آفاق جديدة، ومن بينها المحاكاة الاستراتيجية المتكاملة لهيكلية وعمليات المؤسسات الرائدة على المستوى العالمي.
وتؤدي التعقيدات الحالية وظروف عدم اليقين والتحديات ذات الصلة بإدارة الاستدامة عبر سلاسل الإمداد العالمية، إلى تعقيد عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتساهم عمليات إنشاء توائم رقمية متصلة للأنظمة الصناعية وسلاسل الإمداد المتكاملة، في تمكين الشركات من إجراء
عمليات محاكاة لصنع القرارات استنادا على تحاليل “ماذا لو” لاتخاذ القرارات الاستراتيجية على نحو أكثر دقة وموضوعية وبسرعة أكبر.
ويتميز التقدم على مستوى “الميتافيرس الصناعي” بعدم اعتماده على الانغماس وقابلية التشغيل البيني مقارنة بالـ”الميتافيرس الاستهلاكي”، حيث يعتبر هذين العاملين من أهم التحديات التي تواجهها الشركات عند تبني “الميتافيرس” في عملياتها.
التعمق في مجال الميتافيرس الصناعي
أثبتت تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة حيويتها في تحقيق مزايا عالية للشركات عند تبنيها وتنفيذها على نحو ناجح. وتتضمن هذه المزايا، وفقاً لقاعدة بيانات التميز التشغيلي لآرثر دي ليتل، تخفيضات في رأس المال التشغيلي المنشور وتكاليف سلسلة التوريد التي تتراوح من 15% إلى 30%. من ناحية أخرى شهدت الشركات ارتفاعاً بنسبة 30% في استخدام الطاقة الإنتاجية، بالإضافة إلى تخفيض تكاليف الصيانة بنسبة 10% إلى 40%. إلا أن التحول الرقمي ما زال يواجه مجموعة من التحديات المشتركة، بما في ذلك ارتفاع معدلات الاستثمار المقدمة مسبقاً، والصعوبات في تنسيق التحول المطلوب عبر الوظائف، والتحديات ذات الصلة بإدارة وحماية البيانات، والنقص على مستوى المواهب والمهارات المتاحة، والقيود التي تفرضها الأنظمة التقليدية لتكنولوجيا المعلومات.
يحدد تقرير “آرثر دي ليتل” المعنى الحقيقي لفضاء “ميتافيرس الصناعي” من حيث التكنولوجيات والوظائف الرئيسية، موفراً نظرة عامة شاملة حول التطبيقات الحالية والمستقبلية وحالات الاستخدام وفوائدها، بدءاً من مزايا التحسين التشغيلي والتدريب إلى الأدوات التقنية وحلول الإدارة الاستراتيجية. كما يوفر إرشادات واضحة حول كيفية تغلب الشركات على التحديات التي تواجه الاعتماد المتكامل لهذا الفضاء. وتشمل الخطوات الرئيسية، مراجعة استراتيجية التحول الرقمي للشركة، وتحديد فرص القيمة المضافة، وتنفيذ المشاريع التجريبية، وبناء منظومة شراكة متكاملة لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومن جهته، أكد الدكتور ألبرت ميج، المسؤول عن سلسلة تقارير «بلو شفت» في آرثر دي ليتل أن: “العملية التقليدية لصنع القرار الاستراتيجي لم تعد كافية. وعلى الشركات الاستثمار في إمكانات ميتافيرس الصناعية للارتقاء بمستويات الأداء وتحسين العمليات وتحقيق نمو بصفر صافي انبعاثات. ويتميز “الميتافيرس الصناعي” عن “الميتافيرس الاستهلاكي” بعدم اعتماده على الانغماس وقابلية التشغيل البيني، ما يحد من حجم التحديات المستقبلية.