وقع أمس المهندس وليد هلال رئيس مجموعة الهلال والنجمة الذهبية، بروتوكول تعاون مع د. محمد رجاء عميد كلية العلوم بجامعة عين شمس، بحضور د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس.
وأكد د. محمود المتيني، أهمية هذا الاتفاق الذي يبلور سعي مصر للأخذ باقتصاد المعرفة فلم يعد يكفي حاليًا في ظل التحديات والتغيرات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم أن نكون متلقين للعلم والمعرفة فقط بل يجب أن نكون من القوي التي تضيف للعلم والمعرفة علي مستوي العالم وهو ما سيمكننا من تحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن دور البحث العلمي في الارتقاء بالقطاعات الإنتاجية المصرية كالصناعات المختلفة والزراعة هو دور رئيسي ومفصلي في الفترة المقبلة من أجل الارتقاء بالصناعات والصادرات المصرية ومن ثم تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد القومي، وهو أمر سارت عليه دول العالم الكبرى حيث إن البحث العلمي هو المحرك لتطوير الصناعات في تلك الدول والتي من أبرزها الولايات المتحدة الامريكية حيث يسهم البحث العلمي بنسبة تزيد علي 10% من الناتج المحلي الأمريكي.
وأضاف المتيني أن جامعة عين شمس لديها علماء وباحثين يمكنهم المساهمة في حل مشكلات الصناعات المصرية المختلفة وتطوير قدراتها وتنافسيتها خاصة أساتذة كلية علوم عين شمس ومركز النانو تكنولوجي الذي أصر علي إنشائه تحت لواء كلية العلوم مع مشاركة جميع كليات العلوم التطبيقية كالطب والهندسة، داعيًا د. غادة فاروق التي ستتولى رئاسة الجامعة خلفا له بالاهتمام بالتعاون مع القطاع الخاص وتحويل الأبحاث والدراسات الجامعية الي مساهمة حقيقية في المشروعات الصناعية والزراعية والخدمات.
وأشاد المهندس وليد هلال رئيس مجموعة الهلال والنجمة الذهبية، بالتعاون مع جامعة عين شمس ممثلة في كلية العلوم والذي أسفر عن تطوير إنتاج المجموعة من أدوات التنظيف المختلفة لتصبح مقاومة لانتشار البكتريا مما فتح آفاق جديدة لصادراتها خاصة في السوق الأوروبية التي نخطط لمضاعفتها إلى 25 مليون دولار من أدوات النظافة فقط العام المقبل، لافتًا إلى أن المجموعة تسعي للاستفادة من هذا الإنجاز أيضا في فتح السوق الأمريكية العملاقة.
و إن بروتوكول التعاون مع كلية علوم عين شمس يكلل فترة تعاون امتدت 11 شهرًا من أجل التوصل لمواد آمنة لتدخل في عمليات تصنيع أدوات النظافة كي تقاوم وتمنع انتشار الفيروسات والبكتريا مثل فيرس كوفيد 19، وهو ما ينافس المنتجات المثيلة بأوروبا ويتفوق عليها من حيث السعر وهو ما يمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
وكشف هلال عن مشروع آخر يتعاون فيه مع جامعة عين شمس خاص بإعادة تدوير مخلفات البلاستيك بطريقة آمنة وصديقة للبيئة والأهم تسمح بإعادة استخدام تلك المخلفات في صناعات البلاستيك المختلفة كأنها مادة خام أصلية عبر المحافظة علي خصائصها من حيث الشكل واللون والنقاء.
ولفت إلى تأسيس المجموعة لشركة جديدة للقيام بتلك العمليات بداية من جمع المخلفات ومعالجتها حيث نقوم حاليًا بالاتفاق علي تجمعات سكنية خاصة للحصول علي مخلفات البلاستيك المختلفة منهم وفي المقابل نقدم لهم أدوات تنظيف بحيث تكون هناك منفعة متبادلة بيننا.
وقال انه يسعي لزيادة العدد من 200 أسرة حاليًا إلى 10 آلاف أسرة بحلول العام المقبل، ثم تعميم الفكرة علي مستوي المحافظات للوصول إلى إعادة تدوير 50% من مبيعات المجموعة من منتجات البلاستيك وهو ما سيسهم في الحفاظ علي البيئة التي أصبحت تشغل اهتمام العالم الآن بعد التغيرات المناخية التي نعاني جميعًا منها حاليًا.
ونوه هلال بمشروع يجري الإعداد له لإنتاج «دواسات السيارات» لصالح إحدى كبرى شركات إنتاج السيارات، مما يعد إضافة قوية لصناعات «لدائن البلاستيك المصرية».
ودعا إلى تنظيم معرض خاص يجمع أبرز الصناعات المصرية المؤهلة لدخول السوق الأمريكية عن طريق التعاقد مع إحدى الشركات العالمية خاصة أنها بالفعل تتعاون مع شركات مصرية مما يسهل دعوة مسئولي قسم المشتريات بالشركة لزيارة مصر والمشاركة في هذا المعرض والتعرف عن قرب على إمكانيات الصناعات المصرية المختلفة.
ومن جانبه قال د. محمد رجاء عميد كلية «علوم عين شمس» إن بروتوكول التعاون هو حدث تاريخي بين العلم والصناعة، يكلل جهود التعاون مع الجامعة منذ عدة سنوات، ويدفع لمزيد من التعاون والترابط بين كليات ومراكز الجامعة والقطاع الصناعي المصري لتحويل الخبرات الأكاديمية إلى مشاريع ومنتجات في السوق.
ولفت إلى أن كلية علوم يتبعها المعمل المركزي الذي يشارك بالفعل في مشروعات قومية عديدة مثل مفاعل الضبعة والعاصمة الإدارية الجديدة والقطار السريع وغيرها من مشروعات عملاقة، والآن يسعدنا المشاركة في مشروعات للقطاع الخاص، لتحقيق قيمة مضافة للبحث العلمي الذي يسهم في الولايات المتحدة علي سبيل المثال بنحو 10% من ناتجها المحلي السنوي.
وأضاف طارق جعفر الرئيس التنفيذي للشركة، إن أساتذة كلية «علوم عين شمس» ساعدونا كثيرًا في تطوير منتجاتنا كي نصل لهذا المنتج المكافح للبكتريا والفيروسات، لافتًا إلى أن البروتوكول يشمل تنظيم دورات تدريبية لجميع العامين بمصانع الشركة من أجل صقل مهاراتهم وتحسين الإنتاجية.. وأعرب عن تقديره للجامعة والكلية لحرصهما علي التعاون مع القطاع الصناعي والمساعدة في تطوير المنتجات.
وأكد د. عبد الرحمن بدر الدين مدير المعمل المركزي بكلية «علوم عين شمس»، أهمية دور شباب الباحثين بالمركز فى إثراء هذا التعاون.
وأشار إلى أن أدوات التنظيف تستخدم في أماكن مختلفة، بعضها قد يحتوي علي بكتريا أو فيروسات وبالتالي فاستخدام أدوات النظافة العادية قد يتسبب في نشر تلك البكتريا والفيروسات بدلاً من القضاء عليها وهو ما يوضح أهمية تطوير تلك الأدوات وإضافة مواد كيميائية عند تصنيعها لتصبح مقاومة لانتشار البكتريا والفيروسات