في ظل حرارة خانقة، يتسلق خوسيه ديوجو شجرة نخيل لقطف عنقود من التوت الأسود الذي يشبه ثمار العنبية الكبيرة، إذ إنها بداية حصاد فاكهة الأساي التي تشتهر بها منطقة الأمازون البرازيلية.
ويعتاش العشرات من صغار المنتجين من الطفرة، التي تشهدها هذه الفاكهة، إذ تلقى رواجا واسعا ويستحسنها نجوم هوليوود لما توفره من طاقة ولما تحويه من خصائص مضادة للأكسدة.
لكنها في الوقت نفسه نعمة ونقمة، إذ إن الإقبال الكبير على هذا النوع من الفاكهة أدى إلى زراعة أحادية في بعض المناطق، ما يهدد التنوع الحيوي في كبرى الغابات المطيرة في العالم.
يعيش خوسيه ديوجو في إحدى مناطق كيلومبولا التي يقطنها برازيليون ذوو أصول إفريقية، على بعد 120 كيلومترا من بيليم، عاصمة ولاية بارا (شمال البرازيل)، حيث يعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) عام 2025.
وتقع قريته إيجارابي ساو جواو ضمن بلدة أبايتيتوبا، على ضفاف نهر إيتاكوروسا، حيث تعد التربة التي تغمرها المياه طوال قسم من العام أرضا خصبة لنمو النخيل الذي تنبت عليه فاكهة الأساي.
وقال ديوجو لـ”الفرنسية”، وهو يحرك العناقيد الكبيرة المعلقة بالقرب من القمة لإسقاط التوت في سلة كبيرة “عندما يبدأ القطاف (من أغسطس إلى يناير)، يتحسن وضعنا كثيرا”.
ويمكن أن يصل ما يملؤه إلى 25 سلة تزن كل منها 14 كيلوجراما. ومن شأن كل من هذه السلال أن تكسبه نحو 25 ريالا برازيليا (أكثر من خمسة دولارات)، تبعا لسعر الأساي.
ويتولى وسطاء شراء التوت ونقله بالنهر إلى بيليم، حيث يعاد بيعه في أسرع وقت ممكن للحؤول دون تعرضه للتلف. وفي سوق فيروبيزو التقليدية التي تأسست 1901، يعمل العشرات من الرجال المتصببين عرقا على إفراغ الأساي من قواربهم ليلا، وسرعان ما يشتريها مندوبو شركات تصنيع اللب أو العصير أو غيرها من المنتجات المستخرجة من التوت.
وكدس مايكون دي سوزا ثلاث سلال على رأسه، واثنتين أخريين على كتفه الأيمن، أي ما مجمله 70 كيلوجراما.
وقال “في ليلة واحدة، أستطيع أن أكسب 300 ريال (أي أكثر من 60 دولارا)”. وتنتج ولاية بارا أكثر من 90 في المائة من مجمل محصول الأساي البرازيلي.