أكدّ خبراء في مجال الذّكاء الاصطناعي أهميّة استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي للتنبؤ بأعراض الأمراض الخطيرة والمزمنة خصوصاً أمراض القلب والأوعية الدموية، مشدّدين على أنّ استخدام هذه الأدوات سيغيّر صورة الخدمات الصحية التقليدية في المستقبل القريب.
وقال مشاركون في منتدى (الذّكاء الاصطناعي والميتافيرس والتحوّل في الرعاية الصحية) الذي أقيم في دبي اليوم السبت، أنّ تقنيات الذّكاء الاصطناعي تمكّن الأطباء من التنبؤ بنمط الحياة الصحيح للمرضى واحتياجاتهم العلاجية والغذائية.
وانطلقت في دبي جلسات المنتدى الذي ينظّمه مركز بوستر للأبحاث الطبية والابتكار-عضو مجموعة بوستر بدبي- وجامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي (RIT)وتحدث فيه 20 ما يقرب العشرين خبير ومتخصّص في مجالات الذّكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وأطباء متخصصون في الأمراض المزمنة وإدارة المستشفيات من القطاع الطبي الخاص في دبي.
وشارك في الجلسات ممثلون عن هيئة الصحة في دبي ومؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، إضافة إلى متخصّصين في الهندسة الكهربائية وعلوم الحوسبة وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.
وقالت الدكتورة عائشة ساديا -مديرة البحوث الطبية في مجموعة بوستر- أنّ الجلسات بحثت دور الذّكاء الاصطناعي في تطوير الرعاية الصحية، ودراسة التحديات التي تواجه مستقبل الخدمات الطبية، إلى جانب دور تقنية الميتافيرس في تطوير الخدمات الطبية ومستقبل الجراحات الروبوتية.
وقد سلّطت الضوء في نهاية المنتدى على الإمكانيات التحويلية لهذه التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية. الأمر الذي يبشّر بمستقبل باهر للابتكار وتعزيز رعاية المرضى. كما أكدّت على مدى أهميّة الموازنة بين الابتكار والأمن لضمان رعاية صحية أكثر ترابطاً وأمانًا. وقد وأعربت عن سعادتها العارمة وهي تكشف عن طموحات كبيرة مستقبلاً متعلقة بتوسيع نطاق هذا المنتدى بحلول عام 2024 في عمان، مع موعد أولي في شهر فبراير المقبل.
وأضافت: من أهداف المنتدى الأولية تسهيل عملية تبادل الخبرات والأفكار لتسريع عملية دمج الذّكاء الاصطناعي داخل نظم الخدمات الصحية.
كما استعرض الدكتور مهند عطا الله المدير الاستراتيجي للصحة الرقمية الدور الكبير للتقنيات الحديثة في مجال إدارة سجلات المرضى وحفظ خصوصياتهم، وإجراء العمليات الطبية عن بعد باستخدام الروبوت والميتافيرس، إلى جانب مضاعفة مستوى الخدمات الطبية باستخدام الذّكاء الاصطناعي.
وعرض المنتدى دراسة شاملة للدكتورة جنان منصف -أستاذة في الهندسة الكهربائية- حول الدور المستقبلي لابتكارات الذّكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل في تقديم الرعاية الصحية والتشخيص والأبحاث الطبية، تعزيز نتائج علاج المرضى، تخصيص الخطط العلاجية، وتوفير تكاليف الرعاية الصحية، إلى جانب دورها في تحسين نمط حياة المرضى.
وقد تطرقت الجلسات إلى معالجة القضايا الأخلاقية والتنظيمية التي يثيرها استخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، مع التركيز على أهميّة خصوصية المريض وأمن البيانات. علاوةً على ذلك، لقد ناقش المشاركون مدى أهميّة تقوية روابط العلاقات بين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والباحثين من أجل تعزيز الشراكات الهادفة إلى دعم ابتكارات الرعاية الصحية القائمة على الذّكاء الاصطناعي.
وتناولت الدكتورة آسيا نابي المتخصّصة في الرعاية الصحية المبتكرة، كيفية إجراء الفحوص الطبية وإدارة الأمراض المزمنة خاصةً أمراض القلب بالذّكاء الاصطناعي، مؤكدةً على مدى أهمية تعزيز التواصل بين ممارسي الرعاية الصحية والباحثين لتطوير الشراكات، وتعزيز ابتكارات الرعاية الصحية القائمة على الذّكاء الاصطناعي.
واستعرضت الدكتورة ريما عماوي -الأستاذة المساعدة في جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي-كيفية بناء جشور بين عوالم التكنولوجيا، الرعاية الصحية، والابتكار. الأمر الذي يجعل من هذا الحدث منصة قيّمة لتبادل المعرفة. كما أكدّت من خلال دورها على مدى أهمية هذا الحدث الملهم والغنيّ بالمعلومات في ترسيخ فهم واضح لدى الجمهور حول التجوّل المحتمل لهذه المجالات في قطاع الرعاية الصحية.