افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر اليوم، أعمال النسخة الخامسة عشرة من المؤتمر الدولي لمفاوضات الخدمات الجوية الآيكان 2023م، التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني، بحضور معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، وبمشاركة قادة الصناعة في العالم وعدد من الوزراء ورؤساء هيئات الطيران المدني، وبمشاركة أكثر من 700 خبير ومتخصص في مجال الطيران في العالم، ووفود من أكثر من 100 دولة ومنظمة، والذي يستمر لمدة خمسة أيام.
وأكد معاليه في كلمة له خلال الحفل المُعد بهذه المناسبة، أن إقامة المؤتمر للمرة الثانية على أرض المملكة تجسيد حقيقي لحرص المملكة على تحقيق الريادة في قطاع الطيران العالمي، والتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي، مقدمًا للمنظمة الشكر على شراكتها ودعمها في استضافة هذا الحدث المهم، مُعلناً أن هذه النسخة من المؤتمر، قد سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا لعدد الحضور، بعدما نجحت في استقطاب أكثر من 100 دولة ومنظمة للمشاركة، في تأكيد جديد على أهمية المؤتمر ونجاحه في تحقيق أهدافه والارتقاء بقطاع الطيران العالمي.
واستعرض جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- في مساعدة شركائها في مختلف بلدان العالم على النمو والنجاح، خاصة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، مؤكداً أن رؤية المملكة 2030 تسعى بخطى واثقة نحو الازدهار والتقدم، وتحقيق أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في خلق اقتصاد مزدهر وبناء مجتمع حيوي ووطن طموح.
وقال معاليه: “في سعي الرؤية لتحقيق أهدافها، تتكامل جهودها مع الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، لربط المملكة العربية السعودية مع العالم من خلال شبكة نقل شاملة ومتنوعة ومبتكرة، ومن هذه الإستراتيجية انبثقت الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران المدني، لما لها من أهمية استثنائية في حركة النقل، لذا فقد حرصنا على إطلاق الإستراتيجية الوطنية للطيران، للعمل على زيادة الربط الجوي للمملكة وتعزيز التعاون التجاري مع شركائنا من مختلف بلدان العالم، وفتح الأبواب أمام السياحة وتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وأكد أن المملكة كانت دوما ولازالت، حريصة على تعزيز علاقاتها العابرة للحدود، وتأتي استضافة مؤتمر الآيكان 2023، لتجسد الالتزام والسعي للحوار وتبادل الخبرات والثقافات، والعمل على بناء قطاع طيران عالمي متحد ومتعاون، مُشيراً إلى أن الاتفاقيات التي سيسفر عنها هذا المؤتمر، وأوجه التعاون والشراكات المختلفة التي ستعقد بين جنبات هذا الحدث العالمي، لن يقتصر تأثيرها الإيجابي على قطاع الطيران وحده، بل يمتد ليشمل كل القطاعات المرتبطة به، من سياحة وتجارة وغيرها، كما تسهم هذه الشراكات بشكل مباشر في تعزيز التعاون الدولي على نطاق واسع.
من جانبه قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني: إن الإستراتيجية الوطنية للطيران تسعى إلى التأكيد على دور المملكة الرائد في مجال الطيران المدني بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال جذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار، وخلق تجربة سفر استثنائية لأكثر من 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، عادّاً الإستراتيجية بمثابة خطة شاملة تغطي أنشطة المطارات وشركات الطيران والطائرات ومرافق الخدمات الجوية، بما في ذلك الشحن الجوي والخدمات اللوجستية.
ولفت النظر إلى الإستراتيجية التي ستعمل على زيادة قدرة المسافرين للوصول إلى مختلف بلدان العالم، وزيادة نطاق الربط الجوي للمملكة إلى أكثر من 250 وجهة عبر 29 مطارًا، إلى جانب سعي الهيئة إلى إنشاء شبكة مطارات ذات قدرات ومهام متنوعة، تتضمن مركزين عالميين في الرياض وجدة، متوقعاً أن تسهم الإستراتيجية في خلق نمو كبير في مجال الشحن والخدمات اللوجستية، ليرتفع حجم الشحن الجوي من 0,8 مليون طن إلى 4,5 ملايين طن بحلول عام 2030، ستسهم كل هذه المبادرات في جذب شركات الطيران العالمية، ومقدمي الخدمات اللوجستية والشركات متعددة الجنسيات، للقدوم والاستفادة مما توفره المملكة من فرص فريدة.
واستعرض معاليه التحول الكبير الذي شهدته الهيئة العامة للطيران المدني بوصفها جهة تنظيمية إستراتيجية، أسهمت في تهيئة السوق وتوفير الظروف التنظيمية الملائمة، التي تساعد على جذب الاستثمارات وتوفير فرص للنمو في جميع أنحاء المملكة، وتجسيدًا لهذا الدور فقد أجرت الهيئة العامة للطيران المدني هذا العام، أكبر إصلاحات اقتصادية من نوعها منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، بهدف توفير سوق جاذب للمستثمرين والمشغلين من جميع أنحاء العالم، مما يسهم في زيادة التنافسية والشفافية ويوفر المزيد من الخيارات أمام المسافرين، وتحقيق النمو المستدام، كما أصدرت الهيئة في نوفمبر الماضي، لائحة جديدة لحماية حقوق المسافرين، تكفل للمسافرين الحصول على الرعاية والمساندة والتعويضات في مواجهة أي صعوبات يمكن أن تواجهها الرحلة الجوية، مما يسهم في الارتقاء بجودة خدمات النقل الجوي وتحسين تجربة المسافر.
وأكد أن الهيئة العامة للطيران المدني تحرص على أن تسهم عبر جهودها المختلفة في خلق نظام طيران مدني عالمي أكثر أمنًا واستدامة، وفي هذا السياق، ترحب الهيئة بالتواصل والتعاون وتبادل الخبرات، مع مختلف الجهات المعنية، لبناء أنظمة طيران مستدامة ومتطورة في المملكة وفي غيرها من بلدان العالم.
بدوره أكد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سلفاتوري شاكيتانو، أن المؤتمر الدولي لمفاوضات الخدمات الجوية (الآيكان) نجح منذ إطلاقه في عام 2008، في استضافة أكثر من 5 آلاف اجتماع ثنائي، أسفرت عن توقيع ما يقارب 4 آلاف اتفاقية ومذكرة تعاون، شاركت فيها 160 دولة من جميع أنحاء العالم.
وأفاد أن نسخة هذا العام التي تستضيفها الرياض، نجحت في جذب أكثر من 95 دولة وما يزيد على 700 مشاركا، وسط توقعات بأن تتجاوز عدد الاجتماعات خلال المؤتمر أكثر من 485 اجتماعًا، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات والمفاوضات تسهم بشكل مباشر في تحقيق النمو والاستدامة لصناعة النقل الجوي العالمي، وللعديد من القطاعات الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على النقل الجوي، مثل السياحة والتجارة وغيرها.
بعد ذلك، قام معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، بتسليم راية استضافة الآيكان 2024 إلى نظيره بدولة ماليزيا.
عقب ذلك، قام معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية يرافقه معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، وعدد من الوزراء ورؤساء هيئات الطيران المدني، بزيارة للمعرض المصاحب للمؤتمر مُطلعاً على ما تقدمه الجهات والشركات والناقلات الجوية الوطنية والشركات المشغلة للمطارات، من منظومة النقل الجوي من المشروعات القائمة والمستقبلية للقطاع، وما يتيحه من الفرص الواعدة في قطاع الطيران السعودي، وما يقدمه من ابتكارات وحلول في صناعة الطيران منها التنقل الجوي والفضاء والاستدامة والتقنيات المتقدمة.