حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً استثنائياً في مجال السياحة، حيث حققت انتعاشاً كاملاً وسجلت نمواً بنسبة 56% في عدد الوافدين الدوليين في عام 2023 مقارنة بعام 2019 (عام ما قبل الوباء). وقد تم تسليط الضوء على هذا الانتعاش المثير للإعجاب في تقرير بارومتر منظمة السياحة العالمية (UNWTO) الصادر في يناير 2024.
ولم يساهم هذا الإنجاز في النمو الاقتصادي للمملكة فحسب، بل وضعه أيضًا كمحرك رئيسي في انتعاش السياحة في الشرق الأوسط. وتعد المنطقة، بقيادة السعودية، المنطقة الوحيدة التي تجاوزت مستويات السياحة ما قبل الجائحة، بنمو 22% في عام 2023 مقارنة بعام 2019.
وعلى الصعيد العالمي، يشهد قطاع السياحة انتعاشاً مطرداً. وبحلول نهاية عام 2023، حقق المتوسط العالمي انخفاضًا بنسبة 12% عن مستويات ما قبل الجائحة في عدد الوافدين الدوليين، مع حوالي 1.3 مليار وافد دولي. واقتربت الإيرادات الدولية للقطاع من 1.3 تريليون دولار، لتشكل 93% من رقم 2019 البالغ 1.5 تريليون دولار. وقدرت المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 3%، أو 3.3 تريليون دولار، في عام 2023، بناءً على المؤشرات الأولية لمنظمة السياحة العالمية.
وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع منظمة السياحة العالمية حدوث انتعاش كامل للسياحة العالمية من جائحة كوفيد-19 بحلول عام 2024، مع نمو متوقع بنسبة 2٪ مقارنة بعام 2019.
يبرز قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية في تقارير منظمة السياحة العالمية، حيث يقود دول مجموعة العشرين في معدل نمو الوافدين الدوليين في عام 2023 ويحتل المرتبة الثانية كأسرع وجهة سياحية نموًا في العالم للربع الأول إلى الربع الثالث من عام 2023.
وشهدت المملكة نمواً ملحوظاً في الوجهات السياحية المختلفة، محققة رقماً قياسياً في إنفاق الزوار الدوليين. سجلت الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 إنفاقاً للزوار الدوليين تجاوز 100 مليار ريال سعودي، بحسب بيانات البنك المركزي السعودي (ساما). وأظهر بند السفر في ميزان المدفوعات فائضا بنحو 37.8 مليار ريال بنهاية الربع الثالث من 2023، بنمو 72% عن نفس الفترة من 2022.
وتؤكد هذه المعالم على بروز المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية فريدة ومعترف بها عالميًا. إن ثقة المسافرين المتزايدة في العروض السياحية المتنوعة والجذابة التي تقدمها المملكة واضحة للعيان.
وفي عام 2024، تتطلع وزارة السياحة إلى الحفاظ على نموها المذهل، وتسليط الضوء على مجموعة متنوعة من الوجهات، بما في ذلك العلا والدرعية وينبع وأبها وغيرها. ومن المقرر أن يشهد العام أحداثًا بارزة مثل سباق الجائزة الكبرى السعودي، وسباق الدرعية الإلكتروني، ومباريات الملاكمة العالمية، وموسم جدة، وموسم الرياض، والبينالي. وتعد هذه الوجهات والفعاليات جزءًا من النهج الاستراتيجي الذي تتبعه المملكة العربية السعودية لتعزيز جاذبيتها السياحية العالمية. يوفر العام المقبل فرصًا كبيرة للمستثمرين الدوليين في قطاع السياحة. وتدعو الوزارة الزوار والمستثمرين في جميع أنحاء العالم لاستكشاف التجارب المتنوعة والغنية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، على النحو المفصل من خلال منصة “زوروا السعودية”.