يُعتبر اليوم العالمي لخصوصية البيانات فرصة لتذكير قادة تكنولوجيا المعلومات في جميع مؤسسات منطقة الشرق الأوسط بحجم التحديات المتزايدة التي تسببها التهديدات السيبرانية على بياناتهم، بالإضافة إلى المخاطر التجارية المرتبطة بعدم الامتثال للتطورات السريعة للمشهد التنظيمي الذي يهدف إلى الحفاظ على أمان وحماية البيانات.
وفي سياق شعار هذا العام “تحكّم في بياناتك”، يبرز الدور الأساسي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي وعلاقته الوثيقة بحماية بياناتنا، حيث يظهر التأثير الجذري للذكاء الاصطناعي على كيفية إدارتنا للبيانات، كما يتجلى معه دور التطور السريع للذكاء الاصطناعي في ظهور تحديات جديدة، خاصة في مجال زيادة هجمات برامج الفدية المستقلة.
كشف تقرير فيريتاس لإدارة مخاطر البيانات أن 73٪ من المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة وقعت ضحية لهجمات برامج الفدية خلال العامين الماضيين، ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على اكتشاف التهديدات فقط، بل يُمكّن أيضًا مجرمي الإنترنت من تنفيذ هجمات معقدة.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يجعل من الامتثال لخصوصية البيانات أكثر تعقيداً، الأمر الذي يؤدي بالهيئات التنظيمية الإقليمية والوطنية إلى الاستمرار في تطوير حواجز الحماية التشريعية لنماذج اللغات الكبيرة العامة (LLMs) والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)؛ إذ وعلى سبيل المثال، أعلن مركز دبي المالي العالمي مؤخراً عن تعديلات على لوائحه الحالية لحماية البيانات، حيث صارت أحكام الذكاء الاصطناعي المضافة حديثًا من بين أهم التغييرات التي أجراها المركز لما لها من تأثير في حماية البيانات.
في الوقت الذي تشدد فيه منطقة الشرق الأوسط أطر حماية البيانات استجابة لهذه التحديات، يظهر بوضوح أن اليقظة والقدرة على التكيف ليسا مجرد اختياريين، بل هما أمرين ضروريين ومهمين للغاية، فقد أظهر بحث فيريتاس حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في البيئات المهنية أن 44٪ من الموظفين الذين تم استجوابهم في الإمارات العربية المتحدة قد أدركوا أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية العامة أدى إلى زيادة مخاطر تسريب المعلومات الحساسة.
ويعد الالتزام بمبادئ الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في المنطقة، خاصةً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، دليلاً على الموقف الاستباقي الذي يتخذه القطاع؛ حيث أن العمل على ضمان التوازن الصعب بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لأغراض الحماية ومنع إساءة استخدامه، سيحدد أمان وخصوصية عالمنا الرقمي في المستقبل.