تستعرض هذه النشرة أهم ما ورد بالتقرير التي أصدرته شركة AON في بداية عام 2024 بعنوان
“”Climate and Catastrophe Insight و الذي يحلل أهم المخاطر الطبيعية العالمية التي وقعت في عام 2023 لتحديد المخاطر و تأثيرتغير المناخ على البشر والاقتصاد الاجتماعي للدول. و يستهدف التقرير المساعدة في التغلب على التقلبات المناخية وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات أفضل.
دور التأمين في المساعدة على التكيف مع تقلبات المناخ
أشارت النشرة إلى أن صناعة التأمين تلعب دورًا حاسمًا في مساعدة الأفراد والشركات والحكومات على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من تأثيره وتمكين الانتقال من الطاقة البنية إلى الطاقة الخضراء. و خلال هذا التحول تظهر الكثير من المخاطر و كذلك فرص النمو.
و قد أفاد التحليل الذي أجرته مجموعة Aon للاستراتيجية والتكنولوجيا (STG) أن هناك نمو محتمل في حجم أقساط التأمين بحلول عام 2030 يتجاوز 20 مليار دولار نتيجة لظهور العديد من الاتجاهات البيئية الكبرى، و هي الاتجاهات التي تشكل المشهد المستقبلي وتحفز الطلب المحتمل على التأمين.
و يرتبط حوالي ربع الاتجاهات التي حددتها مجموعة Aon للاستراتيجية والتكنولوجيا بالعوامل البيئية، بما في ذلك التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره والانتقال إلى الطاقة الخضراء والتنوع البيولوجي.
ومن الممكن أن يؤدي التأمين على تطوير بنية تحتية مرنة، و التوسع في استخدام الكهرباء كمصدر نظيف للطاقة ، واحتجاز الكربون وتخزينه وإيقاف تشغيل الأصول كثيفة الكربون، إلى توليد إجمالي أقساط تأمين تتراوح بين 8 مليار دولار إلى 25 مليار دولار.
وأظهر التقرير أن خسائر التأمين العالمية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في عام 2023 قدرت بنحو 118 مليار دولار، ولم تتم تغطية سوى نحو 31 % من الخسائر الاقتصادية العالمية عن طريق التأمين الخاص أو العام،. و تسببت العديد من الكوارث الكبرى في جميع أنحاء العالم في أضرار كبيرة غير مؤمن عليها، مما اضطر الحكومات المحلية إلى تحمل تغطية تكاليفها.
كما أفاد أن أكبر خسارة وقعت عام 2023 ترجع إلى الجفاف الموسمي في الولايات المتحدة، حيث تجاوز إجمالي مدفوعات التأمين على المحاصيل 6.5 مليار دولار. وجاءت سلسلة الزلازل في تركيا وسوريا في المرتبة الثانية حيث تسببت فيما يقرب من ربع الخسائر الاقتصادية التي وقعت في عام 2023 . كما أدى التأثير واسع النطاق لتلك الزلازل على الممتلكات والبنية التحتية إلى أضرار مباشرة تزيد عن 90 مليار دولار، مما يجعلها الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة المسجلة في التاريخ الحديث في كل من تركيا وسوريا والشرق الأوسط ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها. كما أدت إلى خسائر كبيرة لشركات التأمين العامة والخاصة في تركيا.
و أدى حريق الغابات المدمر الذي ضرب هاواي في أغسطس إلى خسائر مؤمن عليها قدرها 3.5 مليار دولار – مما يجعلها واحدة من أكثر ثمانية حرائق غابات تكلفة على الإطلاق.
التأمين المعياري و دوره في سد فجوة الحماية التأمينية
تعتبر فجوة الحماية التأمينية نقطة مرجعية حاسمة لصناعة التأمين ، لأنها توضح الضعف المالي للمجتمعات وتوفر الفرصة لتحديد الحاجة إلى حلول جديدة.
و قد بلغت فجوة الحماية التأمينية 69% في عام 2023، مما يعني أن هناك العديد من المعرضين للمخاطر ما زالوا يواجهون تحديات في العثور على تغطية كافية لتعرضاتهم للكوارث الطبيعية.
و يعد التأمين المعياري حلاً مبتكرًا ومباشرًا، ومناسبًا تمامًا للأحداث الكارثية ، بما في ذلك الفيضانات والزلازل والعواصف والأعاصير وحرائق الغابات، , و غيرها من المخاطر.
(تعريف التأمين المعياري: يعد التأمين المعياري شكلاً فريداً من أشكال إدارة المخاطر الذي اكتسب زخماً كبيراً في السنوات الأخيرة. على عكس التأمين التقليدي، الذي يعتمد على عمليات مطالبات مطولة وتقييمات ذاتية، يعمل التأمين المعياري على محفزات محددة مسبقاً ويدفع مبلغاً محدداً مسبقاً عند استيفاء هذه المحفزات. يسمح هذا النهج المبتكر بتسوية المطالبات بشكل أسرع ويوفر حلاً بديلاً لتمويل المخاطر للشركات والأفراد على حدٍ سواء).
ففي عام 2023، ساعدت تعويضات التأمين المعياري الحكومات المحلية على التغلب على آثار الكوارث الطبيعية. فعلى سبيل المثال، قام مرفق التأمين ضد مخاطر الكوارث في منطقة البحر الكاريبي بتقديم مبلغ 2.9 مليون دولار لأنتيغوا وبربودا و0.5 مليون دولار لجزر فيرجن البريطانية استجابة للعاصفة الاستوائية فيليب؛ بالإضافة إلى 1.5 مليون دولار لسانت كيتس ونيفيس استجابة لإعصار تامي.
رأي الاتحاد
يعد تغير المناخ أحد أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم، مع ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش والنمو الاقتصادي. وتؤدي زيادة تواتر وشدة الأحداث المناخية القاسية مثل الجفاف الشديد والفيضانات والأعاصير المدارية إلى حالات مزعزعة للاستقرار وتسبب خسائر واسعة النطاق في سبل العيش والممتلكات في العديد من دول العالم، مما يؤدي إلى التأثير سلباً على مكاسب التنمية، ودفع المزيد من الأسر إلى الفقر.
و يحرص الاتحاد من خلال النشرات الأسبوعية التى يصدرها على إطلاع سوق التأمين على الاتجاهات العالمية الحديثة فى كافة النواحى المتعلقة بصناعة التأمين والمخاطر المرتبطة بها وذلك حتى يتسنى للسادة العاملين في صناعة التأمين بحث تلك المخاطر ووضع الآليات الفنية اللازمة لمعالجتها بما يساهم فى نجاح سوق التأمين فى القيام بالدور المنوط به والمساهمة فى دعم الاقتصاد الوطنى.