يعزى الارتفاع الكبير في أسعار الذهب إلى عدة عوامل متضافرة. حيث تلعب التوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط، دوراً رئيسياً في زيادة الطلب على الأصول الآمنة، حيث يعتبر الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين خلال فترات الاضطراب. كما يساهم تراجع الدولار الأمريكي، متأثراً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في يونيو المقبل، في تعزيز جاذبية الذهب كمخزن للقيمة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد الصيني في خلق بيئة تتجنب المخاطر، مما يدعم ارتفاع أسعار الذهب.
وتترقب الأسواق تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، وتقرير الرواتب غير الزراعية الأمريكي القادم، وإصدار بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكي لقطاع الخدمات، حيث من المحتمل أن تؤثر هذه الأحداث على مسار أسعار الذهب في المستقبل القريب.
من الناحية الفنية، تشير العلامات الإيجابية بما في ذلك تحركات الأسعار الأخيرة واختراق مستويات المقاومة الرئيسية متجاوزة متوسط الحركة لمدة 50 يوماً حول 2,034 دولار ثم تجاوز مستوى مؤشر الاتجاه العام الفني مستوى 2,056 دولار، ومتجاوزة ذروات الأسعار السابقة عند 2,072 دولار إلى إمكانية تحقيق المزيد من المكاسب في أسعار الذهب. ومع ذلك، يوصي الخبراء بالحذر بسبب احتمال حدوث تصحيح أو تراجع مؤقت في الأسعار نظراً لمؤشرات ذروة الشراء الحالية التي يشير إليها مؤشر القوة النسبية حالياً عند 85%، مما يشير إلى ثبات أو تراجع محتمل على المدى القصير قبل الخطوة التالية.
وعلى الصعيد المحلي، من المتوقع أن يكون للتعاون بين مركز دبي للسلع المتعددة والمجلس العالمي للذهب (WGC) بمنطقة الشرق الأوسط، والمتمثل في توقيع مذكرة تفاهم، تأثير كبير على تعزيز الممارسات الأخلاقية والمستدامة في صناعة الذهب بالمنطقة. وقد حدد الكيانان برنامج عمل شامل لمعالجة التحديات والفرص المختلفة في سوق الذهب.
بشكل عام، يتأثر سوق الذهب بعوامل رئيسية تشمل الطلب على الملاذات الآمنة، وضعف الدولار الأمريكي، والمخاوف الاقتصادية. ويراقب المستثمرون عن كثب الأحداث الاقتصادية القادمة والمؤشرات الفنية لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
البيتكوين
شهدت العملة المشفرة الرائدة، بيتكوين، ارتفاعاً ملحوظاً وصلت معه إلى ذروة جديدة هذا العام، حيث تحوم حول مستوى 68,770 دولار أمريكي. ويثير هذا الارتفاع الكبير التوقعات بتجاوز أعلى مستوى قياسي سابق للبيتكوين والذي بلغ 70,000 دولار أمريكي.
يعتبر نشاط الشراء القوي من قبل المستثمرين الكبار الذين تزيد محافظهم عن 10,000 بيتكوين، أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا الارتفاع. حيث استثمر هؤلاء المستثمرون، المعروفون باسم “الحيتان”، مجتمعين أكثر من 670 مليون دولار في الأيام الخمسة الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يُحدث انتشار صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين تغييرات كبيرة في مجال العملات المشفرة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الصناديق في تسهيل وصول قاعدة أوسع من المستثمرين إلى البيتكوين. كما تجذب هذه الصناديق الاستثمارات المؤسسية من خلال كونها أداة استثمار منظمة ومألوفة، مما يُحتمل أن يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الرقمية واندفاعة مستدامة لاعتماد البيتكوين على غرار “حمى الذهب الرقمية”.
ومع ذلك، توجد سيناريوهات متناقضة محتملة في المستقبل. ففي حالة استمرار اتجاه الشراء الحالي، من المحتمل أن يصل سعر البيتكوين إلى 75,000 دولار أمريكي. وعلى العكس، في حال حدوث انخفاض في الأسعار إلى ما دون 60,000 دولار مما قد يقوض التوقعات المتفائلة. ومع ذلك، يستمر الدعم على المدى القصير بالقرب من 63.000 دولار.
بقلم فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في سنشري فاينانشال،