إنّ تصوّر مسار دولةٍ على مدى قرنٍ شأنٌ معقّد انبرى على تحقيقه استوديو التصميم المعماري دي إكس ميد DXMID Design الذي أعلن عن مخطّط مسار جديد للمئة سنة القادمة تشّق عبره المملكة العربية السعودية آفاقًا جديدة حيث إنه يَدمج تاريخها الثقافي والعلمي الغني بمستقبل مبتكر ومستدام وجريء.
رحلة تتعدّى الآفاق قصيرة المدى
يطرح استوديو دي إكس ميد المعماري رؤية طموحة على مدى أبعد من رؤية السعودية 2030 في مسار يمتدّ حتى العام 2120.
الخطة الزمنية التي وضعها الاستوديو تفوق كونها سلسلة من تطورات بنى تحتية بل تُمثل إحياءً لتاريخ شبه الجزيرة العربية الغني باحتضان المعرفة وإعادة تخيّلها في سياق عصري.
سردية معماريّة بتطوّر مستمر
رسمَ فريق عمل المصمّم الإسباني إسماعيل عبدين إنخلمو في استوديو التصميم المعماري دي إكس ميد، الخطة الزمنية وهي تمثل سرديّة معماريّة تتطوّر باستمرار على مراحل متباينة.
بحلول العام 2030 تصوّر الخطّة تحويل المملكة العربية السعودية إلى واحة خضراء حيث تتشابك التكنولوجيا بالطبيعة ويتظافران في سبيل وضع معايير سبّاقة في العيش المستدام.
بحلول العام 2060 سيُنظر إلى المملكة كمركز عالمي لطاقة الهيدروجين النظيفة بيئيًا وستجمع في تكوينها واستمراريتها ما بين المنظر الصحراوي والتكنولوجيا المُتجددة المُبتكرة.
يشكّل العام 2120 أوجّ الخطّة مع مشروع معماري رؤيوي هو مركز الجيب الأثيري أو Ethereal Enclave Nexus الذي يعيد تعريف العلاقة بين المساحات المبنيّة والبيئة عبر تقنيات طاقة نقطة الصفر غير المحدودة وميكانيكا الكم في سبيل توفير حلول لتخطي مشاكل على مستويات مستحيلة وغير مسبوقة.
ذروة العام 2090 وسماوات المعرفة اللامتناهية
يُعتبر العام 2090 حجر الأساس لهذه الملحمة المعماريّة ويحمل المسمّى الدقيق “سماوات المعرفة اللامتناهية.” بوحي من تاريخ المنطقة المتقدّم في علوم الجبر والفلك على سبيل المثال لا الحصر، وتمّ تصوّر هذه المرحلة على أنها نهضة حديثة العصر.
الخطة تشمل بناء مجمّع بحثي ضخم يرمز إلى طموح المملكة العربية السعودية للتموضع كمركز عالمي للمعرفة والابتكار. هذا المجمّع لن يكون تحفة معمارية وحسب إنما مركزا للتبادل المعرفي والبحث العلمي والهادف لجذب المواهب العالمية.
يتحلى استوديو دي إكس إم آي دي بمكانة الحصرية والدقة وبمقاربته الدقيقة حيث يختار عدداً محدوداً من المشاريع سنوياً مما يضمن التركيز على الابتكار والحِرَفية. وقد أدت هذه الفلسفة إلى تعزيز التعاون مع عملاء مرموقين وتعكس التزام الاستوديو بإعادة تعريف حدود ومبادئ الهندسة المعمارية. وظهر هذا الأمر بنجاح ضمن عمل الاستوديو مع شركة سيارات بنتلي وسلسلة فنادق ماريوت ومطار بكين داشينغ الدولي والمستشفى الرؤيوي للولادة كاسا آليغريا في شانغون في الصين ومدينة نيوم.
# تصوُّر فصل جديد في تاريخ الهندسة المعمارية
هذه الخطة الزمنية المفصّلة للمملكة تتجاوز التخطيط المعماري التقليدي إلى كونها دعوة رؤيوية للعمل. فهي تحث الأمم والشركات والأفراد على تخيّل وصياغة مستقبل يتبجّل بالإرث التاريخي مع احتضان الإمكانيات الابتكارية.
مع دخول العالم إلى عصر التحوّل السريع، يُعلن الاستوديو جهوزيته لتوجيه هذه الأحلام الرؤيوية نحو واقع ملموس. تتجاوز هذه الرحلة مجرد التطور العمراني الحَضري وتمهّد الطريق لفصل جديد من فصول تاريخ الهندسة المعمارية مُستلهم من الإرث العِلمي العميق لشبه الجزيرة العربية.
يؤكد المصمم عبدين إنخلمو ان الاستوديو جاهز للمساهمة في تحويل المملكة باتجاه الاستدامة العمرانية وذلك بحكم الخبرة الطويلة في التصميم المعماري المستدام والتركيز على المحافظة على التراث. “اندفاعنا مصدره مشاركتنا في تشكيل مستقبل هذه المملكة الديناميكية عبر تخصيص الوقت والبحث وتقديم المقترحات والخطط لإفادة أجيال المملكة القادمة. إن التصميم للقرن القادم هو إرث نتركه لعالم أحفادنا.”