سعياً لتحقيق مستقبل مستدام، تتطور صناعة السيارات في المملكة العربية السعودية بسرعة في إطار رؤية 2030 الطموحة، وفقاً للمهندس أفتاب أحمد، كبير مستشاري مجموعة السيارات في المركز الوطني للتنمية الصناعية بوزارة الصناعة والثروة المعدنية الذي كان يتحدث خلال فعاليات الدورة السادسة من معرض أوتوميكانيكا الرياض، الذي يستمر لغاية يوم الخميس 02 مايو في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وقد شرح المهندس أحمد بالتفصيل النهج الاستراتيجي للمملكة لتعزيز قطاع السيارات وشدد على ممارساتها المبتكرة والشراكات الدولية والالتزام بالاستدامة البيئية كمحركات رئيسية تدفع القطاع نحو الأمام، حيث تعمل المملكة العربية السعودية على إنشاء سوق سيارات جاهز للمستقبل من خلال مبادرات تحويلية مثل تحويل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الى مركز لصناعة السيارات تضم مصنعي المعدات الأصلية والموردين مثل: سير و لوسيد وهيونداي الموجودين بالفعل، بالإضافة إلى آخرين غيرهم سيدخلون السوق.
وقد شدد أحمد على الدور المهم لقطاع السيارات في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي حينما صرح قائلاً: “تمتلك المملكة العربية السعودية الالتزام والموارد اللازمة للتحول إلى اقتصاد قائم على الصناعة ورفع حصة الصادرات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 16٪ إلى 50٪.”
تتمثل استراتيجية المركز الوطني للتنمية الصناعية في الاستثمار الفوري في مشاريع تصنيع واسعة النطاق في المركبات الخفيفة للأسواق الإقليمية والعالمية في الفترة الممتدة بين عامي 2026-2027 وفي مشاريع خلايا الوقود الكهربائية للمركبات التجارية بحلول عام 2030، حيث يتماشى هذا مع منظومة صناعة قطع غيار السيارات، والذي يجب أن يركز على الأجزاء المشتركة بين المركبات العاملة بالبطارية وتلك العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.
وتناولت الجلسة أيضاً أهمية الشراكات والتعاون الدولي في تعزيز قدرات الصناعة المحلية من خلال منظومة للموردين بقيمة محلية إجمالية مضافة تزيد عن 40%، ومنظومة قوية تضم أكثر من 66,000 وظيفة، وناتج محلي إجمالي لقطاع السيارات بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي.
من جهته صرح عمار الطاف، مساعد وكيل وزارة الاستثمارالسعودية خلال أكاديمية أوتوميكانيكا قائلاً:”لقد شرعت المملكة في استراتيجية طموحة ملموسة، إذ لم تعد استراتيجية قيد الورق فحسب، بل أصبح بإمكاننا أن نرى نتائجها الفعلية ومدى تنفيذها على أرض الواقع”.
وأضاف الطاف قائلاً: “يتمثل هدفنا الرئيسي في تصنيع 600,000 سيارة في المملكة بحلول عام 2035، حيث أضاف ذلك نحو 22 مليار ريال سعودي الى الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي وحده، كذلك أعلنّا عن استثمار بقيمة 12 مليون ريال سعودي من قبل مجموعة لوسيد واستثمار آخر بقيمة 27 مليار ريال سعودي من قبل شركة سير، أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، والتي سيتم إطلاقها في نهاية عام 2026، ونطمح إلى إنشاء هذين المصنعين معاً لتصنيع لحوالي 320 ألف مركبة”.
شهد معرض أوتوميكانيكا الرياض 2024، الذي يُنظم برعاية وزارة الاستثمار السعودية، مشاركة قياسية في أعداد العارضين وصلت لأكثر من 340 عارضاً من 26 دولة، ويشغل ثلاث قاعات بمساحة تزيد عن 11,000 متر مربع، حيث شهدت هذه الدورة زيادة بنسبة 448% في عدد العارضين، مما يؤكد على على الدور المهم للمعرض في قطاع المركبات.
وتشمل بقية قائمة فعاليات المعرض، الذي من المتوقع أن يستقطب أكثر من 8,000 زائر ويضم ستة أجنحة دولية، فعالية نادي النخبة، وهو برنامج حصري مصمم للزوار من كبار المشترين وصناع القرار الرئيسيين في القطاع، وستختتم الأكاديمية أعمالها بتنظيم ورشة تدريبية مدتها ثلاث ساعات بعنوان “التعلم والتطوير في مجال خدمات ما بعد البيع” في 2 مايو، حيث ستسلط هذه الورشة الضوء على كيفية التعامل مع خدمات المركبات المستمرة في التطور والنمو.
وتتضمن الدورة السادسة من معرض أوتوميكانيكا الرياض ثمانية أقسام متخصصة للمنتجات تشمل: قطع الغيار والمكونات، الالكترونيات والنظم، الملحقات والتعديل حسب الطلب، الإطارات والبطاريات، غسيل السيارات والعناية بها، الزيوت ومواد التشحيم، التشخيص والتصليح، والهيكل والطلاء.