شارك “بيت الفلسفة”، المؤسسة الرائدة في مجال الخطاب الفلسفي والتعليم، في مؤتمر الفلسفة الذي اختتم أعماله مؤخراً في جامعة السوربون أبوظبي، وتناول المؤتمر مفهوم الأحكام الجمالية في الفن الحديث تحت عنوان “الجمال كمعيار للفن الحديث”، وجمع مفكرين وخبراء وعلماء من مختلف أنحاء العالم بغية الانخراط في حوار بناء وهادف وتبادل الأفكار حول القضايا المعاصرة في مجال الفلسفة.
واستضاف المؤتمر، الذي نظمه نادي الفلسفة الطلابي “نو ليبر” بالتعاون مع قسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة السوربون أبوظبي، نخبة من المتحدثين الرئيسيين من بينهم الدكتور أحمد البرقاوي، عميد “بيت الفلسفة”؛ والدكتور كورت ميرتل، الأستاذ المشارك في الجامعة الأمريكية في الشارقة؛ والدكتور غابرييل رابين، أستاذ مشارك في جامعة نيويورك أبوظبي؛ والدكتور كلود فيشنو سباك، رئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة جامعة السوربون أبوظبي؛ والدكتورة كارول تالون هوغون، أستاذ في جامعة السوربون.
ويشكل المؤتمر علامة فارقة في المشهد الأكاديمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تزامن انعقاده مع ذكرى الاحتفال بمرور 300 عام على ميلاد الفيلسوف إيمانويل كانط، إلى جانب توفيره منصة للتأمل والتفكير في دور الجمال في الفن الحديث، ومعرفة أهميته لكونه معياراً هاماً للحكم على القيمة الفنية في التاريخ المعاصر وما بعد الحداثة.
ومنحت مشاركة “بيت الفلسفة” البارزة في هذا الحدث المرموق، عمقاً إضافياً للمناقشات من خلال إبراز التزامه بتعزيز البحث الفلسفي والتفكير النقدي والاستكشاف الفكري. ومن خلال طيف واسع ومتنوع من العروض التقديمية وورش العمل وحلقات النقاش، يهدف “بيت الفلسفة” إلى إلهام الحضور للانخراط في نقاشات التفكير وتحفيز الفضول الفكري والمعرفي لديهم.
وأعرب الدكتور أحمد البرقاوي عن فخر “بيت الفلسفة” واعتزازه بالمشاركة في رعاية مثل هذا الحدث الذي يحمل بُعداً عميقاً ومحفزاً للأفكار، قائلاً: “أتاح المؤتمر فرصة فريدة للغوص والتعمق أكثر في المحادثات حول العلاقة المعقدة بين الجمال والقيمة الفنية في المجتمع الحالي”.
وانطلاقاً من حرص بيت الفلسفة على إلقاء الضوء على إبراز أهمية الدراسات الفلسفية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل على تسهيل مشاركة الطلبة الجامعيين من ثلاث جامعات بارزة في الدولة: الجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة السوربون أبوظبي.
وتطرق الدكتور البرقاوي إلى الموضوع الرئيسي للمؤتمر قائلاً: “إن موضوع “الجمال كمعيار للفن الحديث” يدفعنا إلى التساؤل ليس فقط عن أهمية الجمال في الفن، ولكن أيضاً عن كيفية تشكيل سياقنا الحديث إدراكنا للقيمة الفنية، فهو يدفعنا إلى النظر في معايير مختلفة تتجاوز الجمال، بما في ذلك المتعة الجمالية، والأهمية الأخلاقية، والآثار الاجتماعية والسياسية”.