توقع خبراء لدى “بالو ألتو نتوركس”، الشركة الرائدة عالمياً في مجال الأمن الإلكتروني، وفريق معلومات تهديدات الأمن الإلكتروني “الوحدة 42” التابع لها، أن تشهد الألعاب الأولمبية باريس 2024 موجة من الهجمات الإلكترونية التي ستستهدف خدمات حيوية خلال الأولمبياد وذلك عقب سلسلة من عمليات محاكاة خاصة بالأمن الإلكتروني تم إجراؤها في العاصمة المستضيفة باريس.
وتوقعت “الوحدة 42” التابعة لشركة “بالو ألتو نتوركس” حدوث مجموعة من التهديدات الرئيسية التي يجب على المؤسسات أخذها بالاعتبار خلال تحضيراتها للألعاب، ومن ضمن ذلك التعطل المحتمل الذي قد تواجهه الأطراف الثالثة وقد يؤثر بدوره على سلاسل التوريد بسبب استهداف الجهات التخريبية التي تقف وراء هجمات الفدية للمزودين والبنى التحتية الداعمة عوضاً عن الاستهداف المباشرة للألعاب الأولمبية. وبيّنت عمليات المحاكاة التي تم إجراؤها أن قطاعات الخدمات الحيوية مثل النقل والضيافة وإدارة الفعاليات والاتصالات والإعلام ومعالجة الدفعات والمرافق والسلامة والأمن كانت من ضمن القطاعات المهددة بالخطر.
وأظهرت أبحاث “الوحدة 42” أن الجهات التخريبية ستواصل القيام بعمليات الاحتيال المالي وتنفيذ الهجمات على البريد الإلكتروني للشركات. وتجدر الإشارة إلى أن متوسط المبالغ المدفوعة لقاء كل هجوم ناجح على البريد الإلكتروني للشركات يتجاوز حالياً مبلغ 500,000 دولار أمريكي (أي ما يعادل 1,836,505 مليون درهم إماراتي).
وقال طارق عباس، مدير أول، هندسة النظم لدى “بالو ألتو نتوركس” في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا ورابطة الدول المستقلة وتركيا: “بالتزامن مع قدوم الكثير من الأفراد من جميع أنحاء العالم لحضور حدث متميز مثل الألعاب الأولمبية، فإن فرص مواجهة تهديدات إلكترونية جدية تصبح أكبر. وكان فريق معلومات تهديدات الأمن الإلكتروني لدنيا ’الوحدة 42‘ قد رصد تهديدات إلكترونية مشابهة خلال فعاليات رياضية مماثلة في السابق مثل كأس العالم 2022، ولذلك فإننا ندرك تماماً أهمية إعداد بنى تحتية قوية للأمن الإلكتروني وذلك من خلال أبحاثنا ومعرفتنا بدوافع ونوايا وقدرات الجهات التخريبية”.
وأضاف: “ستكون دوافع ارتكاب جرائم مالية هي التهديد الأكبر المتوقع خلال الحدث الرياضي، إذ تعتبر عمليات الاحتيال الإلكتروني الطريقة الأكثر شيوعاً لأخذ الأموال بطريقة غير مشروعة من الشركات والأفراد، كما تعد من أبرز العوامل التي تعزز المخاوف في هذا السياق”.
وقد يؤدي الهجوم الإلكتروني على خدمات الضيافة التي تلبي احتياجات الضيوف الذين يحضرون الحدث إلى تعريض بيانات الضيوف للخطر، وتعطيل حجوزات الفنادق، وإعاقة خدمات الترفيه، ما قد يسفر عن خسائر كبيرة في الإيرادات، والتسبب بعدم رضا الضيوف، وتشويه سمعة الحدث على نطاق أوسع.
واختتم عباس: “خلال الفترة المؤدية إلى انطلاق مسابقة الأغنية الأوروبية (Eurovision Song Contest) تعرض جمهور الحضور إلى هجمات تصيّد ومحاولات احتيال عامة عبر حجوزات فندقية مزيفة. وتتوقع ’الوحدة 42‘ التابعة لشركة ’بالو ألتو نتوركس‘ أساليب احتيالية مماثلة للألعاب الأولمبية المقبلة مع قوائم مزيفة للإقامة في الفنادق والتي يتم عرضها بأسعار مخفضة وبطريقة مصممة لاستقطاب الزوار غير المحتاطين”.
كما قد تحاول الجهات التخريبية نتيجة للتوترات الجيو-سياسية تنفيذ هجمات معطِّلة أو مدمِّرة تهدف إلى تعطيل الأنظمة أو التأثير على الحملات أو تهديد سلامة البيانات. وكانت “الوحدة 42” التابعة لشركة “بالو ألتو نتوركس” قد شهدت زيادة في الأعمال التخريبية ذات الدوافع السياسية خلال العامين الماضيين.
وتجدر الإشارة إلى أن “الوحدة 42” التابعة لشركة “بالو ألتو نتوركس” سجلت خلال عام 2023 نحو 4,000 منشور على المواقع التي تقوم بتسريب بيانات المستهدفين بهجمات الفدية، أي بزيادة بنسبة 49% عن العام الماضي. وقامت “الوحدة 42” ومن أجل الألعاب الأولمبية باريس 2024 بتصميم برنامج احترازي للأمن الإلكتروني من أجل حماية المؤسسات الحيوية المشاركة في تنظيم وتنفيذ الألعاب.