قال الخبير الاقتصادي أحمد ماهر بأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتؤكد الثقل الذي تحظى به مصر على المستويين العربي والدولي.
وأضاف ماهر أن هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم، حيث يشهد العالم توترات جيوسياسية كبيرة أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، وهو ما يجعل التعاون الوثيق بين مصر والمملكة العربية السعودية ضرورة ملحة في هذه المرحلة لتحقيق النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تمتد لعقود طويلة، والتعاون بينهما ليس وليد اللحظة، حيث ضخت المملكة العربية السعودية خلال العشر سنوات الأخيرة استثمارات تزيد عن 6 مليارات دولار في مختلف القطاعات المصرية. وأوضح أن الفترة المقبلة من المتوقع أن تشهد ارتفاعاً في حجم الاستثمارات السعودية في مصر، خاصة بعد توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، التي تمثل نقلة نوعية في تعزيز التعاون الاقتصادي.
ولفت إلى أن هذه الاتفاقية ستفتح آفاقاً جديدة أمام المستثمرين من الجانبين، وستساهم في تشجيع دخولهم في شراكات جديدة في مختلف القطاعات مثل الصناعة، السياحة، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن هذه الشراكات ستعمل على تعزيز التدفقات الاستثمارية إلى مصر، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير آلاف فرص العمل للشباب المصري.
أكد أن الاستثمارات السعودية المتوقعة في مصر لن تقتصر على زيادة حجم رأس المال فقط، بل ستساهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، بما يعزز من كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية المصرية.
وقال إن التعاون بين البلدين، والذي يرتكز على أسس اقتصادية قوية، يساهم أيضاً في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي ويعد خطوة هامة نحو بناء مستقبل مزدهر للمنطقة بأكملها.
أعرب عن تفاؤله بأن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في مصر، وستدفع بعجلة النمو والتقدم إلى الأمام بفضل التعاون المستمر بين البلدين، والذي يشكل نموذجاً يحتذى به في التعاون العربي المشترك.