عقدت الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt» مؤتمرها السنوي يوم السبت الموافق 15 فبراير 2025 بحضور عدد كبير من العاملين في مجال الاستثمار والجامعات.
وقد ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية في فعاليات المؤتمر، مستهلًا كلمته بتوجيه الشكر لجمعية CFA Society Egypt على تنظيم هذا الحدث الهام، مشيرًا إلى أن هذه هي السنة الحادية عشرة التي يشارك فيها في المؤتمر، سواء كمحكم أو كمتحدث.
أكد الدكتور فريد على أهمية الاعتماد على التكنولوجيا في مجال الاستثمار، مشيرًا إلى أن العنصر البشري يظل مهمًا، لكن يجب أن يقترن بالتكنولوجيا والأساليب التكنولوجية الحديثة. وأعلن عن إصدار “Robo-Advisory for Investment” من الهيئة العامة للرقابة المالية، تنفيذًا لقانون 5 لسنة 2022.
كشف الدكتور فريد عن العمل على تشريعين وتنظيمين جديدين، أحدهما Robo-Advisory في مجال التأمين لتمكين الناس من مقارنة منتجاتهم التأمينية إلكترونيًا، والآخر Robo-Advisory يتعلق باختيار صناديق الاستثمار. وأشار إلى الطفرة في تنوع أنواع الصناديق المتاحة في السوق المصري، بما في ذلك صناديق المعادن النفيسة، والتي لم تكن متاحة سابقًا. وأكد على أهمية تمكين المستثمرين من مقارنة أداء الصناديق واختيار الأنسب لهم بناءً على ملفهم الاستثماري.
شدد الدكتور فريد على ضرورة تمكين المستثمرين من خلال التكنولوجيا، سواء عبر Robo-Advisory أو من خلال العقود الإلكترونية (e-contracts) التي تعتمد على تقنية Blockchain. وأكد أن هذه العقود الإلكترونية ستكون موثوقة أمام المحاكم، مما يسهل عملية الاستثمار ويزيد من أعداد المستثمرين. كما أشار إلى التحسن الملحوظ في أسواق رأس المال، حيث ارتفع مؤشر السوق من 8000-9000 نقطة في أغسطس 2022 إلى الثلاثينات حاليًا، مع معدلات تداول تصل إلى 4 مليارات جنيه يوميًا.
شدد الدكتور فريد على أهمية الاستثمار والادخار التراكمي التدريجي لخلق الثروة، ودعا إلى زيادة الوعي بأهمية الاستثمار. كما دعا لجمعية CFA Society Egypt إلى تنظيم مسابقات مرتبطة بـ ESG (الحوكمة البيئة والمجتمعية وحوكمة الشركات)، مشيرًا إلى أهمية هذه العوامل في تقييم الشركات.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور فريد على أهمية طلب العلم المستمر، مشيرًا إلى أن الرحلة في طلب العلم والمعرفة لها مردود كبير يجب أن نثمنه. وشكر الجمعية على جهودها في تنظيم هذا الحدث، متمنيًا استمرار هذه المنافسات والمساندة للناس.
مقابلة
قصة نجاح
خلال المؤتمر السنوي للجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، تم عرض قصة نجاح ملهمة لأحد الطلاب المشاركين في أول مسابقة “تحدي البحوث” التي أقيمت في فبراير 2012. هذا الطالب، وهو الأستاذ يوسف سالم، وصل اليوم إلى منصب مهم جدًا وهو الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لشركة أدنوك للحفر. وقد أدار المقابلة الأستاذ أشرف الخطيب، نائب رئيس مجلس إدارة CFA Society Egypt.
بدأ الخطيب المقابلة بعرض قصة أول “Research Challenge” في 2012، حيث شاركت خمس جامعات فقط في المسابقة، وكان يوسف جزءًا من الفريق الفائز. بعد مرور سنوات عديدة، عاد يوسف إلى المسابقة ولكن هذه المرة كعضو في لجنة التحكيم. سأله الخطيب عن انطباعه بين مشاركته في المسابقة عام 2012 واليوم كعضو في لجنة التحكيم، وعن انطباعه عن الطلاب المشاركين في المسابقة.
رد يوسف قائلاً: “اسمح لي أولاً أن أشكركم شكراً جزيلاً على هذه الاستضافة. إنه لشرف وفخر كبير لي أن أكون موجودًا معكم جميعًا. أنتم جميعًا أساتذتي، وكما تفضلت، بدأت في 2011 في أول سنة للمسابقة مع حضرتك والأستاذ أحمد والدكتور فريد. بالنسبة لنا، أنتم ما زلتم المثل الأعلى الذي نطمح للوصول إليه. إنه لشرف رهيب أن نكون هنا اليوم ونتحدث معكم. ما رأيناه اليوم من مستوى الطلاب كان مذهلاً. مستوى التحليلات والعروض التقديمية كان عالميًا. كل الفرق قدمت مستوى أعلى مما نراه في الحياة العملية. هذا يدعو للفخر حقًا.”
ثم سأله الخطيب عن نصيحته للشباب حول كيفية اختيار بداية مسيرتهم المهنية، وما إذا كان من الضروري أن يكملوا في نفس المجال الذي بدأوا فيه. أجاب يوسف: “أهم شيء هو أن تبدأ من نقطة معينة. كل شيء تفعله سيكون له تأثير على المدى المتوسط والطويل. أنا بدأت في الجامعة الأمريكية حيث كان لدينا كورس في كتابة الأعمال. كان مطلوبًا منا كتابة سيرة ذاتية ورسالة تغطية واختيار تدريب من على بوابة الجامعة. قدَّمت على تدريب مع بنك استثماري وتحول هذا التدريب إلى وظيفة بدوام كامل. كذلك بعد انتهاء CFA Challenge في 2011 درست المستوى الأول من CFA Program، مما فتح لي فرصًا جديدة. الفكرة الرئيسية هي أن تحاول فتح الفرص قدر الإمكان عن طريق التحديات والامتحانات والتدريبات والشبكات. الأهم هو أن تكون في مكان تتعلم فيه، سواء كان بنكًا استثماريًا أو شركة أو شركة ناشئة. المهم هو أن تكون مع فريق عمل قادر على تعليمك والاستفادة منه.”
سأله الخطيب أيضًا عن أهمية الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وما هي المهارات الجديدة التي يجب على الشباب تعلمها. أجاب يوسف: “نحن كقطاع مالي لدينا فرصة جيدة في القطاعات الجديدة مثل الاستدامة والذكاء الاصطناعي. هذه القطاعات لم تكن موجودة من قبل في الشركات، وبالتالي يمكن للإدارة المالية أن تأخذ هذه الأقسام. بالنسبة للاستدامة، إذا قسمناها إلى إفصاحات وضرائب متعلقة بالانبعاثات الكربونية، نجد أن الإدارة المالية تلعب دورًا مهمًا. الشخص يجب أن يكون راغبًا في التعلم، والتكنولوجيا تتغير باستمرار. وهذا يظهر بشكل كبير في المقابلات.”
كانت المقابلة ملهمةً وسلطت الضوء على أهمية التعلم المستمر وفتح الفرص الجديدة في مسيرة النجاح المهنية.