افتتح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، معرض سعودي فود 2025 اليوم الاثنين في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في واجهة الرياض. ورافق معاليه في الجولة الافتتاحية معالي المهندس ماجد بن رافد العرقوبي، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، إلى جانب نخبة من كبار الضيوف والمسؤولين، حيث اطلعوا على أبرز المعروضات وما يقدمه المعرض من منتجات وتقنيات مبتكرة من جميع أنحاء العالم.

يذكر أن معرض سعودي فود يقام بتنظيم من شركتي “كاون إنترناشيونال” و”دي إم جي إيفنتس”، ومن خلال شراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، ويستمر حتى يوم الأربعاء ليستقطب أكثر من 1300 جهة عارضة من جميع أنحاء العالم، في إطار الجهود الرامية إلى تسريع نمو قطاع الأغذية والمشروبات في المملكة.
وشهد اليوم الأول توقيع عدد من العقود والاتفاقيات في قطاع الصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية، بإجمالي استثمارات تجاوز 600 مليون ريال سعودي، مع جهات بارزة مثل سلسلة مطاعم كودو ومجموعة يوسف عبداللطيف جميل، في خطوة تؤكد الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لهذا القطاع الحيوي ضمن اقتصاد المملكة، ودوره في دعمه وتنميته.
وفي قمة سعودي فود، خاطب معالي المهندس ماجد بن رافد العرقوبي الحاضرين مؤكدًا على أهمية الفعالية التي تعدّ منصة محورية لتوسيع أحد أهم القطاعات الحيوية، وأشار إلى أن جهود المملكة في توطين صناعة الأغذية وضمان الأمن الغذائي تعكس التزامها بالمساهمة الفاعلة في الأمن الغذائي العالمي، من خلال تمكين البحث والتطوير والابتكار، وتعزيز سلاسل الإمداد، بما يرسّخ مكانة السعودية كشريك رئيسي ونموذج عالمي يُحتذى به في تأمين الغذاء للعالم.
وأضاف أن عدد منشآت تصنيع الأغذية في مدن الهيئة (مدن مودِن) تجاوز 1,400 مصنع، تمتد على مساحة إجمالية تزيد عن 12 مليون متر مربع، وتسهم في توفير أكثر من 90,000 فرصة عمل.
أما الجلسة الوزارية الخاصة فسلطت الضوء على أهمية تعزيز منظومة سلامة الغذاء، وتحدث فيها كل من معالي المهندس خالد بن محمد السالم، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وسعادة الدكتور هشام بن سعد الجضعي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء.
واتفق المتحدثون على أن المملكة ترسّخ مكانتها الرائدة كدولة منتجة للغذاء في ظل إطلاق أكثر من 1,000 مصنع غذائي حتى الآن، تتنوع بين مبادرات ريادية ومنشآت إنتاجية ضخمة تعتمد على تقنيات متقدمة في صلب عمليات التصنيع الغذائي، إلى جانب جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الحيوي.
كما استقطب اليوم الافتتاحي عددًا من سفراء الدول لدى المملكة، من بينهم سفراء نيوزيلندا وماليزيا وإيطاليا، في دلالة واضحة على دعمهم الكامل لتطوير العلاقات التجارية مع المملكة العربية السعودية وتعميق أواصر التعاون الاقتصادي.
وفي هذا السياق أكد تشارلز كينغستون، سفير نيوزيلندا لدى المملكة العربية السعودية، على أهمية معرض سعودي فود لكلا البلدين وقال: “تنتج نيوزيلندا أغذية آمنة مستدامة وعالية الجودة، ونرى فرصة هائلة لتلعب بلادنا دورًا فاعلًا في مستقبل الأمن الغذائي في المملكة – سواء من خلال تصدير منتجاتنا أو التعاون مع السوق السعودية لسد الفجوات القائمة. يمنحنا معرض سعودي فود فرصة ثمينة لرواية قصة جودة غذائنا العالمية، ويتيح للشركات النيوزيلندية عرض منتجاتها أمام المستهلكين والموزعين والمستوردين في السعودية.”
من جهته أكّد سعادة كارلو بالدوتشي، سفير إيطاليا لدى المملكة، على دور معرض سعودي فود الذي يجسد فرصة بالغة الأهمية لتسريع نمو قطاع الأغذية وتعزيز العلاقات الثنائية مع السعودية، وقال: “هناك العديد من المبادرات التي يجري تنفيذها حاليًا، بما في ذلك معرض سعودي فود، والتي ستسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين. ونؤمن أن هذه مجرد بداية لمرحلة جديدة، إذ يُعد قطاع الأغذية من الصناعات الحيوية التي من شأنها أن تقوّي أواصر التعاون بيننا. فإيطاليا والمملكة العربية السعودية تتشاركان في العديد من القيم، ولديهما سجل طويل من التعاون الممتد لعقود، وفرص واعدة لتحقيق نجاحات كبيرة في المستقبل.”
كما تجوّل الزوّار في القاعات الست للمعرض، واطلعوا على مئات الآلاف من المنتجات المتنوعة التي تقدمها العلامات التجارية العالمية وتفاعلوا مع الشركات التي أطلقت منتجات جديدة وقدّمت عروضًا حية للطهي، بالإضافة إلى عقد الصفقات التجارية المباشرة.