في محافظة جنوب سيناء عنوانا للسلام والانفتاح ومن مدينة شرم الشيخ تحديدا انطلقت مبادرة نسائية ملهمة حملت اسم هنفيدهن لتكون أكثر من مجرد مبادرة مجتمعية بل مشروعا إنسانيا يعكس طاقة العطاء لدى سيدات جنوب سيناء وقدرتهن على إحداث فارق حقيقي في مجتمعهن
ولادة الفكرة من قصة إلى حركة
ولدت هنفيدهن من رحم البساطة حين بدأت كسلسلة من الفيديوهات القصيرة تسلط الضوء على قصص نجاح نسائية محلية
تلك المقاطع الصغيرة التي عر فت الناس على وجوه نسائية تعمل بصمت كانت الشرارة التي تحولت سريعا إلى حراك واسع النطاق يشمل تقارير مرئية وورش تدريب وندوات توعوية في مختلف مدن جنوب سيناء.
ومع التوسع وجدت المبادرة موطئ قدم راسخ لها عبر منصة سيدات جنوب سيناء التي توثق السير الذاتية للنماذج المشرفة من السيدات وتعرض تجاربهن للجمهور في محاولة لصنع حالة من الإلهام والتبادل المعرفي والخبراتي
تعنى المبادرة بمجالات متعددة لكنها ترتكز على أربعة محاور رئيسية
التمكين – التدريب – تسليط الضوء – نشر الفائدة
وقد عملت “هنفيدهن” على دعم المرأة السيناوية في مسارات متنوعة منها
تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تنظيم دورات تدريبية مستوحاة من تجارب سيدات نجحن في ميادين التجارة والحرف
التمكين الحرفي عبر ورش التطريز والكروشيه وتوظيف التراث البدوي في منتجات معاصرة كتصميم الحقائب والمفروشات والملابس
الاهتمام بالجانب الثقافي والتوعوي من خلال ندوات تثقيفية في مجالات الصحة والدين والثقافة العامة والنفسية والرياضة
النزول إلى المناطق النائية والوديان لتقديم خدمات تدريبية وتثقيفية للنساء اللاتي لا تصل إليهن مثل هذه الفرص بسهولة.
التعاون مع المدارس المحلية لنقل الفكرة إلى النشء، وتعليم الأطفال مهارات وحِرَف يدوية تحفّز الإبداع منذ الصغر.
جزء من المبادرة الرئاسية “بداية”
لم تكتف “هنفيدهن” بالجهود الذاتية، بل اندمجت في المبادرات القومية عبر مشاركتها الفاعلة في المبادرة الرئاسية “بداية” مؤكدة بذلك قدرتها على أن تكون ذراعا مجتمعيا مساندا للدولة في مسيرة التنمية المستدامة لا سيما في المناطق الحدودية كجنوب سيناء
اللافت في تجربة “هنفيدهن” أن السيدات القائمات عليها يعملن بلا مقابل مادي إنما بدافع داخلي نابع من الإيمان بأهمية نشر المعرفة وتقديم العون وبناء مجتمع متماسك يقوم على التمكين المتبادل
هؤلاء السيدات لا يقدمن فقط محتوى تدريبيا بل يصنعن قدوة حية حيث استطعن التوفيق بين أدوارهن كزوجات وأمهات وبين دورهن كمناصرات للتنمية المجتمعية
هنفيدهن ليست مجرد عنوانا لمبادرة بل أصبحت أسلوب حياة يتبناه كل من يؤمن بأن تمكين الآخرين هو طريق لتمكين الذات.
هي روح تقول
لما نفيد بعض كلنا هنستفيد
وسط هذا الزخم من المبادرات تظل “هنفيدهن” نموذجا مختلفا لأنها نابعة من الناس وللناس ولأنها تعكس الوجه الأصيل للمرأة السيناوية
قوية معطاءة ومؤمنة أن المجتمع لا يبنى إلا بتكاتف افراده