كشف وزير النقل الأمريكي شون دافي يوم الثلاثاء عن لائحة مقترحة يفترض أن تسمح بعد إقرارها رسميا بتشغيل الأفراد والشركات للطائرات المسيرة بشكل متكرر خارج نطاق الرؤية المباشرة.
ربما سيستغرق الأمر أشهر، أو حتى أعواما، قبل أن يصبح بإمكان طائرات توصيل الطلبات أن تجوب السماوات ذهابا وإيابا، لكن الحلم أصبح قريبا بعد هذه الخطوة.
بيروقراطية فيدرالية وعمليات معقدة
في الوقت الحالي، يُسمح بعمليات نقل الطرود عبر طائرات مسيرة فقط من خلال إعفاءات فردية، وهي عملية تصفها الشركات بأنها “معقدة وبيروقراطية”، بحسب صحيفة “بوليتيكو”. أقر دافي بهذا الواقع حين قال: “إن لدينا بيروقراطية صعّبت الأمور على المبتكرين”.
بيد أن الوزير الأمريكي أكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة سنُطلق العنان “لهيمنة الطائرات المسيرة الأمريكية”، قائلا إن طريقة استلام المنتجات “ستتغير بشكل جذري”، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع كذلك على قطاع التصنيع.
كان إعلان الثلاثاء بمثابة دفعة معنوية وإستراتيجية لشركة “أمازون”، التي استثمرت بكثافة في عمليات التوصيل بالطائرات المسيرة، واختبرت تقنيتها في مدينة “كوليدج ستيشن” في ولاية تكساس، ومدينة “فينيكس” في ولاية أريزونا الأمريكية.
يمثل المقترح كذلك خطوة أساسية لتطوير سيارات الأجرة الجوية واستخدامها في المستقبل، وهو ما يطمح القطاع إلى تفعيله مع حلول دورة الألعاب الأولمبية 2028، التي ستُقام في لوس أنجلوس.
على الرغم من أن اللائحة المقترحة ستُعزز هدف الوصول إلى وجود صناعة واسعة لنقل الطرود بالطائرات المسيرة، فإن هناك عقبات تنظيمية كثيرة ما زالت قائمة.
تعقيدات مختلفة ما زالت في الطريق
لا يمثل ما رشح عن الإدارة الأمريكية أمس الثلاثاء سوى اقتراحا، وما زال أمامه طريق طويل يحتاج أن يشقه عبر البيروقراطية الفيدرالية المعقدة.
تشمل هذه التعقيدات إتاحة الفرصة على نطاق واسع لمختلف قطاعات الصناعة والجمهور للتأثير والمطالبة بتعديلات مفضلة.
حتى مسودة اللائحة، فقد تأخرت لأشهر عديدة، ما يدل على احتمال أن تستغرق الموافقة النهائية وقتا إضافيا، قد يمتد لأشهر أو حتى لأعوام.
لكن صناعة الطائرات المسيرة الناشئة ترغب بشدة في إقرار اللائحة. وما من شك في أن الشركات ذات الثروات الكبيرة مثل أمازون، بجانب جهات أخرى، من قطاع الزراعة إلى جهات إنفاذ القانون والمسّاحين، ستبذل جهودا كبيرة لدفع هذه العملية.
ملامح من مستقبل شحن الطرود بالطائرات المسيرة
وفقا لنشرة معلومات صادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة، فإن مسودة اللائحة تنص على أن الارتفاع الأقصى الذي سيسمح للطائرات المسيرة بالتحليق فيه لا يزيد على 400 قدم فوق سطح الأرض، ومن مواقع محددة مسبقا.
سيُسمح كذلك لطائرات توصيل الطرود المسيرة بالتحليق فوق رؤوس البشر، لكن يُستثنى من ذلك الفعاليات المفتوحة الكبرى، مثل الحفلات الموسيقية أو الحدائق المزدحمة، مع الأخذ في الحسبان الكثافة السكانية عند تطبيق قيود الطيران المختلفة.
سيحتاج المشغلون إلى استصدار موافقات على المناطق التي يعتزمون التحليق فيها، مع تحديد الحدود والعدد التقريبي للعمليات اليومية ومواقع الإقلاع والهبوط.
يمكن أن يصل وزن الطائرة الواحدة بحمولتها إلى 1320 رطلا. وستكون ملزمة بإفساح المجال للطائرات والمروحيات المزودة بأجهزة متقدمة لنقل موقعها الجغرافي.