غالبا ما يتزاحم الصيف مع تراجع ملحوظ في النشاط وخاصة بشركات B2B. فصانعو القرار في عطلة، صناديق البريد الإلكتروني هادئة، ومسارات المبيعات تستغرق وقتاً أطول للتحرك. لكن بالنسبة للعلامات التجارية التي تعرف كيف تعمل على المدى الطويل، فهذا الركود ليس عائقاً، بل فرصة. ففي ظل انخفاض المنافسة على الانتباه، تشكّل هذه الفترة الهادئة فرصة للتألق، وترسيخ الخبرة، ووضع العلامة التجارية في موقع متقدم استعداداً للموسم المزدحم.
تشارك أنستازيا جولوفاتينكو، مديرة العلاقات العامة في شيربا كومينيكيشنز، ست طرق مثبتة لاستخدام العلاقات العامة لتحويل التباطؤ الموسمي إلى مكاسب استراتيجية.
أولا: الاستثمار في القيادة الفكرية
عندما تشهد غرف الأخبار تباطؤاً في الأخبار العاجلة، فإنها تلجأ إلى التعليقات والتحليلات المتخصصة لملء هذه الفجوة. وهذه هي اللحظة المثالية لتقديم المديرين التنفيذيين كأصوات موثوقة في القطاع. يمكن طرح مقالات رأي، أو مشاركة تحليلات مدعومة بالبيانات، أو تقديم تعليقات مرتبطة بمجالات محددة. على سبيل المثال، يمكن لخبير في التكنولوجيا المالية أن يناقش كيف تؤثر أنماط السفر الصيفي على المدفوعات الرقمية، بينما يستطيع مدير تنفيذي في قطاع اللوجستيات تقديم نصائح حول إدارة التحديات الموسمية لسلاسل التوريد. إذا تم تنفيذ ذلك بشكل جيد، ستبقى علامتك التجارية جزءاً من النقاش حتى في الأوقات التي يلتزم فيها المنافسون الصمت.
ثانيا: إطلاق حملات دائمة (Evergreen Campaigns)
ليست كل القصص بحاجة لأن تكون مرتبطة بإطلاق منتج أو موعد فعالية. فالمحتوى البديل مثل دراسات الحالة، والتحليلات القطاعية، وتحديثات نصف العام، أو بيانات النمو، يمكنه أن يوفر حضوراً مستمراً بغض النظر عن الموسم. هذه السرديات تقدم رؤى قيّمة وتبني الثقة طويلة الأمد، كما تمنح وسائل الإعلام قصصاً جاهزة للنشر لا تعتمد على دورة الأخبار.
ثالثا: استغلال الفعاليات والجوائز القطاعية
هل تعلم أن العديد من منظمي الفعاليات يبحثون عن المتحدثين قبل أربع لست أشهر؟ لذلك عليك الاستفادة من فترة يونيو إلى أغسطس للتحضير لمؤتمرات وجوائز الربعين الثالث والرابع. ترشيح عملك لجوائز ذات صلة أو تأمين فرص للمديرين التنفيذيين للتحدث يمكن أن يحقق تغطية إعلامية كبيرة وتوصيات من جهات مستقلة. فريق العلاقات العامة يضمن أن تكون الترشيحات، والسير الذاتية للمتحدثين، وفرص التغطية الإعلامية مُعَدّة بشكل استراتيجي لتعظيم الظهور والوصول إلى القوائم النهائية.
رابعا: تعزيز القنوات المملوكة لزيادة أثر العلاقات العامة
الحصول على تغطية إعلامية ليس سوى الخطوة الأولى؛ فالتوسع بها عبر منصاتك الخاصة هو ما يحقق التأثير الحقيقي. يمكنك إعادة استخدام التغطيات الإعلامية في مقالات للمدونات، محتوى النشرات البريدية، وحملات وسائل التواصل الاجتماعي لتمديد عمرها. تظهر أبحاث معهد تسويق المحتوى أن 72% من مسوّقي B2B الناجحين يعيدون استخدام المحتوى للوصول إلى جماهير جديدة، وقصص العلاقات العامة مثالية لهذا الأسلوب.
خامسا: البقاء مرناً والتخطيط المسبق
سواء كنت تستعد لإطلاق منتج رئيسي، أو إعلان عن شراكة، أو توقيع مذكرة تفاهم، أو المشاركة في حدث صناعي مهم مثل جيتكس، استغل هذا الوقت لصقل رسائلك، وتحديد وسائل الإعلام المستهدفة، وتطوير خطة اتصالات استراتيجية. العديد من وسائل الإعلام الكبرى ستعمل على تغطية ما قبل جيتكس، لذا التنسيق معهم مسبقاً أمر أساسي، إلى جانب تطوير محتوى لمواعيد سبتمبر. كما أن الحملات الإعلامية قبل الفعاليات تساعد العلامة التجارية على التميز، وضمان الحصول على نتائج بارزة في محركات البحث.
سادسا: التعامل مع العلاقات العامة كحوار مستمر
العلاقات العامة ليست مجرد رد فعل على الأخبار أو الترويج للإنجازات الكبرى، بل هي حضور دائم للعلامة التجارية. الحفاظ على الزخم يضمن أن تبقى علامتك التجارية مرئية، وموثوقة، وذات صلة طوال العام. هذا النهج يضعك في موقع متقدم من حيث الحضور والتموضع.
من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، تستطيع علامات B2B التجارية تحقيق تغطية إعلامية من المستوى الأول، وإبراز خبرتها، وبناء سمعة طويلة الأمد وحضور قوي على الإنترنت. الفائزون هم أولئك الذين يحافظون على الظهور ويخططون بذكاء عندما يلتزم الآخرون الصمت.