اختتم مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء، التابع لمجموعة M42 العالمية، بنجاح، المؤتمر الثاني للتثقيف حول مرض السكري في أبوظبي، حيث استضاف أكثر من 300 متخصصًا في الرعاية الصحية من مختلف الفئات؛ بما في ذلك التمريض وعلم التغذية والصيدلة وأخصائيي التثقيف حول مرض السكري، والتخصّصات الصحية المساعدة. وناقش المؤتمر، الذي عُقد تحت شعار “التشخيص والعلاجات المخصّصة: الخبرة البشرية والقدرات التكنولوجية لتعزيز الوعي بالسكري – ماذا بعد؟”، اجتماع الخبرة البشرية مع التكنولوجيا لتطوير رعاية مرضى السكري في المنطقة وخارجها.
واستنادًا إلى زخم المؤتمر الافتتاحي الذي عُقد العام الماضي، والذي استقبل 180 مشاركًا تحت شعار ” الخبرة البشرية والقدرات التكنولوجية لتعزيز الوعي بالسكري “، عُقدت نسخة عام 2025 يوم السبت 6 سبتمبر. واستكشف المؤتمر هذا العام الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة والطبّ الشخصي في إحداث نقلة نوعية في رعاية مرضى السكري، وتمكين المتخصصين في الرعاية الصحية من إنجاز مهامهم الرامية إلى تحسين نتائج المرضى وجودة حياتهم. واستكمالاً لمؤتمر مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء في نوفمبر، والذي سيُصمّم خصيصاً للأطباء والباحثين، سلّط هذا المنتدى الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه أخصائيو الرعاية الصحية المساندة في تقديم رعاية متكاملة ومستمرة لمرضى السكري.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة مي الجابر، الرئيسة التنفيذية لمركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء: “من خلال مؤتمر التثقيف حول مرض السكري، نؤكد مجدداً التزامنا بتطوير رعاية المرضى في جميع أنحاء المنطقة عبر تزويد أخصائيي الرعاية الصحية بأحدث التطورات في هذا المجال والمهارات العملية. يعكس الإقبال الكبير على المؤتمر هذا العام الحاجة الملحة إلى مناهج تعاونية في معالجة هذا المرض، ويُسلّط الضوء على دور مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء في تمكين فرق الرعاية الصحية من تحقيق نتائج أفضل للمرضى في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، مما يُحسّن في نهاية المطاف جودة حياة مرضى السكري من خلال التعليم والابتكار وتوفير رعاية متكاملة عالمية المستوى.”
ومن خلال برنامج حافل على مدى اليوم تضمّن ورش عمل تفاعلية ومتحدثين ذوي رؤية ثاقبة، عزّز المؤتمر إثراء عملية التثقيف وتنمية المهارات والتعاون. وتضمنت الجلسات مجموعة واسعة من المواضيع ذات الصلة، بدءًا من أحدث الابتكارات في تكنولوجيا مضخّات الأنسولين وأجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز، وصولًا إلى التدريب العملي ونماذج تغيير السلوك، والمسارات المهنية للمتخصصين بالتثقيف حول مرض السكري، والتطورات في مجالي التغذية والنشاط البدني. كما اطلع المشاركون على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والخوارزميات القائمة على البيانات في رعاية المرض، إلى جانب الحلول المدعومة بالتكنولوجيا المصممة للتغلب على العوائق في مجال تثقيف المرضى.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة تماضر علي، رئيسة المؤتمر ومديرة تثقيف مرضى السكري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء: “ساهم المؤتمر في ابتكار مساحة فريدة يلتقي فيها التميز السريري بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا القائمة على الخوارزميات، وأصبحت الرعاية الشخصية واقعًا ملموسًا، مما يوفر نظرة متعمقة إلى مستقبل رعاية المرض من خلال الجمع بين أحدث التشخيصات والعلاجات وتثقيف المرضى. وصُمم البرنامج خصيصًا لتمكين أخصائيي التثقيف حول مرض السكري وأخصائيي التغذية والممرضين والصيادلة وغيرهم من كوادر الرعاية الصحية المتعاونة، والتي تعمل على الخطوط الأمامية لرعاية المرضى”.
وأشاد المشاركون في المؤتمر بالقيمة العملية للحدث وروح التعاون فيه. وقال أحد المندوبين، جورج روبن توماس، ممرض مسجل، كليفلاند كلينك أبوظبي: “قدمت الجلسات استراتيجيات عملية يمكنني تطبيقها فورًا في رعاية مرضاي، وقد أكسبني هذا المؤتمر جاهزية أفضل لدعم المرضى بإدارة أكثر تخصيصًا وفعالية لمرض السكري”.
وأضاف مشارك آخر، عزيزه أحمد محمد أحمد، مثقف صحى سكرى، مستشفى برجيل: “بصفتي متخصّصا بالتثقيف حول مرض السكري، وجدت أن الجلسات التي تناولت مسارات التطوير المهني والتغلب على العوائق في تثقيف المرضى كانت ذات قيمة خاصة. وقد أظهرت المناقشات حول الذكاء الاصطناعي والخوارزميات القائمة على البيانات والحلول التقنية الجديدة كيف يمكننا إشراك المرضى بشكل أفضل وتخصيص تجارب رعايتهم. كما ساعدني هذا المؤتمر في تعزيز قدرتي على دعم المصابين بالسكري بشكل أفضل”.
وجدير بالذكر أن مؤتمر التثقيف حول مرض السكري يأتي في وقت هام يؤكد الحاجة الملحة إلى التعاون متعدّد التخصصات والتطوير المهني المستمر لمواجهة هذا التحدي المتزايد للصحة العامة.