بدأت فعاليات ملتقى الصحة العالمي في مدينة برلين في الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2025، تحت شعار «تحمّل المسؤولية من أجل الصحّة في عالم مُتفكّك».
وقد تم تنظيمها بنسختها الهجينة (حضورياً وعبر الإنترنت)، ما أتاح مشاركة واسعة من خبراء الصحّة العالمية، والقطاعين العام والخاص، والمنظمات المدنيّة.
من بين أبرز المحاور التي طغت على جدول أعمال ملتقى الصحة العالمي 2025:
أولاً، تعزيز أنظمة الصحّة الوطنية في سياق التحديات العالمية والتمزيق المحتمل في التعاون الدولي؛ حيث سعى المتحدّثون إلى معالجة كيف يمكن للدول والمنظّمات أن تتعاون رغم الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية.
ثانياً، الترابط بين تغيّر المناخ والصحّة؛ أحد الجلسات الخاصة ركّزت على كيف تبني أنظمة صحية مرنة تتعامل مع تأثيرات المناخ على الصحة.
ثالثاً، إدماج المعارف التقليدية في أنظمة الصحّة المعاصرة جاء في جلسة بعنوان استعادة التوازن: توسيع الوصول إلى الطب التقليدي المدعوم بالأدلّة، والتي تمّ الكشف خلالها عن إطلاق نسخ جديدة من المؤتمرات بشأن الطب التقليدي في ديسمبر 2025.
رابعاً، محور التمويل المستدام لصحّة الشعوب: ناقشت القمة كيفية تأمين موارد مالية كافية لصون أنظمة الصحّة، وتعزيز الإنفاق الحكومي والخاص، مع تحديد دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
خامساً، تمثّلت إحدى النقاط المهمة في الابتكار الصحّي والتحول الرقمي: عرض تجارب في الرعاية عن بُعد، والذكاء الاصطناعي في التشخيص والوقاية، ومنصّات البيانات الكبرى.
من ناحية الخدمات التي قدّمها ملتقى الصحة العالمي 2025:
* اتاحة منصة تواصل وتبادل بين صناع القرار – وزراء الصحة، خبراء الأكاديمية، رياديي التمويل، ممثّلي القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني.
* تنفيذ أكثر من 85 جلسة ومنتدى تركّز على مواضيع حاسمة تشمل الصحة المستدامة، العدالة الصحية، التمويل، المناخ، الابتكار.
* إطلاق مبادرات وشراكات جديدة: على سبيل المثال، التعاون بين معارف الطب التقليدي والبحث العلمي، ووضع خارطة طريق للتعامل مع تداعيات تغيّر المناخ على الصحة.
* دمج المشاركة الرقمية: بفضل النموذج الهجين للحضور، أمكن أن يشارك متخصصون من مختلف القارات، ما وسّع دائرة التأثير والانتشار.
* نقاشات تُعنى بالعدالة الصحية، بحيث تمّ البحث في كيفية وصول الخدمات إلى الفئات الهشّة والمحرومة، وتقليص الفوارق داخل البلدان وبينها.
من المهم الإشارة إلى أن هذه القمة ليست فعالية منفصلة بمعزل عن باقي المحافل؛ إذ يوجد أيضاً Global Digital Health Summit 2025 الذي عقد من 19 إلى 21 سبتمبر في مومباي وركّز على التحول الرقمي في الصحة.
خلاصة القول، إن “ملتقى الصحّة العالمي 2025” شكّل نقطة التقاء عالمية بطابع عملي وتكاملي، يحاول مواجهة التحدّيات المعاصرة للصحّة من خلال الحوار والشراكات والتكنولوجيا والتمويل. ما يبقى الآن هو رصد خطوات التنفيذ ومتابعة ما سيتغيّر فعلياً في سياسات الصحة والأنظمة حول العالم عقب هذه الفعالية.







