أثارت وفاة الطفل الأردني عمر موجة من الحزن والجدل في الشارع الأردني خلال اليومين الماضيين، بعد تداول أنباء تربط سبب وفاته بلدغة حشرة أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي اسم ذبابة النمر الأسود أو ذبابة الرمل السوداء.
وعلى الرغم من نفي والد الطفل لهذه المزاعم، إلا أن الجدل ما زال مستمرًا حول هذه الحشرة التي أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن وعدد من الدول العربية.
تُعد ذبابة الرمل السوداء من الحشرات الصغيرة التي تنتمي إلى فصيلة الذباب، ويبلغ طولها ما بين ثلاثة إلى أربعة ملليمترات، ولها جسم نحيل وأجنحة شفافة، يتراوح لونها بين البني والرمادي.
وتنتشر هذه الحشرة في البيئات الرطبة والدافئة، وغالبًا ما تتواجد بالقرب من مصادر المياه مثل الأنهار والمستنقعات، حيث تتوفر الظروف المناسبة لتكاثرها ونموها. وتؤدي العوامل المناخية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، إلى زيادة أعدادها في فصول معينة من السنة، مما يجعلها أكثر نشاطًا وانتشارًا.
يتكون الهيكل الخارجي لذبابة الرمل السوداء من ثلاثة أجزاء رئيسية: الرأس، والصدر، والبطن. ويحتوي الرأس على عيون كبيرة وأعضاء حسية دقيقة تساعدها على التنقل والبحث عن الغذاء، بينما يمنحها جسدها الرشيق القدرة على الحركة السريعة داخل البيئات الضيقة.
كما تمتلك أجنحة شفافة قوية تساعدها على الطيران بخفة وسرعة، مع قدرة على تغيير الاتجاه المفاجئ، وهو ما يمنحها ميزة للهروب من المفترسات والتكيف مع البيئات المختلفة.
تمر ذبابة الرمل السوداء بعدة مراحل في دورة حياتها تبدأ من البيضة التي تفقس لتُنتج يرقة تعيش في البيئات الرطبة الغنية بالمواد العضوية.
وبعد ذلك تتحول اليرقة إلى خادرة، ثم إلى الحشرة البالغة القادرة على التكاثر. وتختلف مدة هذه المراحل تبعًا للظروف البيئية من حيث الحرارة والرطوبة وتوفر الغذاء. ويُقدّر عمر الذبابة الواحدة بعدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وقد تطول هذه المدة في البيئات المثالية.
تنتشر ذبابة الرمل السوداء في مناطق واسعة من العالم، خصوصًا في المناطق الحارة والرطبة بأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وبعض مناطق أفريقيا، إلى جانب وجودها في البيئات القريبة من المياه في بعض الدول العربية.
وتفضل هذه الحشرة العيش في أماكن تتوفر فيها الرطوبة والغطاء النباتي، ما يُساعد على تكاثرها واستمرار دورة حياتها.
وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن ذبابة الرمل السوداء تلعب دورًا بيئيًا مهمًا ضمن السلسلة الغذائية، إذ تشكل مصدر غذاء لعدد من الكائنات الصغيرة، ما يسهم في حفظ التوازن البيئي.
ومع ذلك، فإن وجودها بكثافة قد يمثل خطرًا صحيًا على الإنسان والحيوان، إذ يمكن لبعض أنواعها أن تنقل أمراضًا جلدية أو طفيلية عند اللدغ.
وفي ظل حالة القلق التي انتشرت بين المواطنين بعد تداول قصة الطفل الأردني، دعا الخبراء إلى ضرورة التوعية بمخاطر هذه الحشرة وطرق الوقاية منها، مؤكدين أن المكافحة البيئية السليمة، إلى جانب الاهتمام بالنظافة الشخصية والبيئية، تمثل السبيل الأمثل لحماية الصحة العامة ومنع انتشار مثل هذه الحشرات في المناطق السكنية.







