يُعتبر المتحف المصري الكبير (GEM) واحدًا من أكثر المشاريع الثقافية طموحًا في العالم، وأحد أبرز الإنجازات الحضارية في التاريخ الحديث لمصر. يقع المتحف على هضبة الجيزة على بُعد كيلومترات قليلة من الأهرامات، ليشكل معلمًا فريدًا يجمع بين عظمة الماضي وروح المستقبل. ويهدف المشروع إلى أن يكون مركزًا عالميًا لحفظ وعرض التراث المصري بطريقة حديثة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
تعود فكرة المشروع إلى عام 2002، حين أطلقت الحكومة المصرية مسابقة عالمية لتصميم المتحف، شارك فيها مئات المعماريين من دول عدة. فاز بالتصميم المعماري المكتب الأيرلندي “هينغان بن”، الذي ابتكر رؤية هندسية مبهرة تربط بين طابع الحضارة القديمة والحداثة المعمارية. ومنذ وضع حجر الأساس عام 2005، تحول المتحف إلى مشروع وطني ضخم، تشارك فيه جهات مصرية ودولية عدة، بتمويل تجاوز مليار دولار، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
يُقام المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، ليكون أكبر متحف أثري مغطى في العالم. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات مرورًا بالعصر الفرعوني والبطلمي والروماني. ومن أبرز معروضاته كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض بالكامل لأول مرة في مكان واحد، ضمن قاعات مجهزة بأحدث أنظمة العرض والإضاءة والبيئة المتحكم بها رقميًا للحفاظ على الآثار.
كما يضم المشروع مركزًا للترميم يُعد من الأكبر في الشرق الأوسط، ويحتوي على معامل متخصصة لمعالجة القطع الأثرية قبل عرضها. كذلك، يشمل المتحف مسرحًا ومركز مؤتمرات ومتحفًا للأطفال ومناطق ترفيهية وحدائق، ليشكل مدينة ثقافية متكاملة تعيد تعريف مفهوم المتحف الحديث.
وأكد مسؤولون بوزارة السياحة والآثار أن افتتاح المتحف سيجعل من الجيزة قبلة سياحية عالمية، متوقعين أن يجذب ملايين الزوار سنويًا ويُحدث طفرة في قطاع السياحة المصري. ويرى خبراء أن المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد مشروع أثري، بل هو رمز لنهضة ثقافية واقتصادية، ورسالة من مصر إلى العالم تؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال تنبض بالحياة وتلهم الأجيال.
 
								







 
															 
															 
															 
															 
															 
															 
															