في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بات بإمكان أي شخص تحويل صورته العادية إلى لوحة فنية أو مشهد خيالي يعكس ملامحه بطريقة مبتكرة، ومن أبرز الصيحات المنتشرة مؤخرًا تحويل الصور الشخصية إلى أنماط فنية مثل الشكل الفرعوني أو الملكي أو حتى الكرتوني، دون الحاجة إلى برامج معقدة أو مصممين محترفين.
وتتيح العديد من المنصات المجانية عبر الإنترنت تنفيذ هذه العملية بخطوات سهلة وسريعة ونتائج مذهلة.
تبدأ الخطوة الأولى باختيار الموقع أو التطبيق المناسب، إذ تنتشر اليوم مجموعة من الأدوات المجانية التي توفر خدمة تحويل الصور بالذكاء الاصطناعي، مثل موقع Lexica Art وBlueWillow وBing Image Creator المدعوم بتقنية DALL-E، إلى جانب تطبيقات الهواتف الذكية مثل Lensa وRemini وArtbreeder.
وتتيح هذه الأدوات للمستخدمين رفع صورهم الشخصية واختيار النمط الفني المطلوب، سواء كان مستوحى من الحضارة المصرية القديمة أو الفن الرقمي أو الأسلوب الواقعي.
بعد اختيار المنصة، يقوم المستخدم برفع الصورة المراد تحويلها إلى الموقع أو التطبيق، ويفضل أن تكون الصورة واضحة وذات إضاءة جيدة لظهور التفاصيل الدقيقة في النتيجة النهائية.
ثم يحدد المستخدم النمط أو الفكرة التي يرغب في تطبيقها، مثل “شخص بملامح فرعونية يرتدي تاج الملك توت عنخ آمون” أو “صورة فنية بأسلوب الرسم الزيتي القديم”، وبعدها ينقر على خيار التوليد لتبدأ خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل الملامح وإعادة صياغتها في سياق فني جديد.
تستغرق عملية التحويل عادة أقل من دقيقة واحدة، لتظهر بعد ذلك الصورة النهائية بجودة عالية قد تدهش المستخدم بدقتها وتناسق تفاصيلها.
ويمكن حفظ الصورة مباشرة على الجهاز أو مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه النوعية من الصور تحصد تفاعلًا واسعًا على المنصات مثل فيسبوك وإنستجرام وتيك توك، خصوصًا عندما تكون النتيجة غير متوقعة أو تحمل طابعًا فنيًا مميزًا.
ورغم سهولة هذه الأدوات، يُنصح المستخدمون بمراعاة الخصوصية عند استخدام مواقع الذكاء الاصطناعي، إذ يجب التأكد من أن المنصة موثوقة ولا تحتفظ بالصور المرفوعة بعد المعالجة.
كما يُفضل الاطلاع على شروط الاستخدام قبل تحميل أي صورة شخصية، خاصة إذا كانت تحتوي على وجوه لأشخاص آخرين أو أطفال.
تُعد تجربة تحويل الصور بالذكاء الاصطناعي مثالًا حيًا على كيفية توظيف التكنولوجيا لخدمة الإبداع البشري، حيث تجمع بين الفن والتقنية بطريقة ممتعة وسهلة الوصول.
ومع استمرار تطور هذه التقنيات، يُتوقع أن تصبح أكثر دقة وواقعية، مما سيتيح للمستخدمين ابتكار صور شخصية لا تقتصر على التجميل أو المزاح، بل تمتد إلى استخدامات في مجالات التصميم والإعلانات وصناعة المحتوى الرقمي.
في النهاية، لم يعد تحويل صورتك إلى لوحة فنية حكرًا على الفنانين أو المصممين، بل أصبح في متناول الجميع بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية، التي تمنحك فرصة لإعادة اكتشاف نفسك في عوالم فنية مختلفة بخطوات بسيطة ونتائج مذهلة تعكس مدى التداخل بين الإبداع الإنساني والتقنية الحديثة.






