يقع المتحف المصري الكبير في منطقة الجيزة على مقربة من أهرامات الجيزة الثلاثة، ويُعد واحدًا من أضخم وأهم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث.
يمتد المتحف على مساحة تزيد عن نصف مليون متر مربع، ليشكل صرحًا عالميًا يجمع بين عراقة الحضارة المصرية القديمة وأحدث تقنيات العرض المتحفي الحديثة.
ويُعد الموقع الفريد للمتحف أحد أبرز مقوماته، حيث يطل مباشرة على هضبة الأهرامات، مما يمنح الزائر تجربة استثنائية تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتطور في مشهد واحد يعكس عظمة التاريخ المصري.
بدأ العمل في إنشاء المتحف المصري الكبير عام 2002، واستمرت مراحل تنفيذه على مدار أكثر من عقدين، بمشاركة عدد كبير من الخبراء المصريين والدوليين في مجالات الترميم والهندسة والعرض المتحفي.
ويضم المتحف أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور الفرعونية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر البطلمي، مع تركيز خاص على مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد بعد ترميمها وتجهيزها وفقًا لأحدث المعايير العالمية.
ومن المقرر أن يكون الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الربع الأول من عام 2026، بعد الانتهاء من جميع أعمال التشطيبات والاختبارات التشغيلية التي تجري حاليًا للتأكد من جاهزية قاعات العرض، وأنظمة الإضاءة والتكييف، والمسارات المخصصة للزوار.
ورغم أن المتحف لم يُفتتح رسميًا بعد، إلا أنه بدأ في تنظيم جولات تجريبية محدودة منذ عام 2024 لاستقبال مجموعات صغيرة من الزائرين بهدف اختبار تجربة الزيارة والتأكد من جودة الخدمات.
ويضم المتحف مجموعة ضخمة من القاعات المجهزة بأحدث التقنيات الرقمية والوسائط التفاعلية التي تمكن الزائر من التعرف على تاريخ القطع الأثرية وسياقها الحضاري بطريقة مشوقة.
كما يحتوي على مركز للترميم يُعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويضم مختبرات متطورة لصيانة الآثار الحجرية والخشبية والعضوية والمعدنية.
وتأتي واجهة المتحف على شكل مثلث ضخم مصنوع من الحجر الجيري المستوحى من تصميم الأهرامات، بينما يستقبل الزائر تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني في البهو الرئيسي الذي تبلغ مساحته أكثر من 7 آلاف متر مربع.
ولا يقتصر المتحف على دوره الأثري فقط، بل يهدف أيضًا إلى أن يكون مركزًا ثقافيًا وسياحيًا متكاملًا، حيث يضم قاعات مؤتمرات ومناطق ترفيهية وحدائق واسعة ومطاعم ومراكز للتسوق، مما يجعله مقصدًا عالميًا للسياحة الثقافية والتعليمية.
ومن المتوقع أن يستقطب المتحف ملايين الزوار سنويًا بعد افتتاحه الرسمي، ليصبح بوابة جديدة للتعرف على الحضارة المصرية القديمة وإبراز الدور الريادي لمصر في حفظ التراث الإنساني.
ويُنظر إلى المتحف المصري الكبير باعتباره رمزًا لنهضة ثقافية جديدة تعكس تطلعات الدولة المصرية نحو المستقبل مع الحفاظ على جذور الحضارة التي أبهرت العالم على مر العصور.







