تراكمت البصمات الرقمية للأشخاص على مدى سنوات طويلة. فحسابات منصات التواصل الاجتماعي، والتعليقات القديمة، والصور المنشورة، والمنتديات المختلفة، وإعلانات البيع القديمة في المتاجر الإلكترونية وغيرها من الأمور التي شاركها المستخدمون عبر شبكة الإنترنت تظل موجودة، وقد تسبب لاحقاً مشكلات خطيرة لأصحابها. فقد تصبح هذه البصمات الرقمية محط اهتمام جهات كثيرة مثل: الجهات التي قد توفر فرص عمل، والجهات الحكومية، والمعلنين، والجهات الاحتيالية، ومن كانت تربطهم علاقة سابقة بالشخص. من المعروف أن إدارات الموارد البشرية في الشركات تقوم بفحص دقيق لخلفيات المرشحين قبل توظيفهم. وقد تُستغل هذه البيانات القديمة، التي يمكن الحصول عليها من خدمات مشبوهة تفتش في التسريبات الناجمة عن اختراقات البيانات لأغراض التشهير أو المضايقة.
لتفادي حدوث تلك المشكلات، تقدم كاسبرسكي مجموعة من الإرشادات بشأن إدارة البصمة الرقمية الشخصية، وتقليص حجم البيانات الخاصة المتاحة للعامة عبر الإنترنت.
قم بالبحث عن اسمك بشكل دوري على جوجل
عندما تبحث عن اسمك في محرك البحث جوجل، فسترى أولاً المواقع التي سجلت فيها سابقاً، وستتحقق ثانياً من وجود أي حسابات زائفة أو منتحلة لاسمك.
التخلص من الحسابات والمنشورات القديمة
بعد معالجة مشكلة الحسابات الزائفة وتجهيز قائمة بحساباتك الأصلية، عندئذ يحين وقت حذف الحسابات والمنشورات القديمة أو غير المفيدة. لا تكتفِ بما يظهر لك في نتائج البحث الأولية أو بما تتذكره، بل ابحث بعناية كبيرة في أرشيف بريدك الإلكتروني لتحديد المواقع والخدمات التي تراسلك لأنك من مستخدميها. كما ينبغي لك مراجعة كلمات المرور المحفوظة في متصفحك أو برنامج إدارة كلمات المرور.
التعامل مع الحسابات الوهمية
لا تقتصر المشكلة أحياناً على الحسابات التي أنشأتها في المواقع والمنصات المختلفة؛ إذ تنشئ بعض منصات التواصل الاجتماعي «ملفات خفية» فيها بيانات عنك، وتبقى هذه الملفات أحياناً ولو حذفت حسابك في المنصة. وقد تتضمن معلومات لم تسبق لك مشاركتها مع المنصة مباشرة. فعلى سبيل المثال ربما منحت تطبيق فيسبوك صلاحية الوصول إلى جهات الاتصال في هاتفك الذكي دون تحميلها إلى حسابك. وهكذا قد تحتوي تلك الملفات على جميع البيانات الواردة في جهات الاتصال.
والأدهى أنّ بعض المنصات تنشئ «ملفات خفية» لمستخدمين لم يسجلوا فيها قط، وإنما تجمع البيانات من منصات أخرى ومصادر مفتوحة. وصحيح أنّه يتعذر منع المنصات من إنشاء ملفات كهذه، غير أنه يمكن تقليص أضرارها. لهذا يستحسن بك مراجعة التطبيقات القديمة وإلغاء صلاحية وصولها إلى بياناتك الحساسة مثل: الكاميرا، والصور، وجهات الاتصال، والموقع الجغرافي، وغيرها. وينبغي لك من الآن فصاعداً مراقبة الصلاحيات الممنوحة لكل تطبيق جديد.
إعداد إشعارات تسريب البيانات
تُنفّذ عمليات تسريب البيانات عبر شبكة الإنترنت يومياً، مما يعرض كميات ضخمة من البيانات الشخصية للخطر مثل: عناوين الـ IP، والأسماء، وأرقام الهواتف، وعناوين البريد الإلكتروني، ومعلومات الدفع، وما شابهها. وتساعدك مواقع إلكترونية عديدة، مثل موقع Have I Been Pwned، في التحقق من تسريب بياناتك؛ إذ تتيح لك إدخال عنوان بريدك الإلكتروني وتلقي إشعارات إذا ورد في قاعدة بيانات مسربة حديثاً.
وإذا أردت الحصول على نهج أمني شامل وراحة أكبر في الاستخدام، فيمكنك مراقبة تسريب البيانات باستخدام حل Kaspersky Premium المخصص للأفراد؛ إذ نتحقق من تسريب البيانات باستخدام عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف. لذلك أدخل جميع عناوين بريدك الإلكتروني وأرقام هواتفك (لك ولعائلتك)، وستتلقى منّا إشعارات فورية لأي عملية تسريب واختراق، وذلك بفضل شبكة كاسبرسكي الأمنية (KSN) -وهي البنية التحتية العالمية لاستخبارات التهديدات السيبرانية.
لسوء الحظ، يتعذّر على المستخدم العادي منع تسريب البيانات بمفرده. فخير وسيلة لحماية نفسك هي تقليل حجم البيانات الشخصية التي تشاركها عند تسجيل حسابات جديدة.
إفراغ صندوق البريد الوارد من الرسائل الإلكترونية
يحتوي صندوق البريد الإلكتروني على رسائل إلكترونية قديمة فيها معلومات خاصة، ولا شك أنّه جزء أساسي من بصمتك الرقمية. لذلك ينبغي لك البحث ضمن رسائل البريد الإلكتروني مستخدماً كلمات مفتاحية مثل «كلمة المرور»، و«رقم الضمان الاجتماعي»، و«الحساب»، ثم عليك حذف تلك الرسائل المحتوية على هذه البيانات الحساسة. كما يجب أن تلغي اشتراكك بالقوائم البريدية القديمة، فهذا يخفض احتمال تسريب عنوان بريدك الإلكتروني ضمن قاعدة بيانات تابعة لإحدى جهات التسويق.
حذف بيانات التصفح المحلية
احرص دوماً على حذف سجل التصفح وملفات تعريف الارتباط وذاكرة التخزين المؤقت في جميع أجهزتك، وذلك بمعدل مرة واحدة شهرياً بالحد الأدنى. وتستطيع كذلك ضبط إعدادات المتصفح لمسح هذه البيانات تلقائياً عند إغلاقه، وبهذا تقل احتمالية حصول شخص غريب على بيانات مهمة من جهازك إذا حصل عليه.
ننصح كذلك بتعطيل معرّف الإعلانات في الهواتف الذكية أو إعادة ضبطها فوراً.
مراجعة إعدادات الخصوصية
تتيح لك خدمة (Privacy Checker) المجانية مراجعة إعدادات الخصوصية والأمان وتعديلها. فهذه الأداة تساعدك على ضبط إعدادات منصات التواصل الاجتماعي والخدمات وأنظمة التشغيل الشائعة لتناسب مستوى الخصوصية المناسب لك.
يمكنك الاطلاع على أدوات أكثر تطوراً لحماية خصوصيتك الرقمية في مدونة كاسبرسكي.






