الأسواق الأمريكية
أنهت الأسواق الأمريكية الأسبوع على ارتفاع بنسبة 0.74% مدعومةً بنتائج فصلية قوية للربع الثالث من ست شركات من “السبعة الكبار” (Magnificent Seven). كما ساهمت مؤشرات انفراج التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز المعنويات، ليرتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.9%.
على الصعيد الأساسي، أعادت الأرباح الإيجابية الزخم إلى أسهم الذكاء الاصطناعي، إلا أن الزخم تراجع جزئياً مع هبوط سهم “ميتا” بنسبة 11% يوم الأربعاء، وانخفاض مايكروسوفت بسبب ارتفاع نفقاتها الرأسمالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
أضافت تصريحات جيروم باول مزيداً من الحذر، حيث أكد أن خفض الفائدة في ديسمبر “ليس أمراً محسوماً”، رغم إقراره بتراجع قوة سوق العمل، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لاحقاً نحو سياسة تيسيرية.
أما على صعيد العلاقات الدولية، فقد منحت المحادثات الأمريكية – الصينية بعض التفاؤل للأسواق، بعد أن وافقت بكين على استئناف استيراد فول الصويا الأمريكي والحفاظ على صادرات المعادن النادرة، في حين أدى القلق من احتمال إغلاق حكومي أمريكي إلى تراجع طفيف في المعنويات وسط غياب البيانات الاقتصادية الرسمية.
من الناحية الفنية، ظهر على الرسم الأسبوعي نموذج “شاهد القبر” (Gravestone Doji)، ما يشير إلى احتمال حدوث إرهاق مؤقت في الاتجاه الصاعد. ولا يزال مؤشر S&P 500 يحافظ على دعمٍ مهم عند المتوسط المتحرك لـ8 أيام (SMA8) قرب مستوى 6,884 نقطة، وكسر هذا المستوى قد يفتح الطريق نحو المتوسط المتحرك لـ21 يوماً عند 6,746 نقطة، في حين أن البقاء أعلاه قد يؤدي إلى إعادة اختبار المقاومة التاريخية عند 6,924 نقطة.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.19% يوم الجمعة، مسجلاً ثالث جلسة صعود متتالية ومختتماً الأسبوع بارتفاع 0.79% ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، ويتداول حالياً بشكل مستقر في الجلسة الآسيوية قرب 99.72 نقطة.
نتيجة لذلك، تراجع زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) بنسبة 0.25% ليقترب من 1.1538.
يستمد الدولار زخمه من تصريحات باول المتشددة عقب قرار الفيدرالي بخفض الفائدة الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى مخاطر اتخاذ خطوات إضافية دون وضوح كافٍ في البيانات الاقتصادية، خاصة في ظل أطول إغلاق حكومي جزئي منذ سنوات، وهو ما دعم العملة الأمريكية مع تراجع توقعات الأسواق لخفض إضافي في ديسمبر.
فقد انخفضت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر إلى 67.2% مقارنة بـ 94.4% الأسبوع الماضي، وفق أداة CME FedWatch.
ومع تأخر صدور بيانات رسمية مثل الوظائف غير الزراعية (NFP) وفرص العمل (JOLTS)، سيتحول تركيز المستثمرين هذا الأسبوع إلى بيانات التوظيف الخاصة (ADP) لقياس قوة سوق العمل الأمريكي.
فنياً، ما زال الزخم الصاعد مسيطراً مع مؤشر القوة النسبية RSI عند 65. وقد اخترق المؤشر مستوى 99.56 (قمة 9 أكتوبر) إضافةً إلى خط اتجاه هابط يربط قمم 29 مايو و31 يوليو و9 أكتوبر، ما يشير إلى عودة الهيكل الصاعد.
تتمثل المقاومة القريبة عند المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم (EMA200) قرب 100.02، واختراقه قد يؤكد انعكاس الاتجاه الهابط طويل الأجل.
أما اليورو/دولار فقد كسر المتوسط المتحرك لـ100 يوم، ما يعكس اتجاهاً هابطاً متوسط الأجل.
الذهب والفضة
واجه الذهب أسبوعين متتاليين من الضغوط البيعية بفعل تراجع المخاوف من الرسوم الجمركية وتقلص توقعات التيسير النقدي بعد اجتماع الفيدرالي في أكتوبر. وزادت الضغوط بعد إلغاء الصين خصم ضريبي لفئة من تجار التجزئة، مما قد يؤثر سلباً على الطلب.
مع ذلك، وجد المعدن النفيس دعماً فنياً هشاً عند المتوسط المتحرك لـ9 أسابيع (9-SMA) قرب 3,930 دولار، قبل أن يرتد فوق مستوى 4,000 دولار عقب تهديد الرئيس الأمريكي ترامب بتشديد قيود تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الصين، ما أعاد بعض الطلب على الملاذات الآمنة.
ورغم هذا التعافي، يواجه الذهب مقاومة عند المتوسط المتحرك لـ50 فترة (SMA50) على الرسم البياني لأربع ساعات عند 4,026 دولار.
قد يمهد قرار بكين منع بعض التجار من خصم ضريبة القيمة المضافة عند بيع الذهب المشتَرى من بورصتي شنغهاي للذهب والعقود الآجلة لمزيد من التراجعات التصحيحية.
وبينما تبنّى الفيدرالي نبرة أقل ميلاً للتيسير، يُتوقع أن يبقى الذهب في نطاق عرضي حتى صدور محفز جديد.
ورغم انخفاضه أكثر من 8% عن ذروته في أكتوبر (4,381.48 دولار)، إلا أنه لا يزال مرتفعاً بأكثر من 50% منذ بداية العام.
يتداول الذهب حالياً مرتفعاً 0.42% عند 4,020 دولار، مع مقاومة فورية عند 4,026 دولار ودعم عند 3,993 دولار (المتوسط المتحرك لـ21 فترة)، يليها دعم قوي عند 3,971 دولار (المتوسط 200).
أما الفضة فارتفعت 0.64% إلى 48.98 دولار، وتواجه مقاومة عند 49.64 دولار (SMA21)، فيما تحافظ على زخم إيجابي فوق مستوى RSI 50.
الدعم الأول عند 48.24 دولار، يليه 47.28 دولار.
النفط الخام
ارتفع النفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.92% ليغلق عند 61.15 دولار يوم الجمعة، ويتداول حالياً حول 61.60 دولار مرتفعاً 0.75% في الجلسة الآسيوية المبكرة، مدعوماً بتحسن المزاج العام في أسواق الطاقة.
وجاءت المكاسب بعد إعلان أوبك+ عزمها إيقاف زيادات الإنتاج حتى الربع الأول من 2026، بعد زيادة طفيفة بـ 137 ألف برميل يومياً في ديسمبر، ما يشير إلى التزام التحالف بالحفاظ على التوازن واستقرار السوق.
عزز هذا القرار ثقة المستثمرين بأن المنظمة تسير في اتجاه بنّاء نحو ضبط المعروض، خصوصاً في ظل ضعف الطلب الموسمي.
كما دعمت الأسعار المخاوف الجيوسياسية بعد تقارير عن هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على ميناء نفطي روسي في البحر الأسود.
ينتظر المتعاملون صدور بيانات معهد البترول الأمريكي (API) يوم الثلاثاء لتحديد الاتجاه قصير الأجل للأسعار.
فنياً، يبقى النفط في اتجاه صعودي على الرسم اليومي، متداولاً فوق المتوسطات المتحركة لـ9 و21 يوماً.
المقاومة عند المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 62.21، بينما الدعم عند 61.08.
أما خام برنت، فيجد دعماً عند 63.45 ومقاومة عند 66.32 على خط اتجاه هابط يربط قمم يونيو وسبتمبر 2025.







