تعد المنصة الوطنية للعمل التطوعي إحدى أبرز المبادرات الرقمية التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، بهدف تنظيم الجهود التطوعية وتعزيز ثقافة العطاء والمشاركة المجتمعية ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع عدد المتطوعين وتوسيع مجالات العمل التطوعي بما يسهم في التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.
تقدم المنصة تجربة رقمية متكاملة تجمع المتطوعين بالجهات المستفيدة عبر بيئة آمنة وموثوقة تتيح تسجيل المتطوعين وإدارة الفرص التطوعية وتوثيق الساعات والإنجازات.
وقد أتاحت المنصة آلية تسجيل سهلة وسريعة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، تبدأ بزيارة الرابط (https://nvg.gov.sa/) ثم اختيار أيقونة تسجيل الدخول، تليها خطوة تسجيل كمتطوع. ولضمان موثوقية البيانات، تتم عملية التحقق من الهوية عبر منصة أبشر بإدخال رقم الهوية أو الإقامة وتاريخ الميلاد، ثم إدخال رمز التحقق المرسل إلى الهاتف المحمول.
بعد التحقق، يستكمل المتطوع بياناته الشخصية مثل البريد الإلكتروني ورقم الجوال والمجالات التطوعية التي يرغب بالمشاركة فيها، ثم يطّلع على الميثاق الأخلاقي للمتطوعين ويوافق عليه لإتمام عملية التسجيل بنجاح.
هذه الخطوات الإلكترونية تمثل نموذجاً للتحول الرقمي في إدارة العمل التطوعي وتسهيل الوصول إلى الفرص أمام جميع المواطنين والمقيمين.
وتتيح المنصة للمتطوعين استعراض مجموعة واسعة من الفرص التطوعية في مختلف القطاعات، من بينها المجالات الصحية والتعليمية والإغاثية والبيئية، إضافة إلى مبادرات تخصصية تستهدف فئات محددة من المجتمع.
كما يمكن للمتطوعين اختيار الأنشطة التي تتناسب مع مهاراتهم واهتماماتهم، والتسجيل مباشرة للمشاركة فيها، مما يعزز من كفاءة توزيع الجهود التطوعية وفق الاحتياجات الفعلية.
من بين الخدمات المميزة التي تقدمها المنصة أيضاً الدورات التدريبية المخصصة لتأهيل المتطوعين وتنمية قدراتهم، حيث تطرح برامج متنوعة تغطي مفاهيم القيادة، وإدارة الوقت، والعمل الجماعي، والتعامل مع الأزمات.
هذه الدورات تهدف إلى إعداد كوادر تطوعية قادرة على العمل بفعالية واحترافية ضمن بيئات متنوعة.
كما توفر المنصة خدمة إصدار رخصة العمل التطوعي، وهي وثيقة رسمية يحصل عليها المتطوع بعد استيفاء عدد معين من الساعات التطوعية وتوثيقها على النظام الإلكتروني.
وتمثل هذه الرخصة اعترافاً رسمياً بجهود المتطوع وتسهم في تعزيز رصيده المجتمعي وتشجيعه على الاستمرار في تقديم العطاء.
وتضم المنصة أيضاً بنك الأفكار، الذي يسمح بعرض الأفكار التطوعية الإبداعية وتبادل الخبرات بين الأعضاء، إضافة إلى قسم المجتمع التفاعلي الذي يتيح التواصل المباشر بين المتطوعين وتكوين مجموعات عمل ونقاشات متخصصة.
ومن خلال هذه المنظومة الرقمية المتكاملة، أصبحت المنصة الوطنية للعمل التطوعي نموذجاً يحتذى به في إدارة العمل التطوعي على المستوى العربي، إذ تمثل جسراً يربط بين الطاقات الشبابية والفرص التنموية، وتسهم في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك يقوم على التعاون والمبادرة.
وتواصل المنصة توسعها لتشمل مزيداً من المبادرات النوعية، بما يعزز من مكانة العمل التطوعي كأحد الركائز الأساسية في تحقيق التنمية الشاملة بالمملكة.







