تشهد إدارات المرور في مصر خلال عام 2025 إقبالاً متزايدًا من المواطنين الراغبين في استخراج رخصة القيادة الخاصة لأول مرة، وذلك في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتنظيم المرور وتعزيز ثقافة القيادة الآمنة.
وتضع وزارة الداخلية مجموعة من الشروط والإجراءات التي تضمن التأكد من أهلية المتقدمين للحصول على الرخصة، سواء من حيث اللياقة البدنية أو الدراية بقواعد القيادة، بهدف الحد من الحوادث وتحسين مستوى الانضباط المروري في الشوارع المصرية.
يشترط للحصول على رخصة القيادة الخاصة لأول مرة ألا يقل عمر المتقدم عن 18 عامًا، وهو الحد الأدنى القانوني الذي يسمح للفرد بقيادة السيارات الخاصة.
كما يُلزم المتقدم بإثبات لياقته الطبية من خلال فحص شامل يشمل النظر والباطنة، ويُجرى هذا الفحص في إحدى المستشفيات الحكومية أو العيادات المرورية المعتمدة من قبل الإدارة العامة للمرور، لضمان سلامة المتقدم وقدرته على القيادة بشكل آمن دون تعريض نفسه أو الآخرين للخطر.
ومن بين الشروط الأساسية كذلك أن يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل دراسي معتمد، بحيث لا يقل عن شهادة محو الأمية، وهو شرط يهدف إلى ضمان أن يكون السائق على قدر من الوعي والثقافة اللازمة لفهم التعليمات المرورية والتعامل مع الإشارات واللوحات المنتشرة على الطرق.
إلى جانب ذلك، يخضع المتقدم لاختبارات دقيقة تشمل اختبارًا نظريًا يختبر مدى معرفته بقواعد المرور والإشارات، واختبارًا عمليًا يقيس قدرته على قيادة السيارة في مواقف مختلفة. ويُعد النجاح في هذين الاختبارين خطوة أساسية للحصول على الرخصة، إذ يعكس مدى استعداد المتقدم لتحمل مسؤولية القيادة.
كما يجب على المتقدم تقديم شهادة تحليل تثبت خلوه من تعاطي المواد المخدرة، وهي خطوة إلزامية تندرج ضمن جهود الدولة لمكافحة القيادة تحت تأثير المخدرات، التي تُعد من أبرز أسباب الحوادث المرورية.
أما المستندات المطلوبة لاستخراج الرخصة فتشمل بطاقة الرقم القومي سارية المفعول وصورة منها، وشهادة المؤهل الدراسي مع الاطلاع على الأصل، وأربع صور شخصية حديثة بخلفية بيضاء مقاس 4×6 سنتيمتر.
كما يتعين على المتقدم شراء نموذج 256 مرور من وحدة المرور المختصة وتعبئته بالبيانات الصحيحة، بالإضافة إلى تقديم شهادة الكشف الطبي، وشهادة تحليل المخدرات، وشهادة إبراء الذمة المالية التي تؤكد خلو المتقدم من أي مخالفات مرورية سابقة.
وتبدأ خطوات استخراج الرخصة بالتوجه إلى وحدة المرور التابع لها محل الإقامة، وتقديم المستندات المطلوبة، ثم إجراء الفحص الطبي في المكان المعتمد، وبعدها يخوض المتقدم الاختبارات النظرية والعملية.
وفي حال اجتيازها بنجاح، يقوم بدفع الرسوم المقررة وفقًا للتسعيرة المعتمدة، ليتم بعد ذلك إصدار الرخصة وتسليمها رسميًا لصاحبها.
بهذه الإجراءات، تسعى وزارة الداخلية إلى تحقيق توازن بين تسهيل الخدمات للمواطنين وضمان الالتزام بمعايير الأمان والسلامة على الطرق.
فالحصول على رخصة القيادة لم يعد مجرد إجراء إداري، بل أصبح مسؤولية قانونية وأخلاقية تهدف إلى إعداد سائقين مؤهلين يحترمون القواعد ويحافظون على أرواحهم وأرواح الآخرين في شوارع وطرقات مصر.







