أعلنت إيكولاب، الشركة العالمية الرائدة في مجال الاستدامة والتي تقدم حلول وخدمات المياه، اليوم عن أبرز النتائج ذات الصلة بجمهورية مصر العربية، وذلك من دراستها السنوية الثالثة “إيكولاب ووترمارك”، والتي تتناول اتجاهات الرأي العام على مستوى العالم حول قضايا المياه، والمناخ، والإدارة المسؤولة للموارد.
وتكشف نتائج هذا العام عن تزايد ثقة المستهلكين في مصر بقدرة البلاد على مواجهة تحديات المياه، في ظل الاستثمار الوطني والابتكار المتسارع، وتعزيز الثقة كذلك في الجهود التي تتخذها الحكومة وقطاعات الأعمال على حد سواء. كما تُبرز الدراسة دور الذكاء الاصطناعي في صياغة مرحلة جديدة من مسيرة الاستدامة، وما يقدّمه من فرص وتحديات فيما يتعلق بالاستخدام المسؤول وإدارة الموارد الطبيعية الحيوية.
الذكاء الاصطناعي: آفاق جديدة لاستدامة المياه
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية في مختلف القطاعات حول العالم، وتسعى مصر جاهدة لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي صاعد لهذا التحول الرقمي. ووفقاً للاستراتيجية الوطنية المحدّثة للذكاء الاصطناعي 2025-2030، من المتوقع أن يُسهم القطاع بنسبة تصل إلى 7.7% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد بحلول عام 2030، ليصبح بذلك أحد ركائز أجندة الابتكار الوطنية. غير أن هذا التحول يفرض تحديات جديدة على الموارد الطبيعية، أهمها الطلب المتزايد للذكاء الاصطناعي على الطاقة والمياه. فمراكز البيانات، وهي المحرك الرئيسي للبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، تعتمد بشكل كبير على المياه للتبريد، ما يُؤكد أهمية الإدارة الذكية للمياه لضمان توافق التطور التقني مع أهداف الاستدامة.
ومع الجهود التي تبذلها البلاد لتسريع وتيرة التحوّل الرقمي، ترصد دراسة “إيكولاب ووترمارك” لهذا العام تغير الاتجاهات العامة ونظرة الجمهور فيما يتعلق بالتكنولوجيا والاستدامة:
• 75% من المستهلكين في مصر يعتقدون أن على الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد الطبيعية بمسؤولية، مما يُشير إلى تزايد الثقة بدور التكنولوجيا في الاستدامة.
• 52% يدركون ارتباط تقنيات الذكاء الاصطناعي باستهلاك المياه، مقارنة بنسبة 73% ممن يفهمون احتياجاتها من الطاقة، ما يُبرز فجوة الوعي حول البصمة المائية للذكاء الاصطناعي.
• 72% يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له أثر إيجابي على المجتمع، ما يُؤكد ثقة الجمهور بمستقبل البلاد القائم على الابتكار.
ويقول ستيفان أومياستوفسكي، النائب الأول للرئيس والرئيس التنفيذي لشركة إيكولاب في الهند والشرق الأوسط وإفريقيا: “الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل آليات العمل في مختلف الصناعات، ويُتيح آفاق هائلة، لكن نجاحه يعتمد على الاستخدام المسؤول. فالإدارة الذكية للمياه تضمن أن تسهم الابتكارات في تعزيز مواردنا، وليس استنزافها. وباستخدام البيانات والقدرات الرقمية، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في حل الضغوط نفسها التي يُحدثها”.
تعزيز مرونة قطاع المياه في مصر
تعكس نتائج الدراسة أجندة مصر للاستدامة، حيث تسلط الضوء على دور المبادرات الوطنية، مثل الخطة القومية للموارد المائية، ورؤية مصر 2030، في تعزيز التفاؤل العام، ومواءمة النمو الاقتصادي على المدى الطويل مع الحفاظ على البيئة.
ووفقاً لدراسة “إيكولاب ووترمارك”، تتزايد الثقة في قدرة البلاد على معالجة التحديات المتنامية للمياه:
• 82% من المستهلكين في مصر يعتقدون أن ندرة المياه يمكن التعامل معها بفعالية، مما يعكس تفاؤلاً قوياً بأن الابتكار والتعاون قادران على تأمين مستقبل المياه في البلاد.
• 49% يعبّرون عن قلقهم بشأن الوصول إلى المياه في 2025، بانخفاض عن 61% في عام 2024، و 57% في عام 2023، ما يشير إلى تراجع مستوى القلق العام مع التقدم في تدابير المرونة والتكيف مع التحديات.
مع توقعات الأمم المتحدة بارتفاع الطلب العالمي على المياه بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050، استثمرت مصر بشكل كبير في تعزيز مرونة المياه، لتدعم رؤيتها وطموحاتها بأن تصبح نموذجاً إقليمياً للإدارة المستدامة للموارد، ومساهماً مؤثراً على الساحة العالمية.
وفي أكتوبر 2025، تم إطلاق أول حوار رفيع المستوى بين مصر والاتحاد الأوروبي حول المياه خلال أسبوع القاهرة للمياه، مما يمثل خطوة هامة في التعاون العالمي في مجال إدارة المياه، ويعزز ريادة مصر المتنامية في تعزيز مرونة المياه في جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف أومياستوفسكي: “في بلد يمثل فيه أمن المياه تحدياً عاجلاً وفرصة واعدة في الوقت نفسه، تمضي مصر في طريقها نحو النمو المستدام. وتكشف دراسة إيكولاب ووترمارك عن تفاؤل واضح، حيث يعتقد المصريون أن تحديات المياه قابلة للحل. وبفضل القيادة الرشيدة والتركيز على الكفاءة وإعادة الاستخدام، تحوّل البلاد القيود والعقبات إلى فرص، وترسم مستقبلاً أكثر مرونة وازدهاراً”.
تزايد التوقعات بشأن جهود الشركات
تُظهر دراسة “إيكولاب ووترمارك 2025” تزايد التوقعات العامة تجاه قيادة الشركات للجهود والمبادرات في مجال الاستدامة:
• 81% من المستهلكين في مصر يعتقدون أن على الشركات الاستثمار في تقنيات تقلل من أثر التغير المناخي على المياه.
• 60% من البالغين في مصر يعتقدون أن الشركات، و 69% يعتقدون أن الحكومة، تعمل على تقليل استهلاك المياه، وإعادة استخدامها وتدويرها ضمن عملياتها، وهي نسب تفوق المتوسط العالمي.
• 55% يثقون بقدرة الشركات على استخدام المياه لتشغيل عمليات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية ودون رقابة.
• 70% من البالغين يعتقدون أن الحكومة ملتزمة بالحفاظ على الموارد المائية، مقارنةً بـ 61% ممن يقولون الشيء نفسه عن الشركات، مما يُظهر أن هناك فجوة مستمرة في الثقة.
• 74% يرغبون في معرفة المزيد عن الممارسات المسؤولة للشركات في مجال استخدام المياه، مما يُشير إلى تزايد الطلب على الشفافية والنتائج القابلة للقياس.
وتمثّل هذه المشاركة التفاعلية المتزايدة فرصة كبيرة للشركات من أجل قيادة المرحلة القادمة بوضوح ومساءلة وابتكار.
قوة الشراكات
يتطلب بناء القدرة على التكيف مع أزمة المياه تعاوناً بين الحكومة وقطاعات الأعمال والجهات المعنية في المجتمع. وتُبرز دراسة “إيكولاب ووترمارك” توافقاً عاماً واسعاً بشأن هذه المسؤولية المشتركة:
• 80% من البالغين في مصر يعتقدون أن على الحكومة إعطاء الأولوية للعمل المناخي.
• 79% يعتقدون أن على الشركات القيام بذلك أيضاً، وبالتالي اتباع نهج موحّد لتحقيق النمو المستدام.
وأضاف أومياستوفسكي: “لا أحد يستطيع مواجهة هذا التحدي بمفرده. فالتعاون بين الحكومة والقطاع الصناعي ضروري لضمان مستقبل المياه في مصر. ومن خلال تبني أدوات قائمة على البيانات وأطر أداء قابلة للقياس، يمكن للشركات تحويل طموحاتها إلى واقع، وقياس الجوانب المهمة في مجالات المياه والطاقة والتكلفة، لتعزيز المرونة وإطلاق العنان للنمو”.
أجرت شركة “مورنينغ كونسلت” دراسة “إيكولاب ووترمارك 2025” في مارس 2025، وشملت عينة من البالغين في جميع أنحاء آسيا باسيفيك، والصين، وأوروبا، وأميركا اللاتينية، والهند/الشرق الأوسط/إفريقيا، والولايات المتحدة الأميركية، لتقدم رؤى عالمية لتصورات الجمهور العام حول دور المياه في المناخ والابتكار والأعمال.







