شهدت منصّات التواصل مؤخرًا انتشار مقاطع مقتطعة لتصريحات مسؤولين، تحولت سريعًا إلى موجات جدل وأزمات رأي عام، ما يعكس قوة السوشيال ميديا في تشكيل الانطباعات حتى دون اكتمال السياق.
لقطات قصيرة… وضجة تتضخم سريعًا
تبدأ الأزمة غالبًا بمقطع لا يتجاوز ثواني، يُنشر على صفحة مجهولة أو يلتقطه أحد الحضور، ثم ينتشر بسرعة عبر المنصات. خلال ساعات يصبح محور نقاش واسع وقد يستدعي توضيحات أو بيانات رسمية. ويرى متابعون أن غياب السياق هو العامل الأبرز في تضخيم الجدل.
تفاعل أسرع من الحقيقة
الجمهور بات أكثر حساسية تجاه تصريحات المسؤولين، وغالبًا ما تُطلق الأحكام قبل معرفة التفاصيل. وتؤدي ظاهرة “التريند” إلى تضاعف الانتشار، فيما يصنع المستخدمون رأيًا عامًا لحظيًا يعتمد على الانفعال أكثر من التحليل.
أزمات تمتد إلى البيوت
لا تتوقف آثار الجدل عند الشاشات؛ إذ تتعرض أسر المسؤولين لضغوط نفسية ومواقف محرجة، ويعاني الأبناء أحيانًا من التنمر. ويؤكد خبراء الاجتماع أن هذه الجوانب الإنسانية يتم تجاهلها رغم قسوتها.
كيف نخفف من حدّة الظاهرة؟
يحتاج الجمهور إلى وعي رقمي أكبر قبل إعادة نشر المقاطع المقتطعة، بينما على المؤسسات الرسمية تقديم توضيحات سريعة وسياق كامل. كما على وسائل الإعلام لعب دور موازن يساعد على تهدئة النقاش.
تحوّلت الثواني القصيرة إلى أداة لصناعة الجدل، وأصبحت المقاطع المجتزأة قادرة على خلق أزمات حقيقية. ورغم صعوبة وقف انتشارها، يبقى الوعي وتحري الحقيقة السبيل لتقليل آثارها.
ويبقى السؤال: هل تنضج السوشيال ميديا لتصبح مساحة أكثر مسؤولية؟







