الاقتصاد الكلي
أفادت مصادر “بلومبيرغ” أن كيفن هاسيت هو المرشح الأبرز لرئاسة مجلس الاحتياطي الفدرالي بعد انتهاء ولاية جيروم باول في مايو المقبل. ومن المتوقع أن يتماشى هاسيت مع نهج ترامب الداعم لخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تبقى قرارات ترامب عرضة للتغيير المفاجئ، وبالتالي لا يعدّ الترشيح مؤكداً قبل الإعلان الرسمي.
ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.2% في سبتمبر 2025، وهي أصغر زيادة خلال أربعة أشهر وأقل من التوقعات البالغة 0.4%. وسُجلت ارتفاعات ملحوظة لدى تجار التجزئة المتنوعين (2.9%) ومحطات الوقود (2%)، بينما تراجعت مبيعات السلع الرياضية (-2.5%) والملابس (-0.7%) والإلكترونيات (-0.5%). كما انخفضت المبيعات المستبعدة من حسابات الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% مقارنة بارتفاع 0.6% في أغسطس.
ارتفعت أسعار المنتجين الأمريكيين بنسبة 0.3% في سبتمبر، مقابل انخفاض 0.1% في أغسطس، لتتماشى مع التوقعات. وارتفعت أسعار المواد الغذائية 1.1% مدفوعة بارتفاع أسعار اللحوم، كما قفزت أسعار الطاقة 3.5%، مما دفع تضخم السلع إلى 0.9% في أعلى مستوى منذ أكثر من عام. أما خدمات المنتجين فبقيت دون تغيير. وظل التضخم السنوي لأسعار المنتجين مستقراً عند 2.7%.
أفاد مركز ADP للبحوث أن أصحاب الأعمال الأمريكيين في القطاع الخاص خفضوا 13,500 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 8 نوفمبر 2025، مقارنة بانخفاض سابق قدره 2,500 وظيفة، مدفوعاً بخفض كبير للوظائف من شركات مثل أمازون وتارغت. ومن المقرر صدور تقرير الوظائف لشهر نوفمبر في 3 ديسمبر.
تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي في نوفمبر وسط تزايد المخاوف بشأن سوق العمل والاقتصاد. وسجلت التوقعات أدنى مستوى منذ أبريل، بينما هبط تقييم الظروف الحالية إلى أدنى مستوى في أكثر من عام. كما انخفضت نسبة من يتوقعون زيادة في الدخل خلال الأشهر الستة المقبلة إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2023، مع تدهور النظرة للأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية.
الأسهم
الولايات المتحدة: ارتفعت الأسهم الأمريكية مجدداً؛ إذ صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%، وارتفع داو جونز 1.4% (حوالي 700 نقطة)، وقفز ناسداك 0.7%. وجاءت الارتفاعات على خلفية ضعف البيانات الأمريكية، مما عزز توقعات خفض الفائدة في ديسمبر ودفع عوائد سندات الخزانة إلى الهبوط. وقادت أسهم الاتصالات والرعاية الصحية الارتفاعات، بينما تباين أداء أسهم الذكاء الاصطناعي: ارتفعت ألفابت بنحو 1.5% وقفزت ميتا 3.8% وسط تفاؤل بصفقات محتملة في رقائق الذكاء الاصطناعي والسحابة، في حين تراجعت إنفيديا 2.6% وانخفضت AMD بنسبة 4.1% مع إعادة المستثمرين تقييم التقييمات المرتفعة والمنافسة من المسرعات المخصّصة. كما دعم توقع “جي بي مورغان” لهبوط الدولار العام المقبل شهية المخاطرة، مع توجه الأنظار نحو بيانات التضخم والوظائف المقبلة التي قد تؤثر على توقيت قرار الفدرالي.
أوروبا: ارتفعت الأسهم الأوروبية مع صعود مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.8% وستوكس 600 بنسبة 0.9%، مستفيدة من ضعف البيانات الأمريكية الذي عزز رهانات خفض الفائدة ودفع عوائد السندات للانخفاض. وتفوقت البنوك في الأداء بفضل التوقعات بسياسات عالمية أكثر تيسيراً وقصص قوية لإعادة رأس المال؛ إذ ارتفعت أسهم سوسيتيه جنرال ويونيكريديت بأكثر من 2% وقفز ABN AMRO بنحو 6.5% بعد إعلان خفض وظائف لتعزيز الربحية. بالمقابل، تراجعت أسهم RWE و SAP بنحو 1%، وهبط سهم Beazley حوالي 9% بعد تقليص توقعات نمو الأقساط، بينما ارتفع سهم Kingfisher بنحو 6% بعد رفع توجيهات الأرباح مجدداً. ويراقب المستثمرون بيانات التضخم في منطقة اليورو وتواصل البنك المركزي الأوروبي بحثاً عن إشارات أوضح على اقتراب التيسير النقدي.
آسيا: سجلت الأسواق الآسيوية أداءً أقوى، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ 1% وصعد مؤشر سي إس آي 300 الصيني بدوره مستفيداً من تعافي “وول ستريت” وتزايد توقعات خفض الفائدة. أما مؤشر نيكاي الياباني فانخفض 0.9% نتيجة لجني الأرباح. وفي هونغ كونغ والبرّ الرئيسي، قادت شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي المكاسب: ارتفعت شاومي بأكثر من 5% بعد عمليات شراء أسهم من المؤسس وبرنامج إعادة شراء جديد، وقفزت Suzhou Novosense بنحو 5% بعد إعلان خطة إعادة شراء. كما تحسّن المزاج تجاه الصين مع مكالمة بين ترامب وشي تشير إلى تحسن العلاقات الصينية–الأمريكية، ومع توقعات بضخ بنك الشعب الصيني سيولة عبر تسهيل إقراض متوسط الأجل بقيمة تريليون يوان. في المقابل، تراجعت أسهم “علي بابا” في الولايات المتحدة 2.3% بعد نتائج أبرزت ضعف التدفقات النقدية الحرة وزادت التركيز على ميزانيات شركات الإنترنت.
التقلب
تراجع التقلب أكثر يوم الثلاثاء، حيث انخفض مؤشر فيكس نحو مستوى 18 نقطة العليا مع استمرار استقرار أسواق الأسهم. وتراجعت مؤشرات التقلب القصير الأجل (VIX1D، VIX9D) بشكل ملحوظ، في إشارة إلى انخفاض مخاوف المستثمرين من صدمات مفاجئة. ويظل المشهد العام مرهوناً بصدور بيانات الولايات المتحدة اليوم—طلبات السلع المعمرة، طلبات إعانة البطالة، ومبيعات المنازل الجديدة—والتي ستحدد التوقعات قبل اجتماع الفدرالي المهم يومي 9–10 ديسمبر. وتستمر الضبابية بشأن السياسة النقدية مع تداول توقعات بأن الرئيس ترامب قد يرشح رئيساً جديداً للفدرالي قبل عطلة الميلاد.
وللمستثمرين على المدى الطويل، الأجواء أكثر هدوءاً مقارنة بالأسبوع الماضي، مع تحرك التقلب بشكل انسيابي بدلاً من الارتفاع الحاد. وتُظهر خيارات المؤشرات طلباً مستقراً على التحوط، دون ما يشير لتوترات كبيرة في السوق.
الحركة المتوقعة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (وفق تسعير الخيارات): نحو ±50 نقطة (حوالي 0.7%) لبقية الأسبوع.
مؤشر الانحراف السعري (لنهاية اليوم): محايد بشكل عام، مع تفضيل طفيف لخيارات البيع.
الأصول الرقمية
تستقر أسواق العملات الرقمية في نطاق هادئ، حيث يتحرك بِتكوين حول 87–88 ألف دولار دون تغير يُذكر خلال اليوم. ويبدو أن موجة البيع السابقة استنفدت زخمها، بينما يتأثر المزاج العام بتوقعات خفض الفائدة والنقاش المتزايد حول رئيس جديد محتمل للفدرالي، وهما عاملان يؤثران في شهية المخاطرة عبر السوق الرقمي.
وتحسنت التدفقات إلى صناديق العملات الرقمية مجدداً؛ إذ سجل صندوق IBIT تدفقات صافية إيجابية جديدة، مما دعم الثقة بعد عمليات الاسترداد الكبيرة خلال نوفمبر. كما سجل صندوق ETHA تدفقات طفيفة، مما حافظ على دعم الإيثيريوم دون مستوى 3,000 دولار بقليل. العملات البديلة جاءت متباينة لكنها فوق قيعان الأسبوع الماضي: سولانا قرب 140 دولاراً، XRP قرب 2.20 دولار، ودوغ كوين عند 0.15 دولار تقريباً.
وتظل التطورات التنظيمية محور الاهتمام، مع تقدم هيئة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) في مبادرات جديدة، وتوسع الجهات التنظيمية العالمية—وخاصة في الإمارات—في رقابة منظومة “التمويل اللامركزي” و”ويب 3″، وهي أمور بات المستثمرون على المدى الطويل يولونها اهتماماً أكبر.
الدخل الثابت
ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية بقوة مع ضعف البيانات الاقتصادية، خصوصاً التراجع الحاد في مؤشر ثقة المستهلك. وهبط العائد على السندات الأمريكية لأجل عامين إلى 3.45% قبل أن يرتد قليلاً، فيما اختبر العائد على السندات لأجل 10 سنوات مستوى 4.0% للمرة الأولى منذ أواخر أكتوبر قبل ارتفاعه مجدداً فوق هذا المستوى قليلاً.
تعرضت السندات الحكومية اليابانية لمزيد من الضغوط، مع اقتراب العائد على السندات لأجل عامين من أعلى إغلاق له في دورة ما بعد الأزمة المالية فوق 0.97%، وارتفاع طفيف في العائد على السندات لأجل 10 سنوات.
وفي المملكة المتحدة، تراجعت عائدات السندات الحكومية قبل إعلان الموازنة، وانخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.49%.
السلع
سجلت أسعار الذهب والفضة ارتفاعات طفيفة أمس وحاولت الارتفاع خلال الليل؛ حيث توقف الذهب دون مستوى المقاومة الفنية قرب 4,175 دولار، بينما اختبرت الفضة مستوى 52 دولاراً قبل أن ترتد دون المقاومة المحلية قرب 52.46.
أما النفط فارتد من اختبار القيعان الأخيرة، لينهي الجلسة دون تغيير يُذكر.
العملات
تراجع الدولار الأمريكي، وارتفع زوج اليورو/دولار نحو مستوى 1.1600 قبل أن يتراجع قليلاً، مدفوعاً بضعف البيانات الأمريكية وتزايد رهانات خفض الفائدة في ديسمبر.
وتعزز الجنيه الإسترليني قرب مستويات رئيسية قبل إعلان الموازنة، مع اختبار زوج الجنيه/الدولار مستوى المقاومة 1.3216، بينما اختبر زوج اليورو/إسترليني مستوى الدعم 0.8770 قبل الارتداد.
تعرض الين الياباني لبيع جديد بعد فترة قصيرة من الاستقرار. وارتفع الدولار النيوزيلندي بقوة بعد اجتماع بنك الاحتياطي النيوزيلندي، والذي فُسر بأنه “خفض متشدد” بعد أن توقع البنك عدم تنفيذ أي خفض إضافي حتى 2026، مما يجعل الخفض الأخير نهاية الدورة الحالية. وقفز زوج الدولار النيوزيلندي/الأمريكي بأكثر من 1% إلى 0.5686 من مستويات دون 0.5600، بينما تراجع زوج الدولار الأسترالي/النيوزيلندي إلى مستويات 1.14 رغم ارتفاع الدولار الأسترالي مدعوماً ببيانات تضخم أعلى من المتوقع قبل قرار المركزي النيوزيلندي.







