يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اجتذاب مستثمرين أجانب بعد عرقلة صفقة “كارفور”، إذ يستضيف غدا قمة لطمأنة المستثمرين والمديرين التنفيذيين الأجانب أن فرنسا منفتحة على قطاع الأعمال، حتى بعد اعتراض الحكومة الأخير لإتمام صفقة عابرة للأطلنطي في قطاع تجارة التجزئة بقيمة 20 مليار دولار.
ووفقا لـ”بلومبيرج” ستكون تلك القمة الرابعة لاجتماعات ماكرون السنوية قبل انعقاد منتدى دافوس، وعادة ما يتم توقيتها للاجتماع بمديرين تنفيذيين عالميين في باريس، وهم في طريقهم إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس في جبال الألب في سويسرا.
ومع ذلك، جرت هذه الاجتماعات هذا العام إلكترونيا بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ قال مسؤول في مكتب ماكرون: “إن رسالة الأخير ستكون أننا لسنا الدولة الوحيدة التي تقوم بحماية أصولها الاستراتيجية”.
وأوضح المسؤول، الذي لم تحدد الوكالة هويته بناء على طلبه، أن نحو 50 من كبار رجال الأعمال سيشاركون في الاجتماعات، مضيفا “المستثمرون على دراية بالخيار الذي اتخذته فرنسا وأوروبا بألا تكون ساذجة، عند السيطرة على استثمارات أجنبية، وهذا خيار اتخذته كل الدول، خصوصا الصين والولايات المتحدة، اللتين تدافعان بصرامة عن مصالحهما الاقتصادية”.
وكانت الحكومة الفرنسية وضعت قبل أيام نهاية مفاجئة لصفقة استحواذ بقيمة 20 مليار دولار على متاجر كارفور، أكبر سلسلة متاجر في البلاد، من جانب شركة كوتش تارد، وهي أكبر شركة لتشغيل المتاجر في كندا.
وفي سياق متصل، قال برونو لو مير، وزير مالية فرنسا، “إن فرنسا ستقدم الدعم الكامل للصناعات الجوية، لأنها القطاع الأكثر تضررا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى انهيار السفر الجوي”.
وأكد خلال زيارته مقر رئاسة شركة صناعة الطائرات الأوروبية العملاقة إيرباص في مدينة تولوز البارحة الأولى، وقبل اجتماع مع جيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص: “سنفعل كل شيء لإنقاذ صناعة الطيران لدينا”. وقال لومير: “إنه سيتم اتخاذ عديد من التدابير ومن بينها تقديم القروض المدعومة من الدولة، والتشغيل الجزئي للعمالة طالما دعت الحاجة إلى ذلك وإن الحكومة ستقدم دعما ماليا للشركات الراغبة في الابتعاد عن مجال صناعة الطيران”. يذكر أن فرنسا تعد مسهما رئيسا في مجموعة إيرباص للصناعات الجوية، التي تسهم فيها أيضا ألمانيا وعدد من الدول والشركات الأوروبية الأخرى.
كما تمتلك فرنسا شركة إيداس داسو للصناعات الجوية العسكرية التي تنتج الطائرات المقاتلة رافال وميراج. ويمثل الدعم الحكومي لشركة إيرباص مصدر نزاع تجاري مستمر مع الولايات المتحدة حيث فرضت في 2019 رسوما جمركية بقيمة 7.5 مليار دولار على الصادرات الأوروبية سنويا بسبب دعم “إيرباص”، فيما رد الاتحاد الأوروبي في العام الماضي بفرض رسوم بقيمة أربعة مليارات دولار على السلع الأمريكية، بسبب الدعم الحكومي الأمريكي لشركة صناعة الطائرات الأمريكية بوينج.
من جهة أخرى، قال آرنو فونتانيه، المستشار العلمي للحكومة الفرنسية، “إن بلاده ستضطر للجوء إلى فرض عزل عام صارم مثلما حدث في أيرلندا وبريطانيا إذا أخفقت في كبح سلالة جديدة أسرع انتشارا من فيروس كورونا المستجد”.
وأضاف فونتانيه، وهو عالم أوبئة وعضو في المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة فيما يتعلق بسياسات مكافحة كوفيد – 19، لراديو “فرانس إنتر”، أن “البلاد في وضع عصيب جدا، بينما تعاني طواقم العاملين في المستشفيات الإرهاق”.
