الثورة الصناعية الرابعة تعرف على أنها العصر الصناعي الرئيسي الرابع منذ الثورة الصناعية الأولى اي خلال القرن الثامن عشر، حيث يتميز عصر الثورة الصناعية الرابعة بدمج التقنيات التكنولوجية والحديثة والتي تعتمد على البرامج متعددة التخصصات والدمج بين العلوم والمجالات المختلفة خاصة المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، كما يتميز هذا العصر بدمج التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات ، بما في ذلك الروبوتات ، والذكاء الاصطناعي ، و blockchain ، وتكنولوجيا النانو ، والحوسبة ، والتكنولوجيا الحيوية ، وإنترنت الأشياء ، والطباعة ثلاثية الأبعاد ، والمركبات المستقلة، كما يتم ربط الثورة الصناعية الرابعة بالعصر الثاني للالة من حيث الرقمنة والذكاء الاصطناعي (AI) على الاقتصاد ، والتوسع في مجال التقنيات البيولوجية والتى تعمل علي الإدارة بكفاءة نحو تعزيز أنظمة الإنتاج والإدارة والحكم بأكملها.
فكلنا نعي جيدا، أن الدولة المصرية، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية، حريصة على مواكبة كافة التطورات التكنولوجية والنهوض بالأنظمة والاليات التنفيذية في كافة المجالات والقطاعات المختلفة لمواكبة تلك التكنولوجيا وتعزيز الخدمات المقدمة للمصريين من أجل أن تكون مصر بين مصاف الدول الكبرى والمتقدمة، ولعلنا ندرك جيدا أن الدخول إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة يتطلب تكاتف كافة الأطراف المعنية في كافة المجالات والقطاعات المختلفة كما يتطلب برنامج متخصص لرفع القدرات وتنمية المهارات لتنفيذ الاستراتيجية اللازمة لحصد مخرجات الثورة الصناعية الرابعة.
ولعلنا تابعنا مداخلة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، في برنامج “التاسعة” المذاع على القناة الأولى، أن الدخول لعصر الثورة الصناعية الرابعة، لن يتم إلا إذا كنا مستعدين على مستوى التعليم والبحث العلمي، والدخول القوي في مجال التقنيات متناهية الصغر، كما ذكر الدكتور الخشت، إنه حريص على أن يضيف إنجازات حقيقية إلى منظومة البحث العلمي في مصر، أبرزها افتتاح كلية الدراسات العليا النانوتكنولوجي، وأوضح الدكتور الخشت، أن جامعة القاهرة تتحول الآن إلى طريق جامعة من الجيل الرابع تعتمد على العلوم متعددة التخصصات وذلك بعد افتتاح كلية النانو تكنولوجي وإطلاق برامج الذكاء الاصطناعي.
كما أشار الدكتور الخشت، إلى أن الجامعة حققت طفرة كبيرة في تصنيف التايمز هذا العام، حيث ظهرت الجامعة في تصنيف نحو 17 هدفًا للتنمية المستدامة للأمم المتحدة وجاءت بين أفضل مائة جامعة في ثلاثة معايير وفي المرتبة من 201 إلى 300 ضمن أفضل جامعة على مستوى العالم من بين ثلاثين ألف جامعة، كما أوضح رئيس جامعة القاهرة، أن جامعة القاهرة حققت طفرة كبيرة في التصنيفات الدولية، منها تصنيف QS البريطاني للتخصصات لعام 2021 والذي أظهر تفوق جامعة القاهرة وتقدم ترتيبها ضمن أفضل 100 جامعة عالمية في تخصصات: الصيدلة (93 عالميًا)، وهندسة البترول (49 عالميًا)، والهندسة المدنية والإنشاءات (من 51 إلى 100 عالميًا)، كما ظهر ترتيب جامعة القاهرة في كثير من التخصصات الأكاديمية الفرعية من بين أفضل 200 تخصص على المستوى العالمي؛ وهي: العمارة، وعلوم الحاسب، والعلوم الكهربائية والإلكترونيات، كما احتلت جامعة القاهرة المركز من 151 إلى 200 في مجال اللغات الحديثة.
أنشطة كثيرة وإنجازات متميزة في كافة المجالات والقطاعات المختلفة لتؤكد على أن الدولة المصرية، بكافة مؤسساتها وخاصة التعليمية، ماضية على العهد وخاصا فيما يتعلق ببناء الإنسان المصري ورفع قدراته وتقديم خدمة متميزة له مع التأكيد على ضرورة تسخير العلم والمعرفة لحل القضايا القومية وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة في ضوء نظرية الأمن القومي الشامل.