واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالإشارة لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، التي عقدت خلال يومي ٩ و١٠ فبراير الجاري، والتي شهدت تسليم الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد إلى دولة جنوب إفريقيا، ومشاركته في عددٍ من الفعاليات والأنشطة المهمة الأخرى.
ونوّه الدكتور مصطفى مدبولي لاستعراض الرئيس السيسي في قمة الاتحاد بأديس أبابا ما تم إنجازه وما تحقق خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتي استهدفت بالأساس مواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندتي التنمية القارية والأممية في أفريقيا، إلى جانب تعزيز مشروعات التكامل والاندماج الإقليمي، وتحقيق خطوات ملموسة على مسار تسوية النزاعات والوقاية منها في مختلف ربوع القارة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا النشاط الحافل، الذي قام به رئيس الجمهورية وما أنجزته مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في خدمة قضايا القارة يؤكد اهتمام مصر بقارتها، ويُعد بداية لجهود أخرى تستهدف توثيق الصلات والتعاون المشترك مع الدول الإفريقية، إضافة إلى الحرص التام من جانب مصر؛ قيادة وحكومة وشعباً، على التعاون المتواصل والبنّاء مع الأشقاء الأفارقة في شتى المجالات؛ من أجل تحقيق طموحات وآمال شعوب الدول الإفريقية.
وخلال اجتماع المجلس، نوه رئيس الوزراء كذلك إلى تنظيم مصر لمؤتمر ومعرض ” إيجبس 2020″، الذي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بافتتاح فعاليات الدورة الرابعة له، حيث سلّط المؤتمر الضوء على إنجازات صناعة البترول والغاز المصرية، بالإضافة إلى خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، وما شهدته الدولة من افتتاحات لعدد من المشروعات العملاقة والمتعلقة بصناعة التكرير وكذلك صناعة البتروكيماويات.
وأشاد مدبولي بتنظيم هذا المؤتمر الذي يُشارك به أبرز مسئولي كبرى الشركات العالمية في مجال صناعات البترول، حيث حضر أكثر من 16 مديراً تنفيذياً لهذه الشركات، وهو ما يؤكد أن مصر أصبح يُنظر إليها باعتبارها مركزاً إقليمياً في قطاع الطاقة، كما أن ما شهده قطاع البترول في مصر، خلال السنوات الأخيرة، في مجالات: البحث والاستكشاف والإنتاج، وما تحقّق من اكتشافات عملاقة بالبحر المتوسط، يُعد نقلة نوعية في هذا القطاع تؤكدها الطفرة الهائلة في مجال الاستثمار به، إلى جانب ما شهده القطاع من إحراز تقدم كبير في سداد مستحقات الشركات الأجنبية التي تقدر بنحو 6 مليارات جنيه.
وخلال الاجتماع، عرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خطة الوزارة لضمان استمرار تحصين الأطفال ضد الإصابة بفيروس شلل الأطفال، مشيرة إلى أن الخطة تتضمن تطعيم جميع الأطفال المتواجدين في مصر سواء
وأوضحت وزيرة الصحة أن جرعات لقاح شلل الأطفال المعطل تكفي لتطعيم 6 ملايين طفل، كما تم توفير 13 مليون سرنجة 0.1 لتتناسب مع جرعة الطُعم، معلنة أنه سيتم بدء تنفيذ الحملة من منتصف شهر مارس المقبل.
كما قدمت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عرضاً حول المقترح الخاص بالمشروع القومي لتنظيم الأسرة، مشيرة إلى أن الإطار العام للبرنامج المقترح يهدف إلى وضع استراتيجية متكاملة لضمان حياة كريمة للمواطنين من خلال تحسين الخصائص السكانية والعادات الصحية خاصة للمرأة والطفل والصحة الإنجابية، ودعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتقديم الخدمات المحددة وفقاً لاحتياجات الفئات المستهدفة، مع التركيز على المحافظات الأكثر فقراً.
وأكدت وزيرة الصحة على أن المشروع القومى لتنظيم الاسرة، سيسهم وبشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث إنه يسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية، مع توفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة بأسعار معقولة للجميع، هذا إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال وتوفير العمل اللائق للمواطنين.
وأوضحت الوزيرة خلال العرض أن البرنامج المقترح للمشروع القومى لتنظيم الاسرة يستهدف المناطق الاكثر معدلاً للنمو السكانى (تقدر بنحو 72 منطقة)، وكذا السيدات ما بين سن 12 سنة و50 سنة، مشيرة إلى أن مستهدف الوصول بمعدل الزيادة السكانية إلى 2% بدلاً من نسبة 3.2 %.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع القومى لتنظيم الاسرة من خلال مراكز تنظيم الأسرة، والقوافل الثابتة فى 72 منطقة الأكثر معدلاً للإنجاب، والقوافل المتحركة فى جميع أنحاء الجمهورية، هذا إلى جانب جهود كل من الرائدات الريفيات، ومكلفات الخدمة العامة.
ونوهت وزيرة الصحة إلى أنه انطلاقاً من نجاح المبادرات الرئاسية الصحية وتوافر بيانات تنظيم الاسرة الخاصة بـ 4.6 مليون سيدة وتوافر البيانات الديموجرافية الخاصة بـ 25 مليون سيدة، وبناءً علي ذلك سيتم الاستفادة من تلك البيانات فى تنفيذ المشروع القومى لتنظيم الاسرة، والعمل على ميكنة تقديم الخدمات وتيسيرها، إلى جانب تحسين الوصول الذكي المستهدف لمختلف الفئات.
وأضافت الوزيرة أن المشروع القومى لتنظيم الاسرة يتضمن عدداً من أوجه التحفيز التى من بينها العمل على دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وكذا ريادة الأعمال لرفع مستوى المعيشة للافراد، هذا إلى جانب الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني والأهلي فى الوصول للسيدات، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، وخدمات الإقراض، وكذا ربط الدعم والمساندة بعدد أفراد الأسرة، والعمل على خفض معدل بطالة المرأة، كما أشارت إلى أن المشروع يتضمن اطلاق العديد من الحملات الاعلانية والتوعوية من خلال مختلف وسائل التواصل.
وحول الجهود الخاصة بالتعامل مع ملف الزيادة السكانية، أشار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الاوقاف، إلى أن المفاهيم الدينية الخاطئة أسهمت فى تفاقم هذه المشكلة، منوهاً إلى أنه فى إطار التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بهذا الملف، فقد تم عقد اجتماع مؤخراً ضم مسئولى كل من وزارة الاوقاف والمجلس القومى للسكان، لمناقشة واستعراض ما تم انجازه من خطوات تتعلق بملف السكان، حيث تمت الاشارة إلى ما تم اقامته من دورات تدريبية وتثقيفية للائمة والواعظات، والتى ضمت أكثر من ثلاثة آلاف وسبعمائة إمام وواعظة.
وأشار وزير الاوقاف إلى أنه تم الاتفاق على تكثيف التوعية المجتمعية والطبية والدينية خلال الفترة المقبلة، واقتراح إتاحة الخدمات الطبية اللازمة مع توفير وسائل تنظيم الأسرة الآمنة وذات الجودة العالية، بصورة أكبر للقرى والنجوع والمناطق المحرومة، هذا بالاضافة إلى تكثيف الحملات الاعلامية والتركيز على أثر الزيادة السكانية على بناء الشخصية السوية، هذا إلى جانب التأكيد على ضرورة تطبيق الحوافز الايجابية على الأسر التى تلتزم بخطة الدولة فى القضايا السكانية.
وأضاف وزير الاوقاف أن لدينا عدداً من الواعظات للعمل مع الرائدات الريفيات فى هذا المجال، لتوعية المرأة المصرية بأن تنظيم الأسرة لا يتعارض إطلاقاً مع الشرع، مجدداً التأكيد على استمرار التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بملف الزيادة السكانية، وفى مقدمتها المجلس القومى للسكان، مشيراً إلى وجود إدارة كاملة بالوزارة مهمتها التعامل مع هذا الملف.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إلى عدد من المؤشرات التى أعلن عنها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، فيما يتعلق بملف السكان، حيت أوضحت أن الجهاز أعلن عن وصول سكان جمهورية مصر العربية بالداخل فى 11 فبراير الجارى إلى 100 مليون نسمة.
كما أشارت السعيد إلى أنه فيما يتعلق بمؤشرات تطور عدد سكان مصر عبر التعدادات المختلفة، فقد أوضحت تلك المؤشرات أن عدد السكان فى مصر قد تضاعف 3 مرات منذ عام 1897، حيث كان أول تضاعف خلال 50 سنة، ومع تزايد أعداد المواليد تضاعف العدد خلال 29 سنة فقط، ثم حدث التضاعف الثالث خلال 30 سنة، ومع الاستمرار فى الارتفاع فى عدد السكان فى ظل معدلات الإنجاب الحالية المرتفعة والتى وصلت إلى (3.4 مولود لكل سيدة)، متوقع وصول عدد السكان إلى 192 مليون نسمة بحلول عام 2052، أما فى حالة العمل على تفعيل برامج تنظيم الاسرة والمبادرات المختلفة الخاصة بتوعية المجتمع وتكثيف وتكاتف جهود جميع أجهزة الدولة المعنية والمجتمع المدنى ليصل معدل الانجاب إلى (2.1 مولود لكل سيدة) فيتوقع أن يصل عدد السكان إلى 143 مليون نسمة بحلول عام 2052، أى بفارق 50 مليون نسمة ( وهو ما يساوى عدد سكان العديد من الدول).
وحول متوسط الزيادة السكانية خلال عام 2019، اشارت المؤشرات إلى أنه يتم زيادة 3.3 فرد كل دقيقة، وهو ما ينتج عنه زيادة بأكثر من 1.7 فرد فى السنة.
كما استعرضت نيڨين القباچ، وزيرة التضامن الاجتماعي، جهود الوزارة فى التعامل مع ملف الزيادة السكانية، حيث أشارت إلى أن الإطار الاستراتيجي لخطة التعامل يقوم على تفعيل دور المجتمع المدنى في مجال تنظيم الأسرة، والتأثير الإيجابي على المفاهيم والسلوكيات من خلال الحملات الإعلامية التوعوية، والتعاون بين الوزارات المعنية والشركاء المحليين، والتركيز على أسر “تكافل وكرامة” والأكثر فقراً.
وعلى صعيد الحملات الإعلامية التي تم إطلاقها مؤخراً أشارت وزيرة التضامن إلى أنها تضمنت إطلاق حملة إعلامية تمهيدية مُتكاملة في 9 سبتمبر 2018 مُكوَّنة من:خمسة تنويهات تليفزيونية تركز علي الآثار الإفتصادية والاجتماعية لزيادة عدد الأطفال في الأسرة، كما تم إصدار كتاب “تنظيم النسل في الإسلام” بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، وكذا تم تقديم برنامج “دقيقة أسرية“: 100 حلقة إذاعية على إذاعة القرآن الكريم لتصحيح أهم المفاهيم الدينية الخاطئة المرتبطة بكثرة الإنجاب.
وفيما يتعلق بالاتصال المباشر، يتم إعداد كوادر تغيير مجتمعية 2000 رائدة ريفية و4000 مُكلفة خدمة عامة لإجراء زيارات منزلية ولقاءات مجتمعية لتوعية الأسر بالإستخدام السليم لوسائل منع الحمل وبحث مشكلاتهم، ولإبراز الآثار الإيجابية للأسر الصغيرة على جودة رعاية الأطفال وتحسين مستوى معيشة الأسرة، وإطلاق برنامج “وعي” في القرى والمناطق العشوائية، كما يتم عقد لقاءات مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة لإيجاد رسائل موحدة بشأن أسس بناء أسرة سليمة والرعاية الجيدة للأطفال، والتركيز على تلك الرسائل في خطب الجمعة وفي حلقات الدروس بالمساجد والكنائس، فضلاً عن تنفيذ عروض مسرحية شعبية في القرى لتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة الأكثر انتشارا حول تنظيم الاسرة.
وعقب الانتهاء من استعراض المقترحات المقدمة من الوزارات المختلفة بشأن المشروع القومى لتنظيم الاسرة، وكذا الاستماع إلى آراء عدد من الوزراء فى هذا الصدد، طالب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء بتجهيز عرض متكامل للمشروع يتضمن البرامج التنفيذية وخطة التمويل، بما يسمح بالبدء فى تنفيذ المشروع بالعام المالى الجديد، على ان يبدأ التنفيذ فى الـ 72 مركزاً الاكثر انجاباً للمواليد على مستوى الجمهورية.