أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنه حريص على تبادل الرؤى والأفكار مع مختلف الحضارات والثَّقافات بما يحقِّق الأمن والسلام للبشرية كافة؛ انطلاقًا من تعاليم ديننا الحنيف، مؤكدًا استعداد الأزهر لتعزيز سبل التعاون مع كنيسة كانتربري والمضي قدمًا فيما تم البدء فيه من علاقات بناءة لإعطاء نموذج يحتذى به في التفاهم والحوار بين الأديان، مشيرًا إلى أن بريطانيا كانت من أكثر الدول التي أرسلت إلينا أئمة تدرَّبوا في الأزهر بما يؤكد ثقتها في الأزهر ومنهجه الوسطي.
وأعرب الإمام الأكبر – خلال استقباله، اليوم /الأحد/، رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، ووفدًا رفيع المستوى من رجال الدين من الطائفة الأنجليكانية حول العالم – عن سعادته بهذا اللقاء الذي يتجدَّد بعد أيام من لقائهما في روما، مؤكدًا أن رئيس الأساقفة جاستن هو صديق عزيز ومخلص وأنه يعتز بالعلاقة التي تربطهما، متمنيًا أن تنتقل هذه العلاقة ليراها كل أتباع الديانات ليعلموا حقيقة أنَّ الأديان جاءت لتكون سببًا في الإخاء والتآلف والتعاون لا سببًا في الخلاف والهدم والتدمير.
وقال الإمام الأكبر إنه اتفق ورئيس أساقفة كانتربري، على أهمية استئناف المشروعات المشتركة المتعلقة بالحوار ومبادرات دمج الشباب في عملية بناء السلام.
من جانبه، أعرب رئيس أساقفة كانتربري، عن سعادته بالصداقة الكبيرة التي تجمعه بالإمام الأكبر، مؤكدًا أن باستطاعتنا بناء جسور من الود والتفاهم في ظل ما يواجهه العالم من تحديات وفجوات كانت سببًا في إحداث الكثير من الفرقة والخلافات بين الأجيال السابقة، وأن الإمام الأكبر يمثل صوت الحكمة والعقل ودوره عظيم في التغلب على تلك الفجوات والتقريب بين أتباع الأديان، ومن المهم أن يستمع رؤساء الأساقفة إلى كلامه عن السلام والتعايش بين الأديان المختلفة ليعرفوا حقيقة الإسلام.
وفي ختام اللقاء، أهدى فضيلة الإمام الأكبر إلى رئيس أساقفة كانتربري بإنجلترا ذاكرة الأزهر ونسخة فاخرة من القرآن الكريم، كما أهدى جاستن ويلبي إلى فضيلة الإمام الأكبر مخطوطة قديمة “طبق الأصل” من القرآن الكريم تعود إلى القرن السادس، وهي النسخة الوحيدة من نوعها في العالم وتوجد في جامعة برمنجهام بإنجلترا.
حضر اللقاء من الأزهر الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، والدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أبوزيد الأمير أمين عام بيت العائلة المصرية، كما حضر اللقاء من الكنيسة الأنجليكانية الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، والدكتور منير حنا رئيس الأساقفة السابق، ورئيس أساقفة السودان وباكستان ووفد رفيع المستوى من أعضاء كنيسة كانتربري.
الجدير بالذكر أن الإمام الأكبر قد زار العاصمة الإيطالية روما؛ للمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان للتعليم والمناخ، كما أجرى عددًا من الاجتماعات مع عدد من قيادات الأديان والفكر والسياسة، وحضور الاجتماع الدولي من أجل السلام، والذي استضافته جمعية سانت إيجديو.