في ساعة مبكرة من صباح اليوم، تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غرب هرم الملك “مرنرع” بسقارة، والتي أسفرت عن الكشف عن ٥ مقابر منقوشة من عصري الدولة القديمة والإنتقال الأول، بداخلها العديد من الدفنات واللقى الأثرية، رافقه الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة.
وحرص الدكتور خالد العناني على النزول إلى إحدى هذه المقابر التي تم الكشف عنها مع الدكتور مصطفي وزيري، لتفقد ما بها من نقوش ولقي أثرية موجودة بداخلها، وذلك تشجيعا منه لعمل بعثة المجلس الأعلى للآثار.
ووجه وزير السياحة والآثار الشكر لفريق العمل على المجهود الذي يقوم به هذا الجيل من الأثريين من إكتشافات غير مسبوقة بشكل دوري ومنتظم بأياد مصرية خالصة.
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري أن المقبرة الأولى من المقابر المكتشفة لشخص يدعي “إيري” من أحد كبار رجال الدولة، وتتكون من بئر يؤدي إلي غرفة دفن منقوشة الجدران صور عليها العديد من المناظر الجنائزية منها مناظر لموائد القرابين، وواجهة القصر، وأواني الزيوت السبعة، كما يوجد بها تابوت ضخم من الحجر الجيري بالإضافة إلى قطع منقوشة تخص صاحب المقبرة وتعمل البعثة الآن على تجميعها.
أما المقبرة الثانية فتخص على الأرجح زوجة شخص يدعي “يارت” وذلك بسبب قربها من مقبرته. وهي تتكون من بئر مستطيل الشكل. أما المقبرة الثالثة فهي لشخص يدعي “ببى نفرحفايي” والذي كان يشغل عدة مناصب منها السمير الأوحد، و المُشرف على البيت العظيم، والكاهن المُرتل، ومطهر البيت، بينما المقبرة الرابعة فهي عبارة عن بئر مستطيل الشكل يقع على عمق حوالي 6 متر تحت سطح الأرض لسيدة تدعي “بيتي” والتي حملت ألقاب مزينة الملك الوحيدة وكاهنة المعبودة حتحور.
أما عن المقبرة الخامسة فهي لشخص يدعي “حنو” وتتكون من بئر مستطيل الشكل يقع على عمق حوالي 7 أمتار ويأتي من بين ألقابه المشرف على القصر الملكي والسمير الأوحد، والأمير الوراثي والعمدة، والمُشرف على البيت العظيم، وحامل أختام الوجه البحري، والمشرف على البستان.
وسوف تستمر البعثة في أعمال الحفائر بالموقع لإكتشاف المزيد من أسراره، حيث تعمل البعثة حاليا على تنظيف هذه المقابر وجاري أعمال التوثيق الأثري لها.
جدير بالذكر، أن البعثة الأثرية المصرية كانت قد أعلنت خلال السنوات الماضية علي عدد من الإكتشافات الأثرية الهامة بمنطقة آثار سقارة، منها الكشف عن مئات التوابيت الآدمية الملونة بداخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ لكبار رجال الدولة والكهنة من الأسرة الـ 26 والذي تم اختياره من أفضل 10 اكتشافات أثرية في العالم لعام 2020، بالإضافة إلى إكتشاف مقبرتين من عصر الأسرة الخامسة للكاهن المطهر “واحتي” والمشرف علي القصر الملكي “خوي” وعدد من المقابر الخاصة بالقطط.