أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تحرص دائما على الاستمرار في تعزيز دورها القومي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، وأنها حكومة وشعبا ستظل داعمة ومساندة لكل قضايا الأمة العربية، وحريصة أيضا على استقرار ونماء كل شعوب المنطقة.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي، اليوم /الاثنين/، والتي ألقاها نيابة عنه، وزير القوى العاملة حسن شحاتة في الدورة 49 لمؤتمر العمل العربي، الذي تنظمه منظمة العمل العربية، خلال الفترة من 22 وحتى 29 مايو الجاري بالقاهرة، بحضور ممثلين عن أطراف العمل الثلاثة العرب من وزراء عمل ومنظمات أصحاب أعمال وعمال.
وقال الرئيس السيسي إن مصر اليوم وهي تبني جمهوريتها الجديدة، طامحة وراغبة، في تحقيق شراكة مستمرة وفعلية، فيما بين دولنا العربية، على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك، متطلعة نحو مستقبل أكثر ازدهارا في سياق أوسع من العمل الجماعي، والحوار الاجتماعي والاستفادة من ثرواتنا الطبيعية والبشرية في عملية التنمية التي نتطلع إليها جميعا.
وأوضح أن ذلك يأتي في إطار منظومة صلبة، وقادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة، خاصة وأن هذه التحديات والمتغيرات المتلاحقة، تستدعى من أمتنا العربية، إعطاء العمل العربي المشترك أولوية، لتكون نموذجا مشرفا لحضارة عريقة قادرة على الاستمرار في بناء المستقبل، والحفاظ على تراثها العريق، كما تستدعي الإسراع لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، والتحرك نحو وحدة الصف في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والنهوض والتطور والمعرفة والإبداع والابتكار.
وأشار إلى أن تقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية محل النقاش والحوار في هذا المؤتمر، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان: “الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل”، يتزامن مع انطلاق فعاليات جلسات الحوار الوطني، الذي تشارك فيه كل القوى الوطنية المصرية حول أولويات العمل الوطني بحثاً عن مساحات مشتركة لمختلف أطراف المجتمع كافة، بما يدعم مسيرة التنمية ورؤية مصر 2030.
وأضاف أن محاور هذا الحوار تتضمن قضايا تخص ملف العمل أيضا.. وهو ما يؤكد اهتمام الدولة المصرية بقضية الحوار الاجتماعي بشكل عام بين كافة الأطراف المعنية لمواجهة التحديات الراهنة، كما يتضح ذلك بشكل واضح من خلال التكليفات الرئاسية الموجهة لوزارة القوى العاملة مطلع الشهر الجاري في احتفالية عيد العمال، بالاستمرار في تفعيل دور المجلس الأعلى للحوار الاجتماعي في مجال العمل، وسرعة انعقاده لدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب، بحضور ممثلي العمال و أصحاب العمل، والتوافق على صيغته النهائية، بما يضمن الحفاظ على حقوق العمال، والأمان الوظيفي، وبيئة عمل مواتية للاستثمار، وكذلك التكليفات الرئاسية بشأن تعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية والعربية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها، مع اتفاقيات العمل التي صدقت عليها مصر، والتي صدرت بتوافق جميع أطراف العمل الثلاثة “حكومات وأصحاب عمل وعمال” على المستوى الإقليمي والعالمي.
واختتم الرئيس السيسي كلمته قائلا: “نتمنى لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح، والخروج بتوصيات من شأنها المساهمة في النهوض بمنظومة الحوار الاجتماعي لدى بلداننا العربية، لتواكب مستوى التحديات التي تفرضها الظواهر المستجدة في سوق العمل العربي والدولي، وتستجيب لمصالح مختلف الأطراف بما يضمن لأصحاب العمل احترام مصالحهم بزيادة الإنتاجية وتطويرها، ويضمن للعمال احترام حقوقهم وتوفير بيئة عمل لائقة، وحماية اجتماعية، ويضمن للحكومات تيسير تنفيذ خططها وبرامجها وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، في ظل عمل مشترك يُوحد الرؤى ويجمع الجهود، ويحدد التزامات الأطراف، بما يضمن كرامة وحق الجميع في مجتمع يعيش بتوازن، يتمتع فيه الجميع بالحياة الكريمة.. كذلك الخروج بتوصيات تخدم قضايانا العربية المشتركة ذات الهدف والمصير الواحد”.