أعلنت شركتا “فودافون و “سي كيه هوتشيسون” الأربعاء صفقة بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني (19 مليار دولار) لدمج أنشطتهما في قطاع تشغيل الهواتف المحمولة في بريطانيا، وقالتا إن إنشاء شركة رائدة جديدة للسوق من شأنه أن يعزز المنافسة والاستثمار في البلاد.

27 مليون عميل

وكانت الشركتان كشفتا عن محادثاتهما في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وستخضع الصفقة التي طال انتظارها الآن لتدقيق مطول من جانب هيئة المنافسة والأسواق البريطانية لمعرفة ما إذا كان إيجاد شركة لديها 27 مليون عميل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار خدمات الهاتف المحمول.

وفي مسعى إلى كسب تأييد السياسيين والنقابات والسلطات المعنية بالمنافسة، قالت الشركتان إنهما ستستثمران 11 مليار جنيه إسترليني (14 مليار دولار) لإنشاء ما وصفتها بأنها “واحدة من أكثر شبكات الجيل الخامس المنفردة تقدماً في أوروبا”.

تحمل 7.6 مليار دولار من الديون

وبدلاً من المساهمة نقداً اتفقت الوحدة المحلية لشركة “فودافون” ونظيرتها التابعة لـ “سي كيه هوتشيسون”، “ثري يو كيه”، على تحمل 6 مليارات جنيه إسترليني (7.6 مليار دولار) من الديون.

وقالت الشركتان إن “فودافون” ستأخذ 4.3 مليار جنيه إسترليني (5.4 مليار دولار) من هذا المبلغ وستحصل شركة  Three UKعلى 1.7 مليار جنيه إسترليني (2.15 مليار دولار)، والتي ستتم إعادة تمويلها.

يأتي ذلك بعد أن عانت الصناعة من ركود العائدات في السنوات الأخيرة، إذ استحوذت عمليات طرح الجيل الخامس على الأرباح.

وقالت الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة “فودافون” مارغريتا ديلا فالي إن “الصفقة ستغير قواعد اللعبة في السوق المحلية”، مضيفة أنها “أنباء طيبة للعملاء والدولة والمنافسين”.
وقالت للصحافيين، “ستستفيد المملكة المتحدة من إنشاء مشغل ثالث قادر على الاستمرار والمنافسة بقوة ولديه خطة واضحة لاستثمار 11 مليار جنيه في الشبكات على مدى 10 سنوات، مما سيعزز النمو وخلق فرص العمل والابتكار”.

“فودافون” تمتلك 51 في المئة

وبموجب بنود الصفقة فستمتلك “فودافون” 51 في المئة و”هوتشيسون” 49 في المئة من المجموعة الناتجة من الدمج التي سيقودها الرئيس التنفيذي الحالي لشركة “فودافون” بالمملكة المتحدة أحمد عصام، على أن يتولى المدير المالي لشركة “ثري يو كيه” دارين بيركيس التابعة لـ “هوتشيسون” المنصب ذاته في المجموعة الجديدة.

وارتفعت أسهم شركة فودافون 3.6 في المئة بعد إعلان الصفقة، وذلك بعد تراجعها إلى أدنى مستوى لها في 25 عاماً عند 71 بنساً الثلاثاء الماضي.

ومطلع العام الحالي كشف استطلاع الهيئة التجارية الصناعية البريطانية انخفاض عدد الشركات التي ترى المملكة المتحدة كموقع تنافسي إلى النصف، مقارنة بالعام الماضي، بنسبة 31 في المئة من 63 في المئة، وأن “أكثر من أربع من كل 10 شركات، 43 في المئة، تعتقد أن المملكة المتحدة الآن أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، في حين أن أكثر من نصف الشركات، و53 في المئة، تعتقد أن عدم الاستقرار السياسي يضر بثقة الأعمال”.

ووجد الاستطلاع الذي شمل 235 من كبار المديرين التنفيذيين الذي تم إجراؤه بالاشتراك مع عملاق المحاسبة “برايس ووتر هاوس كوبرز”، أن ثلثي أصحاب الأعمال سيخفضون الإنتاج أو عدد الموظفين أو كليهما، بغض النظر عن حزمة دعم الطاقة الحكومية.

ووجد الاستطلاع الذي شمل 235 من كبار المديرين التنفيذيين وتم إجراؤه بالاشتراك مع عملاق المحاسبة “برايس ووتر هاوس كوبرز”، أن ثلثي أصحاب الأعمال سيخفضون الإنتاج أو عدد الموظفين أو كليهما، بغض النظر عن حزمة دعم الطاقة الحكومية.

وشهدت المملكة المتحدة مغادرة 1400 فرد من أصحاب الثروات المرتفعة عام 2022، مع استمرار تدفق الأثرياء خارج البلاد منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” وسط مناخ سياسي مضطرب واقتصاد منهك.