• المنصة الجديدة المدعومة بالبلوكتشين تسهل تداول الكربون دولياً وتدفع عجلة التقدم نحو مستهدفات التخلص من الانبعاثات الكربونية.
• تداول الكربون يساهم في تحفيز الاستثمار في المشاريع الخضراء مثل التشجير وتقنيات التقاط الكربون.
• تقنية البلوكتشين تساعد في تمكين تداول الكربون بطريقة آمنة ذات شفافية عالية مع تعزيز القدرة على مراجعة وتدقيق الأنشطة بين الشركات والجهات الدولية المعتمدة.
• النظام الجديد مرخص وذو كفاءة عالية من حيث استهلاك الطاقة مقارنةً بالحلول الأخرى المدعومة بالبلوكتشين
أطلق معهد الابتكار التكنولوجي، المركز الرائد عالمياً للبحث العلمي وأحد ركائز الأبحاث التطبيقية لدى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، منصة جديدة مدعومة بتقنية البلوكتشين لتتبع انبعاثات الكربون، وذلك لتسهيل عمليات التداول في هذا المجال، وذلك نظراً لأهمية توفر أطر عمل معتمدة لتوثيق تداول الكربون وتدقيقه تعزيزاً لدوره الحيوي في دفع الاستثمار في المشاريع الخضراء وتسريع ودعم جهود الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفرية.
وكان مركز بحوث علم التشفير التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي قد صمم المنصة الجديدة بما يتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2021 المتمثلة في تسريع وتيرة تهيئة بيئة مستدامة وتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، بالإضافة إلى مساعي مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023، والذي يهدف إلى تسريع الانتقال إلى نموذج اقتصادي مستدام يتسم بانخفاض معدلات الكربون وتوفير قدرات نمو عالية وتحقيق تحول إيجابي عادل. وستساند المنصة سوق الكربون العالمي وتسمح بتعزيز دقة تتبع انبعاثات الكربون ودعم الأنشطة التداولية في هذا المجال. وتوظف المنصة تطبيق بلوكتشين خفيف وعالي الفعالية دون الحاجة لموارد حاسوبية عالية كما هو حال العديد من تطبيقات البلوكتشين الأخرى، وذلك بهدف التحقق من أنشطة التتبع والتداول بشكل علني وبتكلفة معقولة أو معدومة سواء على صعيد الانبعاثات الكربونية أو الموارد الأخرى.
وفي هذا السياق، صرح د. راي جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: “يسرنا الإعلان عن منصتنا الجديدة للتتبع والتداول الرقمي في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023، مؤكدين بذلك على مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تصبح مركزاً رائداً في مجال التكنولوجيا والابتكار والتزامها الراسخ تجاه قيادة أنشطة وجهود العمل المناخي على مستوى العالم. وقد وفرت دولة الإمارات المنصة لتعزيز موثوقية التجارة في هذا المجال والسعي لحد التأثير البشري على المناخ وتعظيم الفوائد البيئية”.
وعلى الرغم من أن هنالك مؤسسات أخرى تعمل حالياً على تطوير منصات رقمية لتداول الكربون، فإن معهد الابتكار التكنولوجي هو الجهة الأولى التي تمكنت من تقديم حل مدعوم بتنقية البلوكتشين، وهي مستمرة في تهيئة وتجهيز المنصة لأغراض التداول العالمي. وتضم وظائف المنصة تتبع انبعاثات الكربون بدقة من خلال تسجيل الانبعاثات الصادرة من أي مؤسسة عامة أو خاصة في جميع أنحاء العالم، كما يمكن للمدققين بعد ذلك إنشاء سلسلة استئمان تشمل الانبعاثات وإجراءات الالتقاط والتخزين والتداول. وتتسم المعاملات التي تم تدقيقها بالشفافية وحفاظها على خصوصية المستخدم، سواء المُصدر أو المشتري أو أطراف ثالثة.
وستسمح المنصة الجديدة لمعهد الابتكار التكنولوجي بإنشاء رموز توكين لتمثيل كميات ثاني أكسيد الكربون التي تمت إزالتها من البيئة، ويمكن بعد ذلك تخزين الرموز وتداولها بكل شفافية وأمان، الأمر الذي سيقدم حوافزاً لدفع وتيرة الاستثمار في المشاريع الخضراء مثل التشجير والتقاط الكربون، كما ستسمح لمختلف الجهات بالتعويض عن الأنشطة التي يصعب التخلص من الكربون فيها. وعلى وجه التحديد، يمكن لتقنية البلوكتشين تتبع المنتجات عبر سلسلة التوريد بأكملها وتمكين عمليات تبادل الطاقة بين الجهات النظيرة وإنشاء سجل شفاف وغير قابل للتغيير يضم أنشطة التخلص من النفايات وإعادة التدوير، كما يمكن أن تساعد في تتبع جهود إدارة تدفقات ومنسوب المياه والغابات.
وقد تم اعتماد قرار إنشاء سوق عالمي لائتمان الكربون في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2015 في باريس، حيث تقرر تشكيل هيئة مختصة للإشراف على تنظيم السوق، علماً أنها الهيئة تعتزم صياغة الصورة النهائية لتوصياتها ليتم اعتمادها في الدورة القادمة من المؤتمر في 2023، والتي من المتوقع أن تساهم في تحفيز وتوسيع سوق الكربون الدولي.
ويضمن الحل الجديد المدعوم بالبلوكتشين إجراء التعاملات الآمنة دون اللجوء إلى خوارزميات إثبات العمل التي عادةً ما تتطلب موارد كبيرة، وذلك من خلال توظيف بنية المفاتيح العامة والخوارزميات المتقدمةـ ويساهم هذا الأسلوب في إيجاد شبكة مرنة وفعالة حيث تتم التعاملات اللامركزية بكفاءة وبأقل أثر سلبي ممكن.
وبدورها، قالت د. نجوى الأعرج، كبيرة الباحثين لدى مركز بحوث علم التشفير التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي: “صمم فريقنا اللامع هذه المنصة لتتبع الانبعاثات الكربونية ولتمكين الاستخدامات التداولية بما يسمح لأعداد كبيرة من المستخدمين المعتمدين بتنفيذ مهام التتبع الكربوني والمعاملات التداولية بفعالية وسرية تامة، إذ تعمل المنصة على حماية نزاهة المعاملات وخصوصية المستخدم، وفي نفس الوقت تضمن الشفافية وإمكانية مراجعة وتدقيق المعاملات بكفاءة، ما يجعلها أداة مثالية تمهد الطريق لعصر جديد من تجارة الكربون.”
وتجدر الإشارة إلى أن تقنية البلوكتشين لدى معهد الابتكار التكنولوجي تقدم حلاً متعدد الجوانب والاستخدامات يستند إلى بنية المفتاح العام المدمجة في التصميم الأساسي وإلى جانب حزمة تشفير عالية الأمان. وتتميز تقنية البلوكتشين بخوارزمية توافقية ومنصة عقود ذكية مصممة لتكون عنصراً قابلاً للتوصيل مع نسبة تحمل محددة للأخطاء. وتستخدم تقنية البلوك تشين القائمة على تقديم التصاريح بناءً على نموذج عمل مرن وفعال يسهل المعاملات وأنشطة التتبع والاستخدامات التداولية.