المدفعجي، المارشال الماكر، ابن ذوات، إنها ألقاب المشير الراحل محمد عبد الحليم أبو غزالة. المارشال الذي رصدت وزارة الدفاع الامريكية عام 1987 أنه الضابط الوحيد على قيد الحياة. والذي تجاوزت شعبيته شعبية الفريق عبد المنعم رياض.
إنه ابن قرية زهور الأمراء – الدلنجات – بحيرة، والذي ولد في 15 يناير 1930. أحد الضباط الأحرار الذي شارك في ثورته وعاد إلى ثكنته في صمت. شارك في حرب 48 وهو طالب، ثم شارك في حرب السويس، ولكنه لم يشارك في حرب 67. حيث كان في المنطقة الغربية في تلك الأيام، ولكنه شارك في حرب أكتوبر.
المارشال الماكر
إنه المارشال الذي كانت حرب أكتوبر هي سر شهرته، ونال بسببها وسام نجمة الشرف العسكرية عن استحقاق. بعدما أنقذ الفرقة 16 مشاة وميمنة الجيش الثاني من عملية تطويق إسرائيلية يوم 21 أكتوبر. ويومها استطاع هذا الرجل تجميع نيران و مدفعية 24 كتيبة مدفعية صبت جام غضبها على دبابات ومدرعات الصهاينة.
استطاع ابو غزالة في هذا اليوم أن يجمع نيران مدفعية من شرق القناة وغربها بتكتيكات متميزة. جعلت الصهاينة يظنون أن الجيش المصري يحصل على مساعدة خارجية. وأرسلوا إشارة لاسلكية بهذا إلى قيادتهم.
عين وزيراً للدفاع عام 1981 و حصل على رتبة مشير عام 1982. كون مجموعة من المخابرات الحربية تابعة له مباشرة وكان كل هدفها و عملها هو الحصول على معلومات كاملة عن المكونات الدقيقة لبعض الأسلحة المتطورة التي يرغب فى تزويد الجيش المصري بها. مثل (أنظمة توجيه صواريخ / أجهزة استشعار / أجهزة تصويب مدافع و دبابات / أنظمة كشف رادارية). ونجح فى ذلك واستطاع بعدها تأسيس برنامجًا سريًا لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين. وبدعم عراقي لمشروع برنامج صاروخ بدر 2000 (كوندور 2). إلا أن المخابرات الأمريكية اكتشفت تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية خلافاً لقوانين حظر التصدير.
مناورة سياسية
بعدها قام بمناورة سياسية بارعة جعلت أمريكا تعتقد أن مصر على وشك الحصول على رخصة تصنيع الدبابة تشالينجر من ألمانيا. مما جعل رونالد ريجان يوافق على منح مصر رخصة تصنيع الدبابة ابرامز M1A1 بدون الأنظمة الإلكترونية. حتى يسيطر على طموح مصر في سباق التسلح، واكتشفت الإدارة الأمريكية بعدها ان أبو غزالة خدعهم مرتين. الأولى حينما اكتشفوا خدعة الدبابة تشالنجر، والثانية حينما اكتشفوا أن الأنظمة الإلكترونية لدبابتهم موجودة لدى مصر. وجعلهم هذا يضغطون بقوة على مبارك كي يقيل أبو غزالة، وبالفعل أقاله عام 1989.
كان دوره مشهود له في الحرب العراقية الإيرانية حينما قلب موازين القوى. وجعل القوات العراقية تتقدم بعدما كانت على وشك الهزيمة من إيران. وأنزلت خططه هزيمة موجعة بالقوات الإيرانية بعد محاصرتهم في شط العرب. بعد حصار الشواطئ الإيرانية المجاورة للعراق حتى يمنع إمدادات الخط البحري الإيراني.
و بالطبع لم ينسى أحد دوره في قمع انتفاضة الأمن المركزي عام 1986 بدون أن تتحول إلى حمام دم. واستطاع السيطرة عليها بكل سرعة وحزم عن طريق تشكيلات الصاعقة ووحدات المنطقة المركزية. وتوفي بسرطان المريء يوم 6 سبتمبر عام 2008.