وافقت شركة “بورشه” (Porsche) على أن تصبح مساهما في شركة “فارتا” (Varta)، مما يوفر أموالاً جديدة لشركة صناعة البطاريات الألمانية المحاصرة كجزء من صفقة إعادة هيكلة الديون مع المقرضين.
وبموجب الخطة، من المقرر أن يمتلك كل من صانعة سيارة “تايكان” الرياضية الكهربائية ومالك الأغلبية الحالي مايكل توجنر حوالي 32% من الشركة لكل منهما بعد المشاركة في زيادة رأس المال بقيمة 60 مليون يورو (66 مليون دولار)، وفقاً لبيان صدر يوم السبت. وسيحتفظ المقرضون الحاليون بحصة 36% من الشركة من خلال ما يسمى بأدوات استرداد القيمة.
إعادة هيكلة الديون
كان سهم “فارتا” ذات يوم من الأسهم التي حلقت أسعارها في ظل رهان المستثمرين على قدرتها على الاستفادة من الطلب على سماعات الأذن وغيرها من الأجهزة اللاسلكية الصغيرة. لكن التباطؤ في الأسواق الرئيسية وزيادة تكاليف التمويل أدى إلى تعثر الشركة ولجوءها لعملية إعادة هيكلة ديونها الثانية في عامين.
وبموجب الاتفاق مع الدائنين، سيتم تخفيض ديون “فارتا” إلى 200 مليون يورو من 485 مليون يورو. كما ستخفض قيمة حقوق الملكية إلى الصفر، على أن تشطب أسهمها. ولتعزيز السيولة، سيقدم المقرضون الحاليون أيضاً قرضاً ممتازاً بقيمة 60 مليون يورو يستحق في نهاية ديسمبر 2027.
ويترتب على عملية إعادة الهيكلة، الذي استغرق التفاوض عليها عدة أشهر، فقد رجل الأعمال النمساوي توجنر سيطرة الأغلبية على الشركة، التي استثمر فيها لأول مرة من خلال شركته “مونتانا تك كومبوننتس” (Montana Tech Components AG) في 2007.
الشهر الماضي، أكدت “بورشه” أنها منفتحة على القيام بدور أكبر في إعادة هيكلة “فارتا”. وتتطلع شركة صناعة السيارات إلى تطوير إستراتيجية البطارية الخاصة بها لاستكمال خطط الشركة الأم “فولكس واجن”.
الاستحواذ على شراكة “فارتا” في خلايا أيون الليثيوم
بشكل منفصل، أعلنت شركة تصنيع السيارات الرياضية يوم السبت أنها ستستحوذ على حصة أغلبية في “في 4 درايف باتري” (V4Drive Battery GmbH)، وهو مشروع يجمع أعمال “فارتا” في خلايا أيون الليثيوم المستخدمة في سيارة “911 كاريرا جي تي إس” الهجينة. وقالت “بورشه” في بيان إن بناء منشأة إنتاج في جنوب ألمانيا سيستمر كما هو مخطط له.
وقال لوتز ميشكي، المدير المالي لشركة “بورشه”، في البيان: “مع الاستحواذ المخطط له على حصة الأغلبية في (في 4 درايف)، نهدف إلى دفع الشركة إلى الأمام وسنقدم مساهمة مهمة في الحفاظ على التقنيات الرئيسية في ألمانيا”.
انقسامات
المفاوضات حول إعادة هيكلة ديون “فارتا” أثارت بعض الانقسامات بين أصحاب المصلحة. إذ عارض بعض مستثمري الأسهم الحاليين تصفية حقوق الملكية، في حين جادلت مجموعة من المستثمرين في سندات “فارتا” الإذنية -البالغة قيمتها 250 مليون يورو- بأنهم استُبعدوا من المناقشات.
وقالت “فارتا” إن جميع مقدمي القروض المشتركة تقريبا، وبعض مقرضي السندات الإذنية، وافقوا على الصفقة. وقالت الشركة إنها تقوم بإعداد الوثائق لإبرام الاتفاقية “في الأجل القصير”.
ستسمح اتفاقية إعادة الهيكلة أيضاً لمساهم محتمل آخر باستثمار مبلغ إضافي قدره 30 مليون يورو في “فارتا” خلال عام واحد من الانتهاء من إجراءات إعادة هيكلة الديون.