▪️▪️حقيقة الأمر ، أن العُطل شئ وارد وليس مستحيلاً، وربما و وارد الحدُوث في أي دولة في العالم ، لكن دوماً يستوقفنا ، ظروف الدولة ومناخ الشمول المالي ومنظومة الدفع الالكتروني فيها وتصنيف قوة وجودة شبكة المعلومات الدولية وقوة الانترنت فيها ولا ينكر أحداً ما أجرته الدولة من مشروعات إعادة تأهيل وتطوير للبنية التحتية في شتي المجالات ومنها البنية الرقمية ويستحقون فيها وعليها كل شهادات التقدير والعرفان ، كل هذا يؤخذ في الاعتبار، لكن علينا ان نتوقف قليلاً عند هذا الموقف من أجل التحليل بعيداً عن الاسباب الفنية الدقيقة التي لا ولن أجيدها بالطبع مثل خبراء تقنية المعلومات ..،،
▪️▪️أولاً:-
بكل تأكيد بشكل لايدع مجالاً للشك وبالملاحظة العابرة جداً فإن شبكة الانترنت في مصر ضعيفة جداً ، وانا اتحدث كمستخدم واتحاور كثيراً مع عدد كثير من المستخدمين ، فأماكن التغطية علي الطرق والمحاور والفواصل بين نقاط التوصيل الهوائي ، لايمكن من خلالها الان ان تُكمل مكالمة مدتها عشر دقائق وانت تسير داخل سيارة ، حتي لو كنت تتحدث مع شخص أخر في نفس المدينة فما بالك وانت ترغب في التجارة والاستثمار مع كل دول العالم. أمّا عبارة “السيستم داون”.. فهي مازالت قيد الاسماع في بعض البنوك والمصالح الحكومية علي الاقل مرة بالاسبوع.
▪️▪️ثانيا:-
علي مدار ٥ اعوام قضاها وزيراً أسبق شهير في قيادة حقيبة التربية والتعليم ، وقدم افكار ونظريات متعددة في التطوير وانتهج فكر الحداثة وادخل “التابلت” و”البوكليت” ،، لكن لم يحقق غرضة وأهدافه ولم ينجح كما كان يرغب وربما شاهدناه كل ليلة علي شاشات التلفاز مدافعاً عن شبكة الانترنت وسقوطها اكثر من دفاعه عن المناهج وجودة التعليم والكثافة الطلابية ،، الخ،، وأتصور ان هذا هو السبب الرئيسي وراء خروجه من المنصب، بينما الوزير المختص الرئيسي عن الاتصالات والمعلومات ظل صامتاً بعيداً عن المشهد واحتفظ بالحقيبة ومازال لانه بعيداً عن المشهد الاعلامي تماماً
▪️▪️ثالثاً:-
شبكات الانترنت سواء ما تقدمه في الانترنت الارضي او الهوائي او عبر الشركات الحكومية او مقدمي خدمات الاتصالات المحمولة كلها لا تقدم الخدمة بجودة عالية ، والشكوي علي لسان الغالبية العظمي ، لكن ما باليد حيلة ،،واتصور ان في كل دولة هناك جهاز لتنظيم ومراقبة الاتصالات وتحديداً “جودة الخدمة” والتعامل …وفي وجهة نظري البسيطة ان هذا الامر يحتاج مراجعة تامة شاملة من حيث الجودة والاسعار ونوعية الخدمة وتعامل مقدمي الخدمة مع متلقي الخدمة وشكواه ..عليهم اظهار القوة في وجه المقصرين ، ودفع مقدمي الخدمة علي ضخ استثمارات مستمرة في تطوير الشبكات والاليات والعتاد والافراد والكوادر بشكل يضمن تلقي المواطن ومجتمع الاقتصاد والاعمال خدمة انترنت متميزة، لانه لا يمكن ان يتم تنمية وتطوير مستدام لدولة وجذب استثمارات دونما شبكة انترنت قوية ،، مع تحفظي الشديد علي كافة البيانات التي تصدر عن هذه الوزارة المختصة ومقدمي الخدمة !!! ..الا ان الواقع الحقيقي يحتاج مراجعه تامة
رابعاً:-
علي مدار شهرين ، وانا اعيش معاناة مع اجهزة المحمول في يدي ، سواء “اي فون” او “سامسونج” ، بين البطء في المعلومات واستدعاءها وتحميلها وارسالها وارتفاع حرارة الاجهزة وتشعر ان هناك حالة عراك بين الجهاز وشبكات الانترنت ..وربما علمتنا الصبر والجَلَد ، الاّ انني علي مدار يومين الان في احدي زياراتي العملية لدولة خارجية “خليجية ” متقدمة لديها شبكة الجيل الخامس وباعلي جودة ، فلا استطيع ان اصف لكم ، مدي التحوّل الرهيب في اداء اجهزة المحمول في يدي ، سرعة فائقة في الاداء ، لا ارتفاع حرارة ولا بطء وتشعر بالفعل بقيمة الجهاز وبمنتهي السرعة والدقة ،، والاهم ان هذا دعاني اسأل بعضهم هل هنا تسمعون عبارة ” السيستم داون” قال لي احدهم نسيناها من قبل ٢٠ عاماً بالتحديد،،
اخيراً وليس بأخر “الشاهد في الامر” أكرر وأُكد ..ليس لدينا ضعف في الامكانيات المادية علي الإطلاق كما يصور البعض او يتصور البعض انها فارق مادي ،، لا والف لا!!، مازلت اكرر هناك ترهل اداري وضعف الردع وغياب العقاب ومشاكل ادارية متراكمة وموروث اداري مبني علي المجاملات والمحسوبية ، لذا ،اكتب ذلك لان “انيستا باي” واحدة من اهم المنصات والمشروعات التي افخر بها ودوما اقول انه من خلال “انيستا باي” اخذنا طريقاً سريعاً جاداً في رحلة الشمول المالي ورحلة المدفوعات الالكترونية ورحلة جذب الاقتصاد الغير مسجل الي الاقتصاد المسجل ،، فحافظوا علي هذا المولود الذي مازال في عمر العامان او الثلاث لانه هو الامل الكبير في اعادة ثقة المواطن في التعامل النقدي الالكتروني واذا فقدناه لن نستطيع ان نعيده ،، نكتب من اجل حبنا لهذا الوطن ولنساهم في البناء الجاد بالنقد البناء.