هناك مجموعة فريدة من عادات وتقاليد رمضان في الإمارات والتي تميّزها عن باقي الدول، إليك أبرزها:
1. حق الليلة
في الإمارات العربية المتحدة، تعد تقاليد رمضان جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي والاجتماعي، حيث تبرز عادات متأصلة تعكس القيم الروحية والتراثية للمجتمع. إحدى هذه العادات الجميلة والفريدة هي حق الليلة، وهي احتفالية تقليدية تقام في منتصف شعبان، قبل رمضان بأسبوعين. خلال هذه الليلة، يرتدي الأطفال الملابس التقليدية الإماراتية ويتجولون في أحيائهم مرددين الأناشيد والأهازيج الخاصة بحق الليلة، وهم يطرقون أبواب جيرانهم جمعًا للحلويات والمكسرات والهدايا، في تقليد يهدف لزرع البهجة في نفوس الأطفال وتعريفهم بأجواء رمضان المباركة.
تتميز هذه الاحتفالية بأجواءها الأسرية والجماعية، حيث تجتمع العائلات والجيران للاحتفاء بهذا التقليد الذي يعزز روح التآلف والمشاركة بين أفراد المجتمع. تُظهر حق الليلة كيف تعتني الإمارات بتراثها وتقاليدها، موفرةً بذلك للأجيال الجديدة فرصة للتواصل مع جذورها الثقافية وتقديرها.
2. زينة رمضان في الإمارات
تتباهى الإمارات بتقاليدها الغنية في استقبال شهر رمضان المبارك، حيث تتحول المدن والأحياء إلى لوحات فنية رائعة من خلال الزينة الرمضانية التي تُضيء الشوارع والميادين. من العادات الجميلة في الإمارات، تزيين الأماكن العامة والخاصة بفوانيس رمضان البراقة، النجوم المتلألئة، الهلال الساطع، ورموز رمضانية أخرى تجسد جوهر هذا الشهر الكريم.
كما يعكف الأهالي على إضفاء لمساتهم الشخصية على منازلهم، مزينين البيوت بمصابيح ملونة وزينة تنبض بروح رمضان، مما يعزز من الأجواء الاحتفالية ويجسد الحماس والترقب للشهر الفضيل. الشرفات، النوافذ، والأبواب تتحول إلى معرض لعرض الإبداعات الرمضانية، حيث تتنافس العائلات في ابتكار أجمل الديكورات التي تبرز الهوية الثقافية والروحانية للإمارات.
يمكن للمقيمين والزوار على حد سواء الاستمتاع بجمال هذه الزينة والإضاءات المتنوعة، التي تعد دليلًا على الجهود المبذولة لجعل رمضان موسمًا مميزًا يجمع بين العبادة والاحتفال. مع هذه الزينة، تنتشر أيضًا أسواق خاصة توفر كل ما يحتاجه السكان لتزيين منازلهم وتحضيرها لاستقبال هذا الشهر الفضيل، من فوانيس وزينة وأقمشة تقليدية وغيرها من العناصر التي تضيف إلى جمال ورونق رمضان في الإمارات.
ملاحظة: للمهتمين بقروض الرهن العقاري في الإمارات، يوفر استخدام حاسبة التمويل العقاري فهمًا واضحًا للدفعات الشهرية الخاصة بالقرض، مع الاطلاع على بيانات عقارية غنية.
3. مدفع رمضان في الإمارات
يُعتبر مدفع رمضان أحد أبرز العلامات التقليدية التي تُعلن بدء وقت الإفطار خلال شهر رمضان في الإمارات، وهو تقليد تاريخي يعود إلى القرن التاسع عشر. يتم إطلاق هذا المدفع بواسطة أفراد من القوات المسلحة أو الشرطة بمراسم محددة وتحت إجراءات أمنية مشددة، ليشير إلى انتهاء يوم الصيام ويُباح للصائمين الإفطار. صدى هذا المدفع يمكن سماعه من مسافات تصل إلى 8-10 كيلومترات، ما يجعله من العلامات المميزة للشهر الفضيل في الإمارات.
4. وجبات الإفطار والسحور في الإمارات
تجمعات الأسرة على مائدة الإفطار والسحور في شهر رمضان تُعدّ من أكثر اللحظات تميزًا في الثقافة الإماراتية، حيث تفوح رائحة الأطباق التقليدية التي تعبر عن عراقة الطهي الإماراتي وتنوعه. من المأكولات الضرورية التي تزين مائدة كل أسرة إماراتية نجد التمر الغني بالطاقة، السمبوسك بحشواته المتنوعة، الهريس بمذاقه الدافئ والغني، والبرياني المعطر بالتوابل الشرقية. إلى جانب ذلك، يُقدَّم المجبوس الشهي، واللقيمات الذهبية المغطاة بالشيرة، وعصير الفيمتو البارد، ولا يُمكن نسيان القهوة العربية التي تُقدم كضيافة ضرورية تعكس كرم الضيافة الإماراتية.
سواء كنت تفضل الاحتفال بالإفطار أو السحور في داخل البيت بين أحضان الأسرة، أو الاستمتاع بهذه الوجبات في أجواء المطاعم الرمضانية المتنوعة، فإن الإمارات تُقدم خيارات لا تُعد ولا تُحصى للتمتع بأشهى الأطباق الرمضانية التي تعكس تنوع المطبخ الإماراتي وغناه. المطاعم في دبي وبقية الإمارات تتنافس لتقديم أفضل العروض الرمضانية التي تجمع بين الطعم الأصيل والتجربة الفريدة، مما يجعل من تناول وجبات رمضان في الإمارات تجربة لا تُنسى تنبض بالحياة وتحتفي بالتقاليد الرمضانية العريقة.
5. صلاة التراويح في الإمارات
في الإمارات ومعظم الدول الإسلامية، تعد صلاة التراويح من العبادات المحورية التي يتشوق لها المسلمون كل عام في رمضان، فهي تضفي عمقًا روحيًا وشعورًا بالسكينة والطمأنينة على النفوس. يحرص الرجال والنساء على أداء هذه الصلاة بجماعة بعد صلاة العشاء، مستغلين فرصة الشهر الفضيل لتعزيز روابطهم الروحية والاجتماعية. العشر الأواخر من رمضان تكتسب أهمية خاصة، حيث يطيل العديد من المؤمنين قيامهم بالليل في المساجد، متلهفين لإحياء ليلة القدر، الليلة التي يؤمنون بأنها تحمل قدرًا عظيمًا وبركاتٍ لا حصر لها، فهي الليلة التي اختارها الله لإنزال القرآن الكريم على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. هذه العادة الروحانية لا تقتصر فقط على تعزيز الإيمان والتقرب إلى الله، بل تسهم أيضًا في توطيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، مشكلةً بذلك جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي والديني في دولة الإمارات.
6. الألعاب الشعبية الرمضانية في الإمارات
تُعد الألعاب الشعبية جزءًا لا يتجزأ من احتفالات شهر رمضان في الإمارات، مما يمنح الأطفال فرصة فريدة للترفيه والمرح بعد الإفطار. خلال هذا الشهر المبارك، يُسمح للأطفال بالخروج والاستمتاع بالألعاب التقليدية تحت ضوء القمر، مما يضفي على الأمسيات الرمضانية طابعًا احتفاليًا ومرحًا خاصًا. بين هذه الألعاب، تبرز عُظَيم لوّاح، وهي لعبة تقليدية تعتمد على الحركة والنشاط، ولعبة المدفع التي تحاكي إطلاق المدفع الرمضاني التقليدي، بالإضافة إلى ألعاب عمبر ويوريد التي تتطلب مهارة ودقة، وألعاب الهول والمسلسل التي تجمع بين القوة والاستراتيجية.
هذه الألعاب لا تساهم فقط في إثراء التجربة الرمضانية للأطفال بل تعزز أيضًا روابط الصداقة والتواصل بينهم، وتحفظ تراث وثقافة الإمارات من خلال نقل التقاليد من جيل إلى جيل. تُظهر هذه الأنشطة أيضًا قيم التعاون والمشاركة، مما يجعلها جزءًا مهمًا من تربية الأطفال وتعليمهم في الإمارات خلال الشهر الكريم.
7. العروض والفعاليات الرمضانية في الإمارات
في أجواء رمضان الفضيل، تتزين دولة الإمارات العربية المتحدة بفعاليات وعروض متنوعة تنثر البهجة وتعزز روح التآخي والتكاتف بين أفراد المجتمع. منظمة بعناية من قبل الهيئات الخيرية والمؤسسات الثقافية وكذلك المراكز التجارية، هذه الفعاليات تهدف إلى إحياء التقاليد الرمضانية وتقوية أواصر الأخوة والتعاطف.
• الفعاليات الخيرية والثقافية: تنظم مختلف الجهات الخيرية في الإمارات حملات تبرعات وإفطارات جماعية، تسهم في تعزيز قيم العطاء والتكافل الاجتماعي. كما تقدم المراكز الثقافية والمكتبات برامج تثقيفية ودينية تعنى بتعليم الناشئة والكبار عن أهمية هذا الشهر الكريم وكيفية الاستفادة منه روحانياً وثقافياً.
• المسابقات الرمضانية: تحظى المسابقات الرمضانية بشعبية كبيرة، حيث تقام في الأماكن العامة والمولات التجارية، مقدمة جوائز قيمة للفائزين. هذه المسابقات تتنوع بين الأسئلة الثقافية والدينية وألعاب الفرق، وتساعد في إضفاء جو من التنافس الودي والترفيه.
• البرامج التلفزيونية والإذاعية الرمضانية: تبث القنوات التلفزيونية والإذاعية الإماراتية برامج خاصة برمضان تتضمن مسلسلات درامية، برامج دينية، ومسابقات تلفزيونية تجذب المشاهدين من مختلف الأعمار، مما يسهم في تعميق الوعي الثقافي والروحاني خلال الشهر الفضيل.
• الأنشطة الترفيهية: إلى جانب الفعاليات الثقافية والروحانية، تقدم الإمارات مجموعة من الأنشطة الترفيهية العائلية في الهواء الطلق وداخل الأماكن المغلقة، كالحفلات الموسيقية الهادئة وعروض السيرك والمسرحيات التي تلائم أجواء رمضان.
كل هذه العروض والفعاليات تجعل من شهر رمضان في الإمارات تجربة غنية ومتكاملة، تجمع بين العبادة والثقافة والترفيه، مما يجسد القيم النبيلة والتقاليد العريقة للمجتمع الإماراتي.
8. المحاضرات والندوات الدينية في الإمارات خلال شهر رمضان
في الشهر الفضيل، تأخذ المحاضرات والندوات الدينية مكانة مركزية في الحياة الروحية والثقافية لسكان الإمارات. تولي دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري اهتمامًا بالغًا بتنظيم سلسلة من الفعاليات التثقيفية والروحانية، مستضيفةً نخبة من علماء الدين وخبراء الفقه المرموقين. هذه المحاضرات والندوات، التي تتناول مواضيع متعددة تتراوح بين تعاليم الإسلام الأساسية وتفسير القرآن والسيرة النبوية وغيرها من الموضوعات الدينية والأخلاقية، تهدف إلى إثراء المعرفة الدينية للمجتمع وتعزيز الوعي الروحي.
منصات البث: لضمان الوصول الواسع والمشاركة الفعّالة، تُبث هذه الندوات والمحاضرات مباشرةً عبر قناة دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري على اليوتيوب، كما يتم مشاركة الروابط عبر القنوات الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يتيح للجمهور الاستفادة من هذه الجلسات التعليمية والروحانية من أي مكان.
التفاعل والمشاركة: توفر هذه الفعاليات فرصة للجمهور للتفاعل مع المحاضرين وطرح الأسئلة، ما يخلق بيئة تعليمية ديناميكية ومحفزة تساهم في تعميق الفهم والإدراك الديني والروحاني للمسلمين.
تنوع المواضيع: تغطي المحاضرات والندوات مجموعة واسعة من المواضيع الدينية التي تتناسب مع احتياجات واهتمامات مختلف فئات المجتمع، من الشباب إلى الكبار، مما يعزز الوعي الديني ويساهم في نشر القيم الإسلامية النبيلة.
تمثل هذه الفعاليات جزءًا أساسيًا من البرنامج الثقافي والروحاني في رمضان، مسلطةً الضوء على التزام الإمارات بتعزيز التعليم الديني والارتقاء بالوعي الروحي لدى أفراد المجتمع، مما يسهم في تعميق الشعور بالانتماء والتواصل الروحي خلال هذا الشهر المبارك.
9. زينة المراكز التجارية في رمضان الامارات
خلال الشهر الفضيل، تستعرض المراكز التجارية في دبي وباقي إمارات الدولة أجمل زينتها، متبعةً بذلك عادات وتقاليد الإمارات المعتادة في رمضان، وتعد هذه المراكز محط أنظار الزوار ليس فقط للتسوق بل وللاستمتاع بالأجواء الرمضانية الخاصة. تستمر هذه المولات في استقبال الجمهور خلال الشهر المبارك، حيث تتكيف مواعيد العمل لتناسب روحانيات الشهر، مع بعض الفروقات بين المراكز المختلفة، إلا أنها تبقى مفتوحة لاستقبال الزوار حتى وقت متأخر من الليل.
تمديد ساعات العمل: لاحظ أن مواعيد العمل في المولات، مثل مول الإمارات وغيره، قد تمتد لساعات متأخرة لتوفير فرصة التسوق والترفيه للزوار بعد الإفطار والتراويح.
صالات الطعام: تبدأ صالات الطعام داخل المولات في استقبال الزوار وتقديم مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات بدءًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا، مما يوفر للصائمين وغير الصائمين خيارات متنوعة للإفطار أو السحور.
الأجواء الرمضانية: تتحول هذه المولات إلى مواقع تتمازج فيها الثقافة مع التسوق، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالزينة الرمضانية المضيئة والأنشطة الثقافية المختلفة التي تعكس جوهر الشهر الكريم.
الفعاليات والأنشطة: غالبًا ما تشهد هذه المراكز تنظيم فعاليات خاصة خلال رمضان، منها المسابقات والعروض الترفيهية التي تضفي المزيد من البهجة والروحانية على أجواء التسوق.
تشكل المراكز التجارية في الإمارات خلال رمضان نقاط جذب رئيسية للسكان والزوار على حد سواء، وذلك بفضل مزيجها الفريد من الثقافة، التسوق، والترفيه، مما يجعل من تجربة التسوق خلال الشهر الفضيل تجربة لا تُنسى.
10. ساعات العمل في الامارات خلال شهر رمضان
خلال الشهر الكريم، تشهد دولة الإمارات تعديلًا في ساعات العمل الرسمية لتتناسب مع روحانيات رمضان وتوفر للموظفين الفرصة للتفرغ للعبادة والتأمل. في القطاع الحكومي الاتحادي، يتم تقصير اليوم العملي ليبدأ من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من يوم الاثنين إلى الخميس، بينما في يوم الجمعة تنتهي الدوامات عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا، مما يمنح الموظفين وقتًا أطول لقضاءه مع عائلاتهم والإعداد للإفطار.
بالنسبة للقطاع الخاص في الإمارات، تُحدد ساعات العمل خلال شهر رمضان بـ 8 ساعات، في تقليص ملحوظ من الدوام الطبيعي. هذا التغيير يأتي في إطار احترام التقاليد الدينية وضمان توفير بيئة عمل متوازنة تراعي الحاجة للصوم والعبادات الرمضانية.
يُنظر إلى هذه التعديلات في ساعات العمل كجزء من التزام الدولة بقيم الشهر الفضيل وتعزيز التواصل الأسري والروحانيات في المجتمع، مما يخلق جوًا من الهدوء والتأمل ويساعد الموظفين على أداء عباداتهم والاستمتاع بزمن الإفطار بشكل أفضل.