الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

دور الإعلام في عصر الخوارزميّات

نعيش في عالمٍ متجدّدٍ يشهد تغيراً متسارعاً بوتيرةٍ لم نشهدها من قبل، حيث تلاشت الحدود والمسافات، وأصبح من الممكن لرسالةٍ واحدة أن تجوب القارات في لمح البصر، ولمقطعٍ مؤثر أن يُثير ردود أفعالٍ عالمية متنوعة خلال ثوانٍ معدودة. وفي هذه المرحلة التي غيّرت فيها التكنولوجيا المفاهيم، وأعادت تعريف كل شيء من حولنا، أصبح من الضروري أن نتوقف لحظةً مع أنفسنا، لنتساءل: من نحن في هذا الواقع الجديد؟ وكيف يمكننا إعادة تشكيله ورسم ملامحه بعناية ووعي؟

في هذا العالم، لم نعد مجرد متابعين أو متلقين للمعلومات؛ بل أصبحنا مجتمعات متصلة تجمعها أهداف مشتركة، ويمتلك كل منا القدرة على أن يكون مُحفزاً للتغيير، وصاحب تأثير حقيقي وسط أكثر من 5 مليارات مستخدِم نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، يمثلون حوالي 64.7% من سكان العالم، ويتواصلون عبر أكثر من 400 منصة. كما ينضم مستخدمون جدد كل يوم إلى هذا الحوار العالمي المتنامي، فقد شهد العام الماضي فقط زيادةً قدرها 241 مليون مستخدم، أي ما يقارب الـ 660 ألف مستخدم جديد يومياً، وهو ما يؤكد أننا نعيش

تحولاً جذرياً يعيد تشكيل علاقتنا بأنفسنا وتواصلنا مع الآخر، حيث أصبحت المجتمعات الرقمية واقعًا موازيًا يزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية وتكوين العلاقات وصناعة القرار، ولم يعد الصوت الأعلى هو صوت الإعلام التقليدي بل صوت الفرد الذي أتقن أدواته الرقمية، وأحسن استخدامها، لتُحدث القصص التي يرويها انتشاراً كبيراً وأثراً عميقاً.

ولطالما قدّم السرد القصصي على مر العصور رواياتٍ شكّلت هويتنا كأفراد ومجتمعات، أما اليوم، فقد تجاوز  تأثير هذه القصص جدران  المنازل وأفق المدن والحدود الجغرافية بين البلدان. فطالبٌ في بريطانيا يتحدث عن تجربته ليتردّد صداها في مصر وأستراليا. ومُشجّع في هولندا يتابع لاعبه المفضل في البرازيل ويشعر باتصال معه أكثر من جيرانه في نفس الحي. و شاب عاشق للأنمي في الإمارات يُشارك خبراته مع مجموعة من الأصدقاء في طوكيو حيث يجمعهم نفس الشغف. وبهذا تتحوّل المنصات الرقمية من أدوات تواصل، إلى مساحات للانتماء والنقاش والمشاركة والبوح والتأثير، مُشكِّلةً بذلك مجتمعات رقمية قائمة على الأفكار والتوافق والاهتمامات المشتركة. هذه المنصات أصبحت اليوم ملتقيات عالمية تفتح آفاقًا للتواصل والولاء والإبداع تتجاوز ما كان مألوفاً في الماضي.

وكفردٍ من أفراد المجتمع، وعضوٍ في هذه المجتمعات الرقمية، ومُساهمٍ في تشكيل المشهد الثقافي والإبداعي في دبي، أرى في هذه المساحات فرصاً واعدة يجب أن نتعامل معها بوعي وذكاء. ولذا، فإننا نحتاج في هذا المرحلة إلى إعلامٍ لا يكتفي بنقل الخبر، بل يقود صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني، ليتحوّل إلى حاملٍ للهوية، وحارسٍ للحقيقة، وإلى بوصلةٍ موثوقة في عصر ازدحام المعلومات.

علينا أن نُسخّر وعينا الإنساني في قيادة هذا التحوّل، أن نقوده بإنسانية لنُبدع.. وبهذا نُحدِث الأثر والتأثير.

وسواءْ كنتَ صانع محتوى، أو صحفيًا، أو إعلامياً، فإن عملك يسهم في نقل ثقافتنا وقيمنا العربية وإرثنا الأصيل للأجيال القادمة، ولذا، فأنت لا تُمثّل نفسك فقط، بل جيلاً كاملاً من الشباب الطامح الباحث عن الإلهام والقدوة.. وتقع على عاتقك مسؤولية الارتقاء بالفكر والمساهمة في التغيير إلى الأفضل عبر محتواك الهادف والمسؤول.

مهمة العاملين في قطاع الإعلام ليست منافسة المؤثرين، بل تفسير الحقائق وترجمة المفاهيم، وإعادة بناء الثقة. لذا، دعونا نعمل معاً لتقديم محتوى إبداعي يواكب ثراء ثقافتنا وأصالتها، ويُعبّر بصدق عن طموحات شبابنا، ويمتاز بالشفافية والأصالة والانفتاح.

ولنتذكر دائماً أن الخوارزميات والذكاء الاصطناعي ما هي إلا أدوات صنعناها نحن، مفاتيحها بأيدينا، ونحن من يمنحها الحياة، ويضع لها الضوابط والمعايير، ويجب أن ننظر لها على أنها فرص حقيقية لصناعة المستقبل. ومن الضروري أن نتعامل معها بوعي مسؤول، فنحن أصحاب العقول، ونحن المبتكرون، ونحن من يحدد الهدف ويوّجه المسار.
#محتواك_أثرك هي دعوة للتأمل والتفكير وتحمّل المسؤولية، ورسالة تذكير بأن كل ما ننشره أو نشاركه يمكن أن يُغيّر فِكراً، أو يُحدِث أثراً، أو يُلهِم شخصاً، أو يُساهِم في بناء مستقبل أفضل، وبهذا نُشكّل مجتمعات رقمية تعكس جوهرنا الإنساني، وانتماءنا الوجداني وفِكرَنا الخلّاق.

وبينما نتطلع إلى الغد، فإننا نؤكد على قوة الكلمة وتأثيرها العميق، ما يدعونا لترك بصمةٍ رقمية تعكس هويّتنا، وتُجسّد قيمنا، فلنكن صُناعاً للأمل، وأصواتاً مُلهمة، وقادةً على قدر المسؤولية

أخبار ذات صلة

دفعة جديدة نحو الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في الصين: رياح سياسية مواتية… ومخاطر تقييم مرتفعة

السلع: التحرك في الضباب مع توقف تقارير التزامات المتداولين جراء الإغلاق الحكومي الأميركي

تراجع طفيف للمعادن الثمينة بعد تسجيلها مستويات قياسية

الهوية المعمارية لـ “الأصل غير المرئي”

آفاقُ بناء قيمة مستدامة بالذكاء الاصطناعي المفتوح والقابل للتوسُّع

الذكاء الاصطناعي ومستقبل علاج أمراض الأوعية الدموية

أولي هانسن – رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك

تقرير السلع الأسبوعي: مخاطر الإغلاق الحكومي تعزز الإقبال على الأصول الصلبة

“الإنابة” .. تسبق بخطوة!

آخر الأخبار
اقتصادية قناة السويس تحصل على تمويل مصرفي طويل الأجل بقيمة 30 مليار جنيه من خلال البنك التجاري الدول... جانسن تستعرض ريادتها في مجال العلاج النفسي على مدار ستة عقود ""البريد المصري" يصدر طابعاً تذكارياً بمناسبة.. "اليوم العالمي للإحصاء" أسعار شقق الإسكان الفاخر 2025 ومواقع المشروعات الجديدة في مصر موعد صرف الدعم السكني لشهر نوفمبر 2025 في السعودية وطريقة الاستعلام موعد مسابقة الأئمة النجباء 2025 وخطوات التقديم عبر الموقع الرسمي للأوقاف كيفية استخراج تراخيص البناء الجديدة في مصر 2025 وشروط الحصول على الترخيص مواصفات سيارة جاك JS2 موديل 2026 والتصميم الداخلي والتكنولوجيا سعر سهم الراجحي اليوم في السوق المالية السعودية وتحديث لحظي للأداء رابط تقديم وزارة الدفاع 1447 لـ التجنيد الموحد وشروط التسجيل الرسمية كاسبرسكي تحذّر من حملات احتيال إلكترونية تستغل شعبية فيلم Demon Slayer الجديد زيارة سفير السويد لشركة إريكسون مصر لتعزيز سبل التعاون الاستراتيجي إيدياليست العقارية تدخل في شراكة استراتيجية مع سيتي ديفلوبرز لتطوير حلول عقارية دفعة جديدة نحو الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في الصين: رياح سياسية مواتية... ومخاطر تقييم مرتفعة حدث "إس إيه بي ناو" في الرياض يُبرِز دور الذكاء الاصطناعي كمحفز لنمو الأعمال في السعودية بنك الإسكندرية يحصد جائزتين من منصة The Digital Banker فندق غاليريا جدة كوريو كولكشن من هيلتون يستضيف حملةً ملهمة للتوعية بسرطان الثدي Domain Days Dubai 2025 sets new benchmark for global domain industry Infracorp awards phase III construction contract of California Village project in Dubai to Abr Al Mu... بنك الفجيرة الوطني يتعاون مع شركة سايبرنايت لدعم حلول التمويل في قطاع الأمن السيبراني