في مشهد يعكس نضج الحركة النسوية وتصاعد دور المجتمع المدني في دعم حقوق المرأة، نظمت فعاليات “منتدى المشاركة السياسية للمرأة المصرية: نحو برلمان يُجسِّد صوت النساء”، تحت مظلة منتدى القيادات النسائيةبمجلس الشباب،المصري وذلك بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية بمشاركة غير مسبوقة تضم أكثر من 400 جمعية ومنظمة مجتمع مدني من 27 محافظة، .
ويأتي المنتدى في توقيت بالغ الأهمية، متزامنًا مع احتفالات الدولة بذكرى الثلاثين من يونيو، والتي مثّلت نقطة تحول محورية في مسار بناء الجمهورية الجديدة القائمة على العدالة والمساواة والتمكين الحقيقي للمرأة. كما يتزامن الحدث مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة لمجلسي النواب والشيوخ، ما يمنحه بعدًا استراتيجيًا كمحطة حوار مجتمعي لتعزيز المشاركة السياسية للنساء وتمكينهن من مواقع صنع القرار.
شهد المنتدى مشاركة نخبة من النائبات البرلمانيات وممثلات عن أحزاب سياسية متنوعة، من بينهن النائبة منى عبد الله (مستقبل وطن)، النائبة هند حازم (مستقبل وطن)، النائبة أمل سلامة (الحرية المصري)، والنائبة سميرة الجزار (المصري الديمقراطي الاجتماعي). كما حضرت رموز حزبية بارزة مثل الإعلامية جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، والدكتورة جيهان مديح، رئيسة حزب مصر أكتوبر، ما عكس أجواءً من الانفتاح والتعددية السياسية وروح الحوار الوطني، وأكد أن تمكين المرأة قضية عابرة للأيديولوجيات.
واستضاف المنتدى عددًا من الشخصيات العامة البارزة في مجالات الإعلام والقضاء والتعليم والصحة، منهن الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، والإعلاميتان هبة عبد العزيز وشيرين العدوي، والمستشارتان ياسمين الإسلامبولي ونادية الشهاوي، والدكتورة نبيلة عبد المقصود، والدكتورة عبير عصام الدين، رئيسة الاتحاد الإقليمي للجمعيات بمحافظة الجيزة. وقد استُهلت الفعالية بعزف السلام الجمهوري، تلاه دقيقة حداد على أرواح الفتيات ضحايا حادث المنوفية، في مشهد مؤثر جسّد التكاتف النسائي حول قضايا العدالة والكرامة الإنسانية.
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدّد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على أهمية الحدث، قائلاً: “ما نشهده اليوم ليس مجرد فعالية نسائية، بل رسالة وطنية واضحة تؤكد أن المجتمع المدني منظم، وجاهز للتأثير الإيجابي في الاستحقاقات المقبلة، عبر دعم النساء كمرشحات وتعبئتهن كناخبات، بما يتسق مع مكتسبات الجمهورية الجديدة”.
من جانبها، أكدت الدكتورة أماني البدري، رئيسة منتدى القيادات النسائية، أن المنتدى أصبح يشكّل مظلة وطنية تعبّر عن جوهر الحركة النسوية المصرية، وتوحّد جهود أكثر من 400 منظمة نسوية من مختلف المحافظات، بهدف دعم مشاركة المرأة كمرشحة وناخبة وصانعة قرار، بعيدًا عن الانقسامات الأيديولوجية أو المصالح الضيقة.
ويُعد منتدى القيادات النسائية أحد أبرز الكيانات المنبثقة عن مجلس الشباب المصري، حيث يعمل منذ سنوات على بناء قدرات القيادات النسائية، وتنظيم حملات توعوية بالمشاركة السياسية، وتقديم الدعم الفني للمرشحات، وتمكين النساء من لعب أدوار فاعلة في الحياة العامة والسياسية. ويهدف المنتدى من خلال هذه الفعالية الكبرى إلى إطلاق حوار مجتمعي وطني يُنتج توصيات عملية قابلة للتطبيق تُسهم في ضمان تمثيل برلماني عادل ومنصف للمرأة داخل مؤسسات الدولة.
واختُتم المنتدى برسالة جامعة مفادها أن المشاركة السياسية للمرأة لم تعد مطلبًا فئويًا، بل ضرورة وطنية لضمان استقرار المجتمع وتقدمه،وبناء الجمهورية الجديدة.