الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

الدِّرْعِيَّة: مدينة التاريخ والعاصمة الأولى للسعودية

تاريخ مدينة الدِّرْعِيَّة، المدينة العربية الواقعة في قلب المملكة العربية السعودية، والتي تحمل مكانة خاصة كعاصمة تاريخية للدولة السعودية الأولى. نتناول نشأتها وتطورها، ودورها المحوري في تأسيس الدولة، وأهم الأحداث التي شهدتها، وصولًا إلى مكانتها الحالية كرمز للتراث الوطني.

النشأة والتأسيس

تأسست الدِّرْعِيَّة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي (حوالي عام 1446م) على يد مانع المريدي، الذي قدم من منطقة الدرعية بالقرب من القطيف في شرق الجزيرة العربية. استقر مانع المريدي وأتباعه في وادي حنيفة، وأسسوا بلدة جديدة أطلقوا عليها اسم “الدِّرْعِيَّة” نسبة إلى منطقتهم الأصلية.

كانت الدِّرْعِيَّة في بدايتها مجرد بلدة صغيرة تعتمد على الزراعة والتجارة، ولكن موقعها الاستراتيجي في وادي حنيفة، ووفرة المياه، ساهم في ازدهارها وتوسعها تدريجيًا.

الدِّرْعِيَّة عاصمة الدولة السعودية الأولى

في القرن الثامن عشر الميلادي، شهدت الدِّرْعِيَّة تحولًا تاريخيًا كبيرًا، حيث أصبحت مركزًا لحركة الإصلاح الديني التي قادها الشيخ محمد بن عبد الوهاب. تحالف الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود، أمير الدِّرْعِيَّة، في عام 1744م، وهو التحالف الذي أرسى قواعد الدولة السعودية الأولى.

اتخذ الأمير محمد بن سعود الدِّرْعِيَّة عاصمة لدولته الجديدة، ومنها انطلقت حملات التوحيد التي وحدت معظم أجزاء الجزيرة العربية تحت حكم الدولة السعودية الأولى. ازدهرت الدِّرْعِيَّة في عهد الدولة السعودية الأولى، وأصبحت مركزًا سياسيًا ودينيًا وثقافيًا هامًا.

أبرز معالم الدِّرْعِيَّة في عهد الدولة السعودية الأولى

حي الطريف: يعتبر حي الطريف من أهم المعالم التاريخية في الدِّرْعِيَّة، وهو يضم القصور والمباني الحكومية التي كانت مقرًا لحكم الدولة السعودية الأولى. تم إدراج حي الطريف على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2010م.

مسجد الإمام محمد بن سعود: يعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد في الدِّرْعِيَّة، وقد لعب دورًا هامًا في نشر الدعوة الإصلاحية.

سور الدِّرْعِيَّة: كان سور الدِّرْعِيَّة يحيط بالمدينة ويحميها من الغزاة، وقد تم ترميم أجزاء كبيرة منه.

سقوط الدِّرْعِيَّة ونهاية الدولة السعودية الأولى

في عام 1818م، سقطت الدِّرْعِيَّة في يد قوات إبراهيم باشا، قائد الحملة العثمانية على الجزيرة العربية. دمرت الدِّرْعِيَّة تدميرًا كبيرًا، وتم ترحيل العديد من سكانها. انتهت بسقوط الدِّرْعِيَّة الدولة السعودية الأولى، ولكن ذكراها ظلت حية في قلوب السعوديين.

الدِّرْعِيَّة في العصر الحديث

بعد قيام الدولة السعودية الحديثة على يد الملك عبد العزيز آل سعود، أوليت الدِّرْعِيَّة اهتمامًا خاصًا، وتم ترميم العديد من معالمها التاريخية. أصبحت الدِّرْعِيَّة اليوم رمزًا للتراث الوطني السعودي، ومزارًا سياحيًا هامًا.

مشاريع تطوير الدِّرْعِيَّة

تشهد الدِّرْعِيَّة حاليًا مشاريع تطويرية ضخمة تهدف إلى تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، مع الحفاظ على طابعها التاريخي والتراثي. من أبرز هذه المشاريع:

مشروع بوابة الدِّرْعِيَّة: يهدف هذا المشروع إلى إنشاء منطقة سياحية متكاملة تضم فنادق فاخرة ومتاحف ومراكز ثقافية ومناطق ترفيهية.

ترميم حي الطريف: يتم حاليًا ترميم حي الطريف وإعادة تأهيله ليكون مركزًا ثقافيًا وسياحيًا.

أهمية الدِّرْعِيَّة التاريخية

تكمن أهمية الدِّرْعِيَّة التاريخية في عدة جوانب:

العاصمة الأولى للدولة السعودية: الدِّرْعِيَّة هي العاصمة الأولى للدولة السعودية، ومنها انطلقت حملات التوحيد التي وحدت معظم أجزاء الجزيرة العربية.

مركز الدعوة الإصلاحية: كانت الدِّرْعِيَّة مركزًا لحركة الإصلاح الديني التي قادها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والتي كان لها تأثير كبير على تاريخ الجزيرة العربية.

رمز للتراث الوطني: تعتبر الدِّرْعِيَّة رمزًا للتراث الوطني السعودي، وتجسد تاريخ الدولة السعودية وتراثها العريق.

خاتمة

الدِّرْعِيَّة مدينة تاريخية عريقة، لعبت دورًا محوريًا في تاريخ المملكة العربية السعودية. نشأت كبلدة صغيرة، ثم أصبحت عاصمة للدولة السعودية الأولى، ومركزًا للدعوة الإصلاحية. على الرغم من سقوطها وتدميرها، إلا أن ذكراها ظلت حية في قلوب السعوديين. اليوم، تشهد الدِّرْعِيَّة مشاريع تطويرية ضخمة تهدف إلى تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، مع الحفاظ على طابعها التاريخي والتراثي. الدِّرْعِيَّة ستبقى دائمًا رمزًا للتراث الوطني السعودي، وشاهدًا على تاريخ الدولة السعودية وتراثها العريق.

أخبار ذات صلة

وزير الطيران يشارك في الاجتماع الوزاري للأفكاك على هامش الجمعية العمومية للإيكاو

ريكسوس بريميوم جزيرة السعديات ينظّم يوماً خاصاً لتبنّي القطط بمناسبة اليوم العالمي للحيوانات

افتتاح مطعم ومقهى PEOPLES Honest Eatery & Coffee  في حي دبي للتصميم

مصر والسعودية تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني ودعم التنسيق داخل الإيكاو

سياحة هونغ كونغ تختتم بنجاح جولة ترويجية في ثلاث مدن خليجية

وزير الطيران المدني يبحث مع نظيره الأنجولي سُبل تعزيز التعاون في مجالات الطيران المدنى المختلفة

فندق هيلتون القاهرة جراند نايل يحتفل باليوم الوطني السعودي الـ95 بأمسية مميزة

النيل للطيران ترعي بطولة كاس العالم للأندية لكرة اليد ” سوبر جلوب ٢٠٢٥”

آخر الأخبار
الطقس غدا.. أجواء خريفية وشبورة واضطراب بالملاحة وزيرا العمل والتضامن يقرران صرف 400 ألف جنيه لأسرة كل متوفي في حادث حريق مصنع بالمحلة الفريق أسامة ربيع يبحث سبل التعاون الثنائي مع شركة CSTC الصينية لتطوير ترسانات وشركات الهيئة انطلاق فعاليات معرض "كايرو مازر & بيجاما" – النسخة 76 بمشاركة دولية واسعة وزير الزراعة: يجب توحيد الجهود العربية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي وزير الإسكان ومحافظ البحيرة يفتتحان محطة معالجة الصرف الصحي بمركز بدر "تيليكوم وادي" تبدأ أعمال تصنيع الأجهزة الطرفية " الراوتر" في مصر Embassy of India in Egypt Highlights Power of Complementary Medicine on Ayurveda Day سفارة الهند بمصر تحتفل بيوم ( الإيورفيدا ) للكشف عن دور الطب التكميلي في الرعاية الصحية LDN Global Markets Arabia تطلق برامج تدريبية متخصصة لتعزيز وعي المستثمرين غدا.. مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الأولى من «مهرجان القاهرة لمسرح العرائس» وزير الإنتاج الحربي: الطلمبات الغاطسة إنجاز صناعي جديد تحقق داخل شركات الإنتاج الحربي وزيرة التنمية ومحافظ الجيزة يتفقدان أعمال تطوير المنطقة المحيطة بمستشفى بولاق الدكرور العام محافظ الغربية يستقبل وزير العمل .. وترتيبات لزيارة موقع الحادث وتقديم العزاء و”الدعم" وزير الإسكان يصل إلى محافظة البحيرة لمتابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الزراعة تكشف حقيقة رش الطماطم بـ"الإيثريل" وزيرة التخطيط تبحث مع وزيرة التضامن الاجتماعي الخطة الاستثمارية للوزارة لعام 2025/2026 وزير الخارجية يلتقي بوزير خارجية كوريا الجنوبية ورئيس مجلس الأمن الحالي وزير الصناعة والنقل يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة لتخطيط مشروعات النقل الزراعة: لا زيادة في أسعار الأسمدة المدعمة والدولة ملتزمة بتلبية احتياجات المزارعين