كشفت إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط، الشركة الرائدة في مجال خدمات العقارات السكنية والتجارية الفاخرة، والتي تتخذ من دبي مقراً رئيسياً لها في المنطقة، عن تحول جذري في سوق العقارات السكنية في دبي، حيث يتوجه المزيد من المستأجرين لشراء العقارات السكنية بدلاً من الاستمرار في الاستئجار، ويتجلى هذا التوجه بوضوح في زيادة مبيعات السوق الثانوية بنسبة 22% في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعكس تنامي ثقة المقيمين الذين يعتبرون دبي بلد معيشتهم الدائم.
ووفقاً لما ورد في تقرير إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط للأداء العقاري في دبي لشهر أغسطس الماضي، سجل سوق العقارات السكنية في دبي إنجازًا جديدًا، حيث بلغ عدد الصفقات 17,879 صفقة بقيمة 42.4 مليار درهم إماراتي، بزيادة قدرها 17% في الحجم و12% في القيمة على أساس سنوي. وواصلت مبيعات العقارات على الخارطة هيمنتها، حيث ارتفعت بنسبة 25% على أساس سنوي، لتشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع الصفقات، بينما حافظ السوق الثانوي على زخم قوي بفضل طلب المشترين النهائيين، وتصدرت مبيعات المنازل العائلية الكبيرة السوق، حيث ارتفعت مبيعات العقارات المكونة من أربع غرف نوم بنسبة 70%، بينما ارتفعت مبيعات العقارات المكونة من خمس غرف نوم أو أكثر بنسبة 63% مقارنة بالعام الماضي.
ومن جانبه صرّح دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط: ” في حقيقة الأمر، يتجلى التوجه لامتلاك العقارات السكنية كبديل عن الاستئجار بشكل خاص بين العائلات المقتدرة والمهنيين الشباب، الذين يرون في امتلاك العقارات وسيلةً لبناء رأس المال وضمان استقرار طويل الأمد وتجنب تكاليف الإيجار المتصاعدة، ولم يعد ذلك بعيد المنال بالنسبة للعديد من المستأجرين، بل أصبح الخيار المفضل لتحقيق الأمن على المدى الطويل وخلق القيمة المتسدامة. يشهد سوق دبي العقاري السكني اليوم نموًا مطردًا بفضل عاملين رئيسيين: تدفقات استثمارية عالمية قوية نحو مشاريع البيع على الخارطة، وتوجه واضح بين المقيمين نحو امتلاك المنازل، وقد عكس نشاط شهر أغسطس الماضي جاذبية المدينة العالمية، وتزايد أعداد المقيمين الدائمين الذين يستقرون فيها”.
وذكر التقرير أن أسعار العقارات المتوسطة واصلت مسارها التصاعدي، حيث وصلت الأسعار إلى 1,664 درهمًا إماراتيًا للقدم المربع في شهر أغسطس الماضي، بزيادة قدرها 16.3% على أساس سنوي، وشهدت أسعار الفلل ارتفاعًا ملحوظًا في المجمعات السكنية التي تركز على نمط الحياة الراقي، مثل فيكتوري هايتس (+37.0% على أساس سنوي)، ودبي هيلز استيت (+26.0% على أساس سنوي)، والمرابع العربية (+23.2% على أساس سنوي)، وكما سجلت الشقق زيادات ملحوظة في العديد من المجمعات السكنية، بما في ذلك مثلث قرية جميرا (+29.3% على أساس سنوي) وقرية جميرا الدائرية (+17.0%) على أساس سنوي.
ولا تزال عوائد الإيجار حجر الزاوية في جاذبية دبي للمستثمرين العالميين، فقد بلغ متوسط العائدات الإجمالية لإيجار العقارات السكنية في أغسطس الماضي 6.76%، حيث بلغت عوائد الشقق 7.12% والفلل 4.92%. وعلى الرغم من الارتفاع المستمر لقيمة الإيجار، لا تزال عوائد إيجار العقارات السكنية في دبي من بين أعلى المعدلات مقارنة مع أي مدينة عالمية، متجاوزةً بشكل كبير الأسواق الرئيسية مثل لندن (3-5%)، وسنغافورة (3-4%)، ونيويورك (5-7%)، ويأتي هذا مع استمرار النمو السكاني في دبي، وتأسيس شركات التطوير العقاري الجديدة، واستمرار الطلب أكثر من المعروض على العقارات عالية الجودة للإيجار.
وكما أشار التقرير إلى انخفاض إجمالي حجم التأجير بنسبة 4% منذ بداية العام، مع انخفاض العقود الجديدة بنسبة 14%، وارتفاع طفيف في عقود التجديد بنسبة 2.6%، ويتجلى هذا التوجه بشكل خاص في قطاع العقارات الفاخرة، حيث انخفضت إيجارات الفلل الكبيرة بنسب مئوية مزدوجة، مما يشير إلى أن العديد من العائلات المقتدرة تفضل الشراء بدلاً من الاستئجار.
ولا يزال سوق العقارات السكنية في دبي يشهد طلباً واسع النطاق من داخل وخارج دولة الإمارات، ويشمل ذلك سكان الإمارات والمشترين الدوليين من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وينشط المستثمرون من الجنسيات الهندية والبريطانية والألمانية والمصرية والصينية ضمن قطاع العقارات على الخارطة، بينما يقود المقيمون الطفرة في سوق إعادة البيع. ولا تزال القروض العقارية عاملاً رئيسياً، حيث تتراوح نسبة القروض بين 70% و80%، وتبلغ قيمة الفائدة الرئيسية حوالي 3.9%، وهي قيمة تنافسية بالمعايير العالمية، كما تواصل المعاملات النقدية وخطط الدفع المدعومة من المطورين تعزيز زخم مبيعات العقارات على الخارطة.
وختم دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط: ” نتوقع في إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط أن يستمر هذا الزخم حتى الربع الأخير من عام 2025، مع الدعم الذي يشهده البيع على الخريطة من خلال نشاط المطورين المزدهر وخطط الدفع المرنة والطلب الدولي، ودعم سوق إعادة البيع من خلال النمو السكاني والتمويل العقاري التنافسي، وتوجه المستأجرين الذين يفضلون التملك. لم يعد سوق العقارات في دبي يقتصر على دورات استثمارية قصيرة الأجل فحسب، بل أصبح أكثر فأكثر يركز على اختيار المقيمين للاستقرار في دبي، وبالتالي شراء منازل للاستفادة من الأمن الذي تتمتع به دولة الإمارات، وتحقيق نمط حياة أفضل وقيمة مضافة على المدى الطويل، ومن المتوقع أن يُحدد هذا التحول المرحلة التالية من مسيرة سوق العقارات في دبي”.