أعلن خلف بن أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور عقب زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام إلى الجمهورية العربية السورية، عن إطلاق حزمة من المبادرات المجتمعية بقيمة 10 ملايين درهم إماراتي، تجسد التزامه ببناء شراكة تنموية وإنسانية طويلة الأمد مع الشعب السوري، بعيداً عن الأهداف الربحية المباشرة.
وتتمحور المبادرات حول مسارين أساسيين: الأول دعم الجامع الأموي الكبير في دمشق بما يحمله من قيمة حضارية وثقافية وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف السورية، والثاني رعاية الفئات الأقل حظوة في المجتمع من خلال شراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية.
أولاً: دعم الجامع الأموي
تخصيص دعم لأعمال الترميم وتطوير البنية التحتية، بما يحافظ على مكانة الجامع كأحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي.
توفير دعم للأئمة والعلماء والإداريين العاملين في المسجد، تقديراً لدورهم في صون رسالته الدينية والثقافية.
ثانياً: رعاية الفئات الأقل حظوة
دعم مركز ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تعزيز خدمات التأهيل وتنمية القدرات، بما يتيح دمجهم الفعال في المجتمع.
دعم برامج إعادة دمج المتسولين وتمكينهم، بما يعكس التزاماً إنسانياً يحفظ كرامة الفئات الأقل حظوة.
وتم توقيع المبادرات خلال مراسم رسمية ترأسها عبد السلام المرزوقي، مساعد رئيس مجلس الإدارة – التوسعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الشؤون المحلية وعلاقات المجتمع في مجموعة الحبتور، إلى جانب ريما زكريا، مديرة مكتب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبحضور عدد من كبار مسؤولي الوزارة والجهات المعنية، بما يعكس عمق التعاون بين القطاعين العام والخاص لخدمة أولويات التنمية الوطنية.
وفي كلمة ألقاها خلال زيارته، قال خلف الحبتور: “إن دعمنا اليوم ليس مجرد التزام مادي، بل هو رسالة تضامن واضحة مع سوريا وشعبها العريق. إن الجامع الأموي يمثل صرحاً حضارياً وإنسانياً، لذا فإن تطويره ودعم العاملين فيه واجب على كل من يؤمن بقيمة الثقافة والهوية. أما دعم مركز ذوي الاحتياجات الخاصة وبرامج المتسولين فهو ترجمة لقيمنا في تمكين الفئات الأقل حظوة ورفع كرامتهم. نعلق آمالاً كبيرة على أن تكون هذه المبادرات بداية لشراكة حقيقية وبناء مستقبل مشترك يليق بتاريخ سوريا وأهلها”.
وبهذه المناسبة، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، السيدة هند قبوات، أن: “الدعم الكريم المقدم من السيد خلف الحبتور ابن دولة الإمارات الشقيقة – وهو ليس بجديد عليه – يأتي استجابة لاحتياجات فئة واسعة تمثل أكثر من 27% من السوريين من ذوي الإعاقة وإصابات الحرب، ويشمل بخدماته جميع السوريين على امتداد الوطن بمختلف مكوناتهم ومناطقهم الجغرافية. هذا الدعم ليس مساهمة مادية فحسب، بل هو رسالة إنسانية عظيمة تجسد قيم التضامن والأصالة، وتفتح باب الأمل أمام شريحة واسعة من أبناء شعبنا المتضررين من الحرب”.
وأضافت “شملت المبادرة إعادة تأهيل وتجهيز مركز متعددي الإعاقة الذي يقدم خدماته لأكثر من 30 ألف مستفيد سنوياً، حيث سيتم إعادة تأهيل المبنى وإكسائه، وتزويده بالتجهيزات الطبية والكهربائية لكامل طوابقه التسعة، إضافة إلى مركز تعليمي متكامل لدعم ذوي الإعاقة، وطابق متخصص بالتدريب المهني لتمكينهم من إيجاد مصدر دخل يتناسب مع إمكاناتهم، فضلاً عن مركز متكامل للعلاج الفيزيائي. كما تضمنت المبادرة تأسيس مركز تعليمي لإعادة تأهيل الأطفال المتسولين، يوفّر بيئة آمنة للتعليم، والإرشاد النفسي، والدعم الطبي، بما يسهم في حمايتهم وإعادة دمجهم في المجتمع”.
واختتمت قائله “إن هذه الخطوة الإنسانية الكريمة ستنعكس بشكل مباشر وتترك أثراً عميقاً في حياة عشرات الآلاف من المستفيدين، وهي محل اعتزاز وتقدير منا جميعاً”.
لا تقتصر المبادرات التي أعلنها الحبتور على تقديم دعم مادي مباشر، بل تهدف إلى إحداث أثر اجتماعي وثقافي طويل الأجل، سواء من خلال الحفاظ على الهوية التاريخية والدينية، أو عبر حماية وتمكين الفئات الأقل حظوة. كما أن الشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعكس جدية التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة في ايجاد حلول تنموية مستدامة.
وبهذه الخطوة، يعزز خلف بن أحمد الحبتور مكانته كرجل أعمال عربي يتبنى المسؤولية المجتمعية داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، مستلهماً قيم التضامن والتكافل، ومؤكداً أن الاستثمار في الإنسان والثقافة هو الطريق لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لسوريا والمنطقة.